هجوم مباغت حرر المجمع الحكومي غربي الموصل بعد قتل ٣٠ قناصاً

ما يقرب من ٧ سنوات فى المدى

أطلق مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاك "الموصل مدينة منكوبة"، فيما عرضت مواقع رسمية تابعة لقوات وزارة الداخلية صوراً أولية لتحرير المجمع الحكومي وسط الساحل الأيمن للموصل. واظهرت الصور، التي نشرت أمس، دماراً كبيرا حل بالبنايات الحكومية التي يسيطر عليها "داعش" منذ أكثر من عامين. في وقت وصل فيه رئيس الوزراء الى مطار الموصل المحرر قبل أيام.ودخلت المعارك في الساحل الأيمن اسبوعها الثالث. ونفذت قوات الرد السريع، في الساعات الأولى من يوم أمس، عملية نوعية أدت لانهيار دفاعات التنظيم. ويعتقد مسؤولون في الموصل ان زيارة العبادي جاءت لإعلان تحرير المدينة، بعد استعادة المركز السيادي في وسط الساحل الأيمن على الرغم من ان 60% من شطر المدينة الغربي مازال بيد المسلحين.وتجول رئيس الحكومة، بين القطعات العسكرية في المطار مرتدياً البزة السوداء، التي ترتديها قوات النخبة. ونشر المدنون، صوراً ومقاطع فيديو، لأطفال مصابين جراء المعارك.موجة العجلات الملغمةويقول نائب محافظة نينوى حسن العلاف، في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس ان "داعش فجر 30 سيارة منذ انطلاق عملية تحرير الساحل الأيمن قبل اسبوعين".وفي منطقة واحدة، فجر التنظيم 14 سيارة في حي المأمون، جنوب غربي الساحل. وتسببت تلك السيارات بدمار واسع في أحياء غربي الموصل القديمة، ولاتجد القطعات العسكرية غير استخدام الطائرات والمقذوفات الثقيلة لمواجهة العجلات الملغمة.ويؤكد العلاف ان "الدمار الذي حل في الساحل الأيمن وعدد الضحايا، حتى الآن، أكبر مما جرى في شرقي الموصل، بسبب الكثافة السكانية وضيق الأزقة".ولاتوجد احصائيات رسمية لعدد الضحايا الذين سقطوا في الساحل الأيمن، فيما كان المسؤولون تحدثوا عن 1000 قتيل وجريح في معارك شرقي الموصل. كما قدر حجم اضرار الشوارع في الساحل الأيسر بـ90%، والبنايات الحكومية بـ60%.ويقول المسؤول المحلي ان "الحرب في الساحل الأيمن مختلفة، والسكان خرجوا وسط المعارك وبين الالغام".ولم تسمح سرعة المعارك هناك للمدنيين بالخروج في وقت توقف القصف. وتقاتل كل الوحدات العسكرية من جيش ومكافحة إرهاب، وقوات تابعة لوزارة الداخلية، في محور صغير، أغلبه في جنوب الساحل.ويتوقع العلاف ارتفاع أعداد الضحايا في الأحياء التي تقع خلف المجمع الحكومي، والمعروفة بالمدينة القديمة. ويقول ان "المنازل هناك بمساحات صغيرة لاتتعدى الـ70 متراً".قتال ليليوأدى الهجوم المباغت الذي نفذته قوات الرد السريع، في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الثلاثاء، الى انهيار كبير في دفاعات "داعش"، انتهت بتحرير المبنى الحكومي، صباح أمس.وقال حسام الدين العبار، عضو مجلس محافظة نينوى، لـ(المدى) أمس، ان "العملية الاخيرة أسفرت عن مقتل 30 قناصاً، كانوا منتشرين فوق المباني الحكومية".وتعرضت وحدات "داعش"، المتواجدة هناك، إلى "صدمة"، بحسب الخبير الامني هشام الهاشمي.