دبلومـاسية الفــزع عجز مزمن عن حل أزمة « نووى كوريا الشمالية »
over 8 years in أخبار اليوم
كتبت / جيهان الحديدى
بعد أقل من شهر على تجربتها الصاروخية الأخيرة، عادت كوريا الشمالية مجددا تثير فزع العالم وتقلق جيرانها بتجربة «باليستية» جديدة اضطر معها مجلس الأمن الدولى لعقد جلسة طارئة لبحث تداعيات تلك التجربة وسبل إخضاع بيونج يانج للقرارات الدولية الخاصة بمنع إجراء تجارب صاروخية من هذا النوع، فيما تحركت كل من واشنطن وسول عسكريا ونشرا منظومة الدفاع الصاروخى الأمريكى المتقدم «ثاد» فى الشطر الجنوبى من شبه الجزيرة الكورية بعد ساعات من اطلاق بيونج يانج 4 صواريخ «باليستية» قبالة بحر اليابان ردا- كما قالت كوريا الشمالية- على مناورات «فرخ النسر» العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التى تعتبرها بيونج يانج «تحضيرات لشن حرب عليها».
كل هذه الممارسات الاستفزازية التى أثارت غضب المجتمع الدولى تكشف حقيقة افلاس الدبلوماسية العالمية،وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية. اشارت الصحيفة فى تقرير لها إلى أن الفشل المزمن للدبلوماسية العالمية فى حل مشكلة مثل التى تمثلها كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونج اون، وصل إلى حد إعلان ماليزيا احتجاز موظفى سفارة كوريا الشمالية لديها فى رد بالمثل على قرار بيونج يانج احتجاز الماليزيين رهائن بسبب الأزمة بين البلدين التى اندلعت عقب مقتل كيم جونج نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية. وتساهم تلك التطورات فى الإسراع من وتيرة التحرك نحو الصراع العسكرى فى منطقة شرق آسيا، ويمكن أن تكون الصين والولايات المتحدة ضمن أطراف هذا الصراع.
من جهة اخرى، اختبرت هذه التجربة «الباليستية» التحالف الثلاثى الذى يضم كلا من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، حيث أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دعم بلاده لمن أسماهم بـ «حلفائها فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ»، وبالتالى باتت إدارة ترامب تحت ضغط ضرورة تحديد سياستها فى مواجهة جهود بيونج يانج لامتلاك صواريخ «باليستية» نووية قادرة على ضرب الدول المجاورة لها أو الأراضى الأمريكية.. فالصواريخ التى أطلقت لا تشير إلى تقدم فنى جديد للكوريين الشماليين لكنها تجبر الإدارة الامريكية الجديدة على الرد.
وقد يفكر ترامب الذى يحب إبراز عضلات جنرالاته، فى اختبار للقوة العسكرية مع بيونج يانج. وذكرت «التايمز» البريطانية إن فريق ترامب للأمن القومى يعكف على وضع خيارات للتعامل مع كوريا الشمالية؛ بينها هجوم على مواقعها النووية، لكن الخبير فى نزع الاسلحة جيفرى لويس الذى يدير المدونة المتخصصة «ارمز كونترول وونك» اوضح انه لا يمكن التفكير بخيار هجوم عسكرى على بيونج يانج «لان هذا يعنى اندلاع حرب نووية». كما اعتبر المسئول السابق فى وزارة الدفاع الأمريكية ريد إيدلمان ان هذه الخيارات قاتمة؛ بسبب الغموض الذى يكتنف حجم وانتشار وأماكن الأسلحة النووية الكورية الشمالية، وعناصر البرنامج النووي، وأضاف أن احتمال وجود أسلحة مدفونة بعيداً فى باطن الأرض قد يؤدى إلى لجوء بيونج يانج إلى استخدام بعضها، فى حال فشلت الضربات الأمريكية فى تدميرها جميعاً، واشار أيضاً إلى احتمال لجوء كوريا الشمالية إلى الأسلحة التقليدية لتدمير سول وتحويلها إلى دائرة من النار بحسب التهديدات الشمالية المتكررة.
ووفقا لـ «التايمز»، كان الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، قد وصل إلى حافة حرب نووية مع كوريا الشمالية عام 1994، لكنه تراجع عندما أخبره قائد القوات الأمريكية فى كوريا الجنوبية بأن الحرب ستؤدى إلى مقتل ما يصل إلى مليون شخص بينهم 52 ألف أمريكي، وتكلفة 100 مليار دولار، إضافة إلى دمار فى المنطقة يقدر بتريليون دولار.
غياب خيار استخدام القوة، يمكن أن تسعى إدارة ترامب إلى تطوير الوسائل الدفاعية المضادة للصواريخ لتأمين حماية افضل لحلفائها الأسيويين والقارة الامريكية، ويمكن أن تعمل على نصب بطاريات جديدة مضادة للِصواريخ «ثاد» مثل تلك التى بدأت نشرها فى كوريا الجنوبية، على الرغم من اعتراضات الصين. وقال الخبير فى الدفاع المضاد للصواريخ توماس كاراكو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن ان بطارية «ثاد» واحدة لا تكفي، مشيرا إلى الحاجة لعدد كبير منها لتغطية كل الأراضى الكورية الجنوبية. وقالت اليابان ايضا انها مهتمة بنشر «ثاد» و»ايجيس» المنظومة الدفاعية الاخرى التى تتصدى للصواريخ المعادية وهى فى الجو وتتعلق بالصواريخ الأبعد مدى. واوضح توماس كاراكو ان «الولايات المتحدة تملك 36 صاروخا معترضا للصواريخ» تتمركز فى آلاسكا وكاليفورنيا.