تعرف على الحث على العبادة فى القرآن والسنة

أكثر من ٣ سنوات فى الوفد

الاستقامة على منهج الله من اسباب زيادة الايمان ودخول الجنة وقال بعض اهل العلموردت كلمة العبادة ومُشتَقّاتها كثيراً في القرآن الكريم؛ فقد ذكر القرآن أمر الرُّسل في دعوتهم لأقوامهم لعبادة الله وحده، ونَبذ الشرك، قال -تعالى- على لسان نبيّه: (وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).

وفي السنّة النبويّة الكثير من الشواهد التي تُؤكّد أنّ النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- حَثّ الصحابة على الاجتهاد في الطاعة، والاستزادة من العبادة، والحرص على أنواع الطاعات، والقُربات، ومن ذلك أنّه طرق الباب على عليّ وابنته فاطمة- رضي الله عنهما- وقال لهما: (ألا تصليّان)؛.

وفي ذلك حَثٌّ لهما على صلاة القيام.

أثر العبادة وفضلها استحقّ الله -تبارك وتعالى- العبادة؛ لأنّه هو الخالق الوحيد، وبهذا يتجلّى مقصد العبادة، والغاية من خلق الإنسان، ومع ذلك فإنّ الله -تبارك وتعالى- غنيٌّ عن العالَمين، ولو أنّ أهل الأرض جميعاً عبدوه ما زاد ذلك في مُلكه شيئاً، ولو أنّهم كلّهم أعرضوا عن عبادته، فإن ذلك لا يُنقص من مُلكه شيئاً.

وعلى الرغم من غنى الله -تبارك وتعالى- عن عبادة الناس له، إلّا أنّ إفرادهم إيّاه بالعبادة حقٌّ له عليهم؛ ففي الحديث الشريف أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم- سأل معاذ بن جبل- رضي الله عنه- فقال: (هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعاذُ بنَ جَبَلٍ قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ إذا فَعَلُوهُ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ).

وتعود العبادة على الإنسان نفسه بثمراتها، ولا تتمثّل هذه الثمرات بالنجاة من عذاب الله وناره، ودخوله الجنة، وحصوله على رضا الرحمن فقط، بل إنّ إفراد الإنسان ربَّه بالعبادة، وأداءه لحَقّ الله عليه، يُحقِّق له الانسجام مع مفردات الكون الذي اختار أن يطيع الله، ويخضع له، قال -تعالى-: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).

والإنسان إذا اختار عبادة الله وحده، فإنّه ينسجم أيضاً مع نفسه التي خلقها الله وفطرها على الإيمان به، والاعتراف بأنّه المُنعِم، والمُتفضِّل عليه، فينعكس ذلك سعادةً على حياته؛ إذ وعده الله بالحياة الطيّبة، قال -تعالى-: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ).

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على