دعاء الاستفتاح فى الصلاة
ما يقرب من ٥ سنوات فى الوفد
دعاء الاستفتاح في الصلاة هو: دعاء يَدْعي به المصلّي في نفسه بعد التكبيرة الأولى وقبل الشروع بالقراءة، ويعدّ هذا الدّعاء من المسائل الفقهيّة التي بحثها أهل العلم في أحكام الصلاة من حيث الوجوب أو الاستحباب، فقد ذهب عموم أهل الفقه إلى أنّها مستحبة وليست واجبة، ومَن تركها بقصد أو بغير قصد لم يتوجّب عليه شيء، وتكون صلاتُه صحيحة، وقد استدلّوا على ذلك بأن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يُعلّمها للناس إلا عندما سأله عنها أبو هريرة -رضي الله عنه-؛ فقد صحّ في الحديث عنأَبِي هُرَيْرَةَ أنّهقال: كانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي: أَرَأَيْت سُكُوتَك بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ:اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْت بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ.
ولذا قالابن حزم -رحمه الله- في مصنّفه المحلى، بعد سياق هذا الحديث:وَإِنَّمَا لم نذكر ذَلِكَ فَرْضًا، لِأَنَّهُ فِعْلٌ مِنْهُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَلَمْ يُؤْمَرْ بِهِ، فَكَانَ الِائْتِسَاءُ بِهِ حَسَنًا،في حين نجد أنّ الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- قد عدّها في رواية على أنّ دعاء الاستفتاح في الصلاة من الواجبات، مع العلم أنّ هذا خلاف المعتمد في فتوى المذهب الحنبلي، بل إنّ كثيرًا من فقهاء الحنابلة لم يتطرّقوا لها أصلًا، والقول بوجوب دعاء الاستفتاح قول ضعيف، لا يعتدّ به. [٢] ومن أدعية الاستفتاح الأخرى التي صحّ بها الخبر ما جاء عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلمإذاافتتحالصلاةقال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبًارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك .
ومن الأدعية كذلك ما جاء في الصحيح من جملة أدعية الاستفتاح للصلاة قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: وجَّهتُوجهيللذيفطرالسماواتِوالأرضِحنيفًاوماأنامنالمشركين،إنَّصلاتيونسُكيومحيايَومماتيللهربِّالعالمين،لاشريكلهوبذلكأُمرتوأنامن المسلمِين.