أهمية التسامح فى الإسلام
almost 5 years in الوفد
للتسامح أثر طيّب في حياة المجتمع؛ فالأشخاص الذينَ يُبدونَ التسامح تجاه الآخرين من المحتمل أن يصبحَ حالهم أفضل من الأشخاص الأقلّ تسامُحاً. ومن الناحية الاقتصاديّة يُعتبَر التسامح مقياساً لمدى استعداد فرد، أو مجتمع للمشاركة مع الآخرين الذينَ لديهم أيديولوجيّات المختلفة؛ فالتسامح يُحفِّز العقلانيّة لدى الأشخاص، وبالتالي يزيد من قدرتهم على رؤية الآخرين الذين يختلفون عنهم على أنّهم شركاء مُحتمَلون.
كما يُوجِد التسامح بيئة تجذب المواهب، والقدرات جميعها، وبالتالي فإنّ التنوُّع سيكونُ كبيراً في تلكَ المناطق، ممّا يساهم في التقدُّم، والابتكار، والنموّ الاقتصاديّ.
ومن الناحية الاجتماعيّة يساهم التسامح في تقليل نسبة التنمُّر، وخاصّةً لدى الأطفال، ويُعتبَر التسامح واجباً أخلاقيّاً تجاه الآخرين، ممّا يعزز احترام الشخص لذاته قبلَ احترامه للآخرين.
وللتسامح أهميّة كبيرة في حفظ حقوق الإنسان، وتحقيق السلام، والديمقراطيّة، والحدّ من العنف، والنزاعات، والحروب.
ونظراً لأهميّة التسامح، فإنّه لا بدّ من معرفة وسائل تنشئة الأشخاص ليكونوا متسامحينَ منذ طفولتهم؛ إذ يبدأ اكتساب الطفل لصفاته الأخلاقيّة من الوالدين في المنزل؛ فإذا كانَ الوالدان مُتسامحَينَ مع الآخرين، فإنّ الطفل سيكون انعكاساً لما يراه في المنزل، ممّا يُوجِب الحذر من استخدام العبارات السلبيّة، والعُنصريّة أمامَ الطفل.
كما يمكن تعليم الطفل ثقافات الآخرين، وأفكارهم، ودَفعه إلى مشاركة الأنشطة مع الأصدقاء الذين يختلفونَ عنه؛ فالطفل عندما يكون منفتحاً على الثقافات، والأشخاص، والأديان المختلفة، سيكون من السهل عليه قبول اختلاف الآخرين عندما يكبر.
وللمدرسة دور في توعية الأطفال بضرورة احترام الآخرين، وإعداد برامج تعليميّة توعويّة عن التسامح، ولزيادة الاندماج بينَ الأطفال على اختلافهم، فإنّه يمكن إشراكهم في الرحلات، والمُخيَّمات الصيفيّة. ويكمن دور الإعلام في إيصال صورة غير مُتعصِّبة للأشخاص المُختلفين، وضرورة انتباه الأهل للمحتوى الإعلامي الذي يشاهده أطفالهم.
ويجدر بالذكر أنّ التسامح خُلق موجود عبرَ التاريخ، وعبر مختلف الحضارات، والدُّول، والأمم. أمّا في العصر الحديث فقد ظهرَ مصطلح التسامح في القرنَين: 16م، و17م؛ من أجل تأكيد حقّ الأفراد في العبادة في إنجلترا، وقد أقرّه فلاسفة سياسيّون لهم أهميّة كبيرة، مثل: جون لوك، وجون ستيوارت مل، وجون رولس.
وهو خُلُق لا بُدّ من اتّخاذه كبُنية أساسيّة في سياسات البشر، وتطلُّعاتهم، وتنمية القِيَم، والفضائل لديهم بغضّ النظر عن انتماءاتهم، وأديانهم، وطوائفهم، ومعتقداتهم؛ وذلك بهدف بناء عالَم سعيد، وجديد تسوده روابط الألفة، والروحانيّة.