تعرف على المحبة فى الله عند الصحابة
أكثر من ٤ سنوات فى الوفد
الحب فى الله من صفات المؤمنين وكان الحبّ في الله عند الصحابة رضوان الله عليهم مليء بالمشاعر الفياضة، فقد كان للنّبي -عليه السّلام- دورًا كبيرًا في نسج أواصر المحبة، والإخاء مصرّحًا بكل ما احتوى قلبه من إحساس وحب اتجاه اصحابه، فيا ترى كيف نام معاذ بن جبل في ليلته عندما صارحه النّبي الكريم عن حبه له.
حيث روي أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَذ بيدِ معاذٍ فقال: يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال معاذٌ: بأبي أنتَ وأُمِّي واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال: يا معاذُ أوصيك ألَّا تدَعَنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك.
وكيف كانت مشاعر أبو بكر الصّديق وحال قلبه عندما أذن الله -تعالى- للّنبي الكريم بالهجرة النبوية، فأبقاه النّبي الكريم حتى يشاركه السّير، فقد روت السّيدة عائشة، أنَّ رسول الله قال: إنَّ اللهَ أذِنَ لي بالخروجِ والهجرةِ، فقال أبو بكرٍ: الصحبةُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الصحبَةُ، قالَتْ عائِشَةُ: فواللهِ ما شعَرْتُ قطُّ قبلَ ذلِكَ اليومِ أنَّ أحدًا يبكي من الفرحِ حتى رأيتُ أبا بكر يومئذ يبكي!!، فقد تغلغل الحب في الله في قلوبهم، فباتت جوارحهم تشعل الإيمان فيهم؛ حتى كانوا خير أمًّةٍ أخرجت للنَّاس.