تعرف على أثر الذنوب والمعاصي الظاهرة على القلب
over 4 years in الوفد
آثار المعاصي على القلب كثيرة جداً، وقد فصل الإمام الرباني ابن القيم -رحمه الله تعالى- كثيراً منها في كتابه الجواب الكافي وقد ذكر منها:
1- حرمان العلم النافع: فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئه، ولهذا كان السلف يرشدون تلاميذهم إلى ترك المعاصي؛ لكي يورثهم الله حقيقة العلم.
2- الوحشة بين العبد وربه: وهي وحشة لو اجتمعت لصاحبها ملذات الدنيا كلها لم تذهبها، ومن علاماتها وفروعها الوحشة بينه وبين أهل التقوى والإيمان.
3- الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه: فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.
4- وهن القلب: فلا تزال المعاصي توهنه حتى تزيل حياته بالكلية، وهذا الوهن يظهر أثره على البدن، فتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم عند أحوج ما كانوا إليها, وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم.
5- تقصير العمر ومحق البركة: إذ بمقدار ما تمرض القلب وتذهب حياته فإن حقيقة الحياة هي حياة القلب، وعمر الإنسان هو مدة حياته، فكلما كثرت الطاعة زادت حياته، فزاد عمره الحقيقي، وكلما كثرت المعاصي أضاعت حياته وعمره.
6- أن العبد كلما عصى خفت عليه المعصية حتى يعتادها: وبذلك يموت إنكار قلبه لها، فيفقد عمل القلب بالكلية، حتى يصبح من المجاهرين بها، المفاخرين بارتكابها، وأقل ذلك أن يستصغرها في قلبه ويهون عليه إتيانها حتى لا يبالي بذلك وهو باب الخطر.
روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه- قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه.
7- الذل: فالمعصية تورث الذل ولا بد؛ فالعز كل العز في طاعة الله تعالى، قال سبحانه:{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} (10) سورة فاطر.أي فليطلبها بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعته, وكان من دعاء السلف: اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك. وقال الحسن البصري رحمه الله-: إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه.
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله-:
رأيت الذنوب تميت القلوب وترك الذنوب حياة القلوب وهل أفسد الدين إلا الملوك.
وقد يورث الذلَّ إدمانُها وخير لنفسك عصيانها وأحبار سوء ورهبانها؟!.