نماذج من الرحمة فى حياة الصالحين
أكثر من ٤ سنوات فى الوفد
الرحمة من صفات المؤمنين والصحابة والتابعين والصّالحين من أكثر النّاس تمسّكًا بالمنهج الشرعيّ الذي وضعه سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- من خلال السنّة النبوية الشريفة والشريعة الإسلاميّة، وكما يوجب موضوع فضل الرحمة في الإسلام ومظاهرها الحديث عن رسول الله فإنّه يقتضي التطرّف إلى أصحابه والصّالحين ومظاهر وصور من رحمتهم وتراحمهم بين العباد -رضوان الله عليهم أجمعين-، فهذا هو الشّديد العتيد الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان متمثّلًا لجانب الرحمة والرّقّة واللّين، حينما جاءه عبد الرحمن بن عوف يطلب لينه للنّاس، فقال له: إني لا أجد لهم إلَّا ذلك، والله لو أنهم يعلمون ما لهم عندي، من الرَّأفة، والرَّحْمَة، والشفقة، لأخذوا ثوبي عن عاتقي.
وله موقفٌ في تمثّل الرحمة كما أخذها عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن شاهده عيينة بن حصن في أحد الأيام وهو يقبّل أطفاله، فاستغرب واستنكر ذلك عيينة، فقال له الفاروق: الله، الله -حتى استحلفه ثلاثًا-، فما أصنع إن كان الله نزع الرَّحْمَة من قلبك؟ إنَّ الله إنَّما يرحم من عباده الرُّحماء، وتروي أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وتقول: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فأطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فأعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ منهما تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إلى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بيْنَهُمَا، فأعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الذي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَهَا بهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بهَا مِنَ النَّارِ.