قادة السعودية والاغتيالات.. تاريخ من «الموت المدبَّر»
أكثر من ٨ سنوات فى التحرير
أعاد استهداف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي كشفت الشرطة الماليزية، اليوم الثلاثاء إحباطها مخططًا لاغتياله، الأذهان إلى محاولات لاستهداف حكام وملوك.
الملك سلمان أُحبطت محاولةٌ لاغتياله خلال زيارته لكوالالمبور في فبراير الماضي، بحسب ما أعلنته الشرطة الماليزية، حيث قالت إنَّ السلطات ألقت القبض على سبعة رجال بينهم أربعة يمنيين، بينما الاثنان الآخران فأحدهما ماليزي والآخر إندونيسي.
وأشار البيان إلى أنَّ "الرجال الأربعة" كانوا يخطِّطون لاغتيال خادم الحرمين الشريفين بسيارة مفخخة،حيث جاء الاعتقال قبل أيام من زيارة الملك سلمان في 26 فبراير.
وأوضح رئيس الشرطة الماليزية خالد أبو بكر أنَّ المقبوض عليهم يشتبه في صلتهم بتنظيم الدولة "داعش"، وكانوا يخطِّطون لهجوم على الملك سلمان أثناء إقامته في كوالالمبور.
يُذكر أنَّ العاهل السعودي كان في جولة آسيوية الشهر الماضي شملت ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين وجزر المالديف، وفي اليوم الثاني لزيارة الملك سلمان لماليزيا تمَّ الإعلان عن خطط استثمار بترولية بقيمة سبعة مليارات دولار لشركة مصافي نفطية ماليزية.
اغتيال الملك عبد الله
تكشفت تفاصيل عملية محاولة اغتيال الملك سلمان بعد اتهام "عبد الرحمن العمودي" مستشار الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" بتمويل تنظيم القاعدة، حيث ألقت السلطات البريطانية القبض عليه في مطار هيثرو الدولي عام 2003 وبحوزته 336 ألف دولار، ليعترف بعد ذلك بتورُّطه في خطة اغتيال الملك عبد الله، حينما كان وليًّا للعهد ويحاكم بالسجن لمدة 23 عامًا، كاشفًا للمحققين عن تورُّط كل من المعارضين السعوديين محمد المسعري وسعد الفقيه، واجتماعه معهما في العاصمة لندن، وتسليمهما مليون دولار، مقابل قيامهما بإيجاد أشخاص لتنفيذ الهجوم على سيارة "الملك"
واستجوب الأمن البريطاني "المسعري" والذي غادر الرياض متجهًا إلى لندن عام 1994 وسط شبهات بتلقيه 600 ألف جنيه من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، مقابل اغتيال الملك عبد الله قبل اعتلاء "الأخير" العرش رسميًّا.
وكانت مشادة قد وقعت بين القذافي وبين ولي العهد السعودي عبد الله خلال مشاركتهما في القمة العربية بشرم الشيخ عام 2003، وقد كان المخطط يتمثل في إطلاق صاروخ على سيارة ولي العهد السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز.
واعترف مستشار بيل كلينتون - أيضًا - بأنَّه عرف "المسعري" على "موسى كوسا" -رئيس جهاز المخابرات الليبية السابق- الذي قدم الأسلحة لـ"الأخير"، ووضع له هدف - هو اغتيال ولي العهد، وفي المقابل كان المسعري سعيدًا لطلب القذافي، وأكد أنه أمر ممكن تحقيقه، لكن بصعوبة.
ووفقًا للتحقيقات، فإنَّ ضابط مخابرات ليبي سابق هو العقيد محمد إسماعيل سافر إلى مكة المكرمة في نوفمبر2003، لدفع مليوني دولار للذين سيقومون بتنفيذ المهمة إلا أنَّ السلطات السعودية ألقت القبض عليهم، وهرب إسماعيل إلى مصر ليرحل بعد ذلك للسعودية ويعترف بدوره في مخطط الاغتيال.
وكان وزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم قد كشف عن دور القذافي في محاولة اغتيال الملك عبد الله، قائلًا: "هذا ليس سرًا، في القمة العربية حصلت مشادة تبعتها مصالحة، ذهب عبد الله السنوسي وجلس مع الملك عبد الله بن عبد العزيز والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ومعمر القذافي، وخلال اللقاء قال السنوسي للعاهل السعودي: يا جلالة الملك أنا خططت وعملت من أجل اغتيالك من دون معرفة القائد القذافي، طبعًا هذا الكلام هراء لأنَّ القذافي لا ينكر ذلك".
اغتيال فيصل آل سعود
حدث اغتيال فيصل بن عبد العزيز ثالث حكام المملكة في 25 مارس عام 1975 في الرياض، حيث أطلق الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود النار على عمه فيصل بن عبد العزيز وهو يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتبة بالديوان الملكي وأرداه قتيلًا، وقد اخترقت إحدى الرصاصات الوريد فكانت السبب الرئيسي لوفاته.
الأسباب التي تقف وراء اغتيال الأمير لعمه الملك "غير معلومة"، لكن هناك عدة تفسيرات لدوافع لذلك أهمها تحريض من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب قيام فيصل بقطع النفط أثناء حرب أكتوبر عن الولايات المتحدة والغرب، ومما يؤكد هذا التفسير أنَّه كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية وحياته الاجتماعية على النمط الغربي، ويلمح أحد أبناء فيصل -وهو ابنه خالد الفيصل- إلى دور أمريكي في اغتيال والده في إحدى قصائده النبطية.
والسبب التاني انتقامًا لأخيه خالد بن مساعد والذي اغتالته قوات الأمن السعودية بعد أن قاد مظاهرات وإضرابات في أواسط الستينيات وحاول اقتحام مقر التلفزيون السعودي بالسلاح، وانتهت العملية بمقتله على يد قوات وزارة الداخلية والتي كان يقودها فهد بن عبدالعزيز في 8 سبتمبر 1965.
وهناك سبب آخر، حيث اغتال عمه فيصل بسبب رابط القرابة الذي يجمعه بأسرة آل رشيد من جهة والدته، وأسرة آل رشيد هي التي كانت تنافس أسرة آل سعود سياسيًّا في إقليم نجد في وسط شبه الجزيرة العربية، واغتال عمه فيصل انتقامًا وثأرًا من إسقاط حكم آل رشيد، وما يؤكد هذا التفسير وجود - آنذاك وحتى الآن - أفراد من آل رشيد في خارج السعودية يمارسون العمل السياسي كمعارضة في الخارج.
اغتيال وزير الدفاع والطيران منصور بن عبد العزيز
الأمير منصور بن عبد العزيز كان يصغر أخوته سعود وفيصل وخالد وفهد إلا أنَّ اعتماد أبيه عبد العزيز عليه ربما كان يفوقهم جميعًