فى الصميم
حوالي ٩ سنوات فى أخبار اليوم
صبى خيرت الشاطر الهارب الآن إلى الخارج «أحمد المغير»، حذف من على موقعه فى «فيس بوك» الشهادة الخطيرة التى كتبها عن اعتصام رابعة، والتى أكد فيها أن الاعتصام كان مسلحا بكل أنواع الأسلحة من الكلاشينكوف حتى القنابل والطبنجات و«يمكن أكثر من كده» على حد قوله، إشارة إلى أسلحة أكثر تقدما وفتكا.
حذف الإرهابى الصغير الهارب ما كتبه، لكنه سيظل جزءا من حقيقة ما حدث، وفصلا من قصة الإخوان الذين لا يتغيرون أبدا.. بل يظلون على الدوام يمارسون الإرهاب، ويدعون التقوى، ويكذبون على الله والناس.
يقول أحمد المغير إن الاعتصام فى رابعة كان فيه من السلاح ما يكفى لمواجهة الشرطة.. وربما مواجهة الجيش!! وبعيدا عن إدعائه بأن ٩٠٪ من هذا السلاح خرج من الميدان قبل يومين بسبب ما يسميه خيانة أحد المسئولين من «اخواننا اللى فوق» على حد تعبيره الذى يقصد به القيادات التقليدية للإخوان يومها. بعيدا عن ذلك الإدعاء فإنه يقدم الاعتراف الآخر الخطير عن «سرية مول طيبة» التى ظلت محتفظة بسلاحها والتى ظلت تستهدف أفراد الشرطة والمواطنين لساعات قبل أن تسكتها قوات فض الاعتصام، ويهرب الناجون منها.
بالنسبة للمتابعين للجماعة الإرهابية، فليس فى الأمر جديد. نهج الجماعة منذ نشأتها هو أن يتصدر المشهد من يتحدث عن الدعوة ويدعى المسالمة، بينما الجهاز السرى يحشد الأسلحة ويغتال الخصوم ويزرع الإرهاب والدمار. أفكار حسن البنا وسيد قطب لا يمكن أن تقود لطريق آخر غير طريق الإرهاب وتكفير الناس وعداء البشرية ونشر الدمار، وتطبيق المبدأ الذى لا تحيد عنه الاخوان وكل الجماعات الإرهابية التى خرجت من عباءتها: نحكمكم.. أو نقتلكم!!
ربما غابت بعض هذه الحقائق عن البعض فى الداخل، بفعل قدرة الإخوان على الخداع.. لكن ماذا عن قوى كبرى قرأت التاريخ وتعرف الحقائق، ومع ذلك صممت على دعم الإخوان ليحكموا، ثم صممت على دعمهم بعد أن أسقطتهم ثورة الشعب فى ٣٠ يونيو،والتى أنحاز فيها الجيش لإرادة الشعب ولحماية الدولة من السقوط فى الفوضى والدمار.. كما أراد الإخوان، ومن يرعونهم من القوى الاقليمية والدولية؟!
ولا أتحدث هنا عن تقرير صحيفة مغرضة، أو عبث فضائية عربية لم يعد يشاهدها أحد بعد أن انكشفت حقائق عمالتها للجميع.. وإنما الحديث عن سياسات دول تعرف جيدا حقيقة الإخوان، وتدرك أنهم أصل الإرهاب وليسوا عنوانا لـ«الاعتدال» كما يروجون!! ولديها الصورة كاملة لجرائم هذه الجماعة التى لم تتوقف عن ممارسة إرهابها منذ نشأت.. ولديها أيضا حقيقة ما حدث فى ٣٠ يونيو، والصورة الكاملة للاعتصام «السلمى جدا» فى رابعة التى كانت التهديدات تنطلق منها بذبح المصريين جميعا إذا لم يركعوا ساجدين أمام مرشد الجماعة الضالة!!
هل ستظل الإدارة الأمريكية تتعامل مع الإخوان وتدعمهم، وتستقبل ممثلين لهم ولو من باب الخدم، بعيدا عن عدسات التصوير؟!
وهل ستظل بريطانيا تفتح الطريق لمنح الهاربين بجرائمهم من مصر حق اللجوء باعتبارهم مسالمين أو ضحايا؟
اسئلة ربما تجد ردا قبل أن يضرب إرهاب الإخوان هذه الدول لتعرف إن الإرهاب لا يمكن أبدا أن يكون معتدلا!!