في ذكرى يوم الشهيد «عبد المنعم رياض» استشهد وسط جنوده ولقبه الغرب بـ«الجنرال الذهبي»

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

تحتفل مصر يوم 9 مارس من كل عام، بذكرى "يوم الشهيد"، وهو اليوم الذي خلّد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي نال الشهادة على جبهة القتال يوم 9 مارس 1969.

 

قصة استشهاده

كان الفريق عبد المنعم رياض، قد أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف و«إسكات» بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.

وتوجه «رياض» صباح اليوم التالي الموافق 9 مارس 1969 وهو اليوم الثاني لحرب الاستنزاف، إلى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق ، ويكون بين القوات في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره ومعه اللواء عدلي حسن سعيد قائد الجيش الثاني ، على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية ، أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران ، بينما أصيب قائد الجيش إصابة أقل خطورة ولكن حالته الصحية استدعت عمل أكثر من عملية جراحية واحدة له . 

وأثناء نقلهما إلى مستشفى الإسماعيلية ، كان الفريق عبد المنعم رياض، قد فارق الحياة وكانت خسارة القوات ومصر كلها باستشهاده كبيرة، فقد فقدنا قائدا عسكريا متميزا ونموذجا يحتذى به، ورمزاً شامخاً لجيل من القادة العسكريين المصريين تم صناعتهم وسط أتون المعركة بيننا وبين الكيان الصهيوني، فهو من الذين آمنوا بأن القادة يصنعون، وقد خرج الشعب يودعه بعد استشهاده أثناء تشييع جنازته بكل التكريم والاحترام المملوء بالحزن العميق .

ومنذ ذلك اليوم أصبح يوم 9 مارس هو يوم الشهداء تعبيرا صادقا عن الروح العسكرية المصرية ، والتي تتطلب من كل قائد مهما كانت رتبته أن يضرب القدوة والمثل حتى الاستشهاد بين جنوده، وقد كان هذا المبدأ وهذه الروح واضحة بكل معانيها وصورها في حرب أكتوبر 1973 ، حيث كان القادة قدوة لجنودهم واستشهدوا في الخطوط الأمامية .

 

من أبرز أقواله

« أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة »
« أن تبين أوجه النقص لديك، تلك هي الأمانة، وأن تجاهد أقصى ما يكون الجهد بما هو متوفر لديك، تلك هي المهارة »
«إذا حاربنا حرب جنرالات المكاتب في القاهرة، فالهزيمة محققة، مكان الجنرالات الصحيح وسط جنودهم، وأقرب إلي المقدمة منه إلي المؤخرة»
«لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة، عندما أقول شرف البلد، فلا أعني التجريد هنا، وإنما أعني شرف كل فرد، شرف كل رجل وكل امرأة»
« القادة العسكريون يصنعون.. يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة»
« سوف نعبر بأولادنا.. أولاد بناة مصر الحقيقيين من عمال وفلاحين وسوف يتم تحرير سيناء»
« لا تجعل جنودك حتى في أحلك الظروف واللحظات يرون عليك علامات القلق والارتباك»
«لا تتسرع في قراراتك وحينما تقرر لا تتراجع أو تتردد».

 

مسيرته العسكرية

شارك عبد المنعم رياض، في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الألمانية، وحرب فلسطين عام 1948، وصد العدوان الثلاثي على مدن القناة عام 1956.
نال عبد المنعم رياض، شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944، عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك. 
تولى عبد المنعم رياض قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951، ثم عين قائدًا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية عام 1953، وفى العام التالي اختير لتولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي عام 1958 لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وحصل على لقب "الجنرال الذهبي".
وقد كان الفريق عبد المنعم رياض أحد الأعمدة الرئيسية التي اعتمد عليها الرئيس جمال عبد الناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة، وفى عمليات الاستنزاف.
وتحققت في عهده انتصارات عسكرية كبيرة في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف، مثل "معركة رأس العش " التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة المصرية سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بو رفؤاد الواقعة على قناة السويس، وأخيرًا لا نغفل دوره في تدمير المدمرة الإسرائيلية «إيلات»، وإسقاط العديد من الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 67 و1968.
لقد ضرب الفريق عبد المنعم رياض، المثل الأعلى في الترفع عن الصغائر، والبعد عن المظاهر، والشجاعة والتفاني والإخلاص، وغيره من الصور الجميلة، حيث كان شديد الاعتزاز بنفسه، وفى الوقت ذاته جم التواضع، سريع الألفة مع الناس مهما قلت مراتبهم، متفانياً في عمله وواجبه، يحترم قادته ويحنو على أبنائه في العمل ولم يجد غضاضة في أن يشاركهم حياتهم على الجبهة.

شارك الخبر على