الذي توقع مقتل اكثر من ٥٠ مسلحا في تلك الليلة، كما يقول ان التنظيم فقد "معظم عناصر كتيبة الفرقان -من الكتائب الخاصة ومن الانغماسيين". كما ذكر ان أغلب عناصر "كتيبة طارق بن زياد"، من الناطقين بالفرنسية، قد قتلوا في الهجمات الاخيرة.بدوره يقول العبار، عضو مجلس المحافظة، ان "داعش بدأ بالانسحاب من غربي نينوى الى سوريا".وكان نائب كشف مؤخرا، لـ(المدى)، عن هروب نحو 1000 مسلح من "القيروان" باتجاه مدينة الرقة السورية. ووجه التنظيم، قبل أيام، نداءات الى اتباعه للتوجه الى شرقي الموصل، لفك الحصار عن الرقة. وتوشك القوات الاميركية وحلفاؤها من الاتراك وقوات كردية، شن هجوم على آخر معاقل التنظيم في سوريا.ويرى العبار ان تلك الأحداث قد أثرت بشكل كبير على معنويات التنظيم في الموصل.العبادي وإعلان النصرويقول المسؤول المحلي ان زيارة رئيس الحكومة الى الساحل الايمن، "تأتي لإعلان الموصل محررة بعد السيطرة على مبنى المحافظة، والذي يعتبر رمزاً لسيادة المحافظة".وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، أن العراقيين سيخرجون مرفوعي الرأس من معارك تحرير الموصل.ونقل بيان عن مكتب العبادي، خلال زيارته الى الموصل، أنه "اطّلع خلال اجتماعه مع كبار القادة الميدانيين (...) في عمليات تحرير محافظة نينوى، على سير المعارك والانتصارات التي تحققت على أيديهم ضد عصابات داعش الارهابية".وبحسب البيان، فقد عبّر القائد العام، عن فخره واعتزازه بـ"ما يحققه الابطال من كافة التشكيلات في كل الجبهات، ولاسيما الانتصارات الكبيرة التي يحققونها في الجانب الأيمن من مدينة الموصل والهزيمة المنكرة التي منيت بها عصابات داعش ليلة أمس والتي أسفرت عن رفع العلم العراقي في المجمع الحكومي وسائر المباني الحكومية".وأكد العبادي انه "لامحالة من هزيمة هذه العصابات الارهابية وان العراقيين سيخرجون مرفوعي الرأس من هذه المعارك". وأشار إلى أن "الجيش العراقي وسائر القوات المشاركة في هذه العمليات وفي سائر الجبهات تسجل صفحة ناصعة من صور الملاحم البطولية وتقدم تضحيات كبيرة في سبيل تحرير كل شبر من أرض العراق من دنس العصابات الارهابية".واستأنفت، يوم الاحد، القطعات الهجوم نحو وسط الموصل، بعد توقف قصير بسبب سوء المناخ. وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، إن القوات العراقية تشق طريقها صوب وسط المدينة القديمة متقدمة من الجنوب والجنوب الغربي. ويقول الهاشمي، الخبير الأمني، ان "حيي المنصور و١٧تموز هي الآن الحاجز بين القوات المحررة واعلان الساحل الأيمن ساقط عسكريا".وظهر الارباك مؤخرا، في صفوف التنظيم بعد تقدم قطعات الفرقة 9/ الجيش العراقي، من محور بادوش، شمال غربي الساحل الأيمن، حيث ابرز معاقل "داعش" هناك.وكان قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستيفن تاونسيند، قال في وقت سابق، أن "قرابة ألفي عنصر من عناصر تنظيم داعش، ما يزالون في غربي مدينة الموصل، وما حولها".ويعتقد حسن العلاف، نائب محافظ نينوى، ان التنظيم فقد السيطرة على الساحل الأيمن، منذ انهارت دفاعاته في حي الطيران، جنوبي المدينة. ورغم ذلك يقول العلاف ان "عمليات التحرير لم تستعيد حتى الآن سوى 40% من الساحل الأيمن".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على