تحقيق "سبوبة النجوم" حائرة بين كاميرات الفضائيات وميكرفون الإذاعة

حوالي ٧ سنوات فى أخبار اليوم

احتارت مؤخرا "سبوبة النجوم" في تقديم البرامج، ما بين كاميرات التليفزيون وميكروفون الإذاعة، حيث انتشرت ظاهرة تقديم البرامج عبر أثير الإذاعة أو على شاشات الفضائيات.
جرى العرف أن يكون مقدم البرامج التليفزيونية والإذاعية إعلاميا، وكان في حالات نادرة من وقت لآخر يتجه بعض الفنانين لتقديم البرامج، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح الأمر ظاهرة منتشرة، وجلس الكثير من الفنانين على كرسي المذيع.
وعلى سبيل المثال لا الحصر وعلى اعتبار أنهما آخر المحطات التي اطلقت العديد من البرامج التي يقدمها النجوم، وصل عدد الفنانين الذين يقدمون برامج ترفيهية على شاشة قناة "دي ام سي"، إلى مايقرب من 10 نجوم يقدمون مجموعة من البرامج الترفيهية منهم أشرف عبد الباقي وغادة عادل وبيومي فؤاد وشيرين عبد الوهاب وإياد نصار ومكسيم خليل وشريف سلامة، والغريب في الأمر أن هناك بعض الضيوف تتكرر في العديد من البرامج على شاشة القناة.
وكذلك إذاعة "نغم إف إم" تعاقدت مع عدد من الفنانين لتقديم برامج ذات موضوعات مختلفة على أثير الإذاعة، منهم بشرى ومصطفى قمر وشريف باهر وسماح أنور وإدوارد.
قد يكون تفسير انتشار تلك الظاهرة، إلى رغبة بعض الفنانين الدائمة في التواجد على الشاشة باستمرار، وكذلك الجانب المادي مهم، حيث معروف أن القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية تدفع مبالغ كبيرة ولا بأس بها بالنسبة للنجوم سواء الفنان مقدم البرنامج أو الشخصيات العامة والنجوم ضيوف الحلقات، وهناك جانب آخر في الموضوع وهو الإقبال الجماهيري على البرامج الترفيهية التي يقدمها نجوم الفن بشكل أكبر من الإقبال على نفس البرامج ويقدمها مذيعين وإعلاميين، وبالتالي يكون الإقبال الإعلاني عليها كبير.
وهناك ظاهرة أخرى في تلك البرامج الترفيهية التي يقدمها النجوم، هي تكرار الأفكار، وتكون قريبا جدا من بعضها، فالتركيز يكون بشكل أكبر على النجم نفسه، وجماهيريته.
وفي هذا الأمر، ومدى تأثير تلك الظاهرة على صناعة الإعلامي، وتقليل الفرص لخلق جيل من الإعلاميين الشباب، قال الناقد طارق الشناوي إن الأمر لا يمثل أي خطورة ولا تأثير على صناعة الإعلام لأن فكرة تقديم الفنانين للبرامج التليفزيونية أو الإذاعية يخضع للعرض والطلب، والمتحكم الوحيد فيه هو الجمهور.
وأضاف الشناوي أنه في ظل قانون العرض والطلب لا يمكن أن نتحدث عن فرض للشباب ولا العواجيز، لأن السوق يظل مفتوح أمام الجميع وصاحب الموهبة والقدرة على الحوار وإثبات وجوده هو الذي يمكنه الاستمرار، والجمهور هو المتحكم فيستطيع أن يجعل هذا الفنان أو المذيع أن يستمر أو يجلس في منزله، لذلك وجود النجوم سواء في الفن أو الرياضة أو أي مجال أخر في المجال الإعلامي لا يؤثر إطلاقا على المهنة أو فرص الشباب أو غيرهم، خاصة أن هناك تعدد في القنوات الفضائية والجميع يخضع لقانون العرض والطلب، حتى إذا كانت القناة تدافع عن مذيع أو فنان بعينه وتسانده وهو ليس على القدر من الموهبة والنجاح، فلا يمكنه أن تستمر في الدفاع عنه طوال الوقت، فخلاصة القول أن الموهوب سواء كان فنانا أو إعلاميا أو غيره هو الذي يفرض تواجده واستمراره.
أما الناقدة ماجدة موريس، أكدت أن لجوء القنوات للفنانين في تقديم البرامج، ليس بسبب ضعف مستوى المذيعين، بدليل أن هناك العديد من المذيعين المتميزين تم إقصاءهم من بعض القنوات لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بالرأي أو بعض الملاحظات أو الأجور وليس ضعف الإمكانيات.
وألقت الناقدة ماجدة موريس مسؤولية انتشار هذه الظاهرة على القنوات الفضائية وعلى الفنانين الذين يقبلون بتلك التجارب التي تقلل من قيمة ورصيد العديد منهم لعدم ملائمة الموضوع لهم، مشيرة إلى أن لجوء القنوات للممثلين هو نوع من الاستسهال الكامل، حيث يعتمد على شخص مشهور ليضمن الإقبال الجماهيري وبالتالي الإقبال الإعلاني، فالقناة تؤجر الكاريزما والشهرة، دون النظر إلى مدى ملائمة هذا الفنان للبرنامج أو مدى قدرة على إدارة حوار، فيجب على القنوات أن تدفع بوجوه إعلامية شابة، لتصنع منهم نجوما في مجال الإعلام، فهي تحتاج في ذلك فقط للاختيار الجيد والتدريب.
وأشارت ماجدة موريس إلى أن النجوم أنفسهم مسؤولون في هذا الأمر، حيث يخوضون تجارب البرامج هذه وتنعكس عليهم بالسلب أكثر من الإيجاب، فيكون الفنان في مرحلة معينه من عمره الفني قد حقق مزيد من الشهرة والتفاف الجمهور حوله فلابد عليه أن يحافظ على ذلك ولا يلجأ لتقديم أشياء تقلل منه ومن رصيده لدى جمهوره، فهناك بعض البرامج التي تتسبب في ذلك للفنان وأخذت منه ولم تضف إليه جديدا.

شارك الخبر على