موقع أمريكي ماذا يحدث لزعيم «داعش» بعد القبض عليه؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي تقريرًا، اليوم الاثنين، للكاتب جون باتشلر يتساءل فيه كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع زعيم تنظيم الدولة "داعش" أبي بكر البغدادي في حال إلقاء القبض عليه، في ضوء التصريحات الصادرة عن المسؤولين العسكريين، التي تشير إلى أنَّ البغدادي غادر مدينة الموصل التي تعد آخر معقل له في العراق، وهو في حركة مستمرة.

وأشار الكاتب إلى تقرير عراقي تحدث عن تحرك البغدادي فيما بين الحدود السورية والعراقية، قائلًا: "عملية الملاحقة مستمرة، ومن المهم هنا موازنة خيارات الإدارة الأمريكية، التي تعد إبراهيم البدري السامرائي -الاسم الحقيقي للبغدادي- قاتلًا ومسؤولًا عن عمليات إرهابية".

وأضاف: "في حديث مع النائب المساعد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سبستيان جوركا، قال إنَّه لو تمَّ تحديد مكان البغدادي فإنَّه سيقع في يد القوات الأمريكية أو قوات حماية الشعب الكردية في سوريا"، وسأله الكاتب: "هل تريد البدري حيًّا"؟ فأجاب قائلًا: "على خلاف إدارة أوباما، فإننا لن نتدخل في قرارات القادة الميدانيين، ولن يكون في يدنا البرغي على بعد ثمانية آلاف ميل، الذي كان في يدهم طوال الثماني سنوات الماضية، وسنترك أمر تصفية هدف ثمين لمن هم على الجبهة الأمامية".

وذكر الموقع: "جوركا قارن بعد ذلك مصير البغدادي بالملاحقة التي استمرت تسعة أعوام لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتل في عام 2011، حيث يقول: لو كانت لدي أفضلية، كما قلت في السنوات الـ 16 عاما الماضية، لكانت مشاهدة أسامة بن لادن بالزي البرتقالي ويقف أمام محكمة فيدرالية أمرًا خارقًا، وليس للثروة من المعلومات الأمنية التي يمكن استخلاصها منه، لكن من خلال ناحية الحرب النفسية، فالقائد العظيم للجهاد الدولي يقف مقيدا بالسلاسل، وهذا ما أفضله".

وعلَّق باتشلر قائلًا إنَّه مع هذا الخيار، حيث تواصل مع عدد من زملائه مثل المؤرخ في جامعة "جون هوبكينز" مايكل فلاهوز، حول النماذج التاريخية التي قامت خلالها الإمبراطوريات بالتعامل مع زعماء وأتباعهم المهزومين.

ويقول الكاتب: "الإمبراطورية الرومانية ردَّت على ثورة سبارتكوس في حرب المصارعة بطريقة وحشية، وصلبت ستة آلاف من العبيد المهزومين على طول طريق إيبيان، ولم يعثر أبدًا على سبارتكوس، وبعد ألفي عام لا يزال مسرح القتل مستمرًا حتى اليوم، ولهذا فإنَّ هذا أسلوب لا يتمتع بمصداقية، ويجب على دول التحالف الابتعاد عنه، بمن فيها الولايات المتحدة".

وأفاد التقرير: "هناك طريقة أخرى للتعامل مع الخارجين على القانون، مثل إعدام ويليام والاس، بالإضافة إلى لويس الرابع عشر، الذي عذب الساحرات ولاحقهن وحرقهن، وبعد الفضيحة السياسية لأسلوب الإيهام بالغرق في ظل إدارة جورج دبليو بوش، فإنَّه من غير المحتمل استخدامه ضد البغدادي ورجاله".

ويذكر الموقع: "التاريخ الأمريكي يقدِّم عددًا من الطرق المظلمة للطريقة التي تم فيها التعامل مع أؤلئك الذين ينظر إليهم للنظام المدني مثل إطلاق بوسطن كوربيت النار على جون ويلكيز بوت، الذي اغتال الرئيس أبراهام لينكولن، أو مقتل الزعيم الهندي الأحمر "الفرس المجنون" الذي قاد ثورة أولغالا لاكوتا". 

وذهب الموقع إلى أنَّه في حال أسر البغدادي ونهاية تنظيم "الدولة"، فإنَّ الآلاف من الذين تعاونوا معه وقادته سيغيرون رايتهم، وينتشرون في مناطق الشرق الأوسط لمواصلة الحرب الطويلة.

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول: "منظر البغدادي في سترة برتقالية سيوفر ميزة سياسية ودفعة قوية لحلفاء الولايات المتحدة".

شارك الخبر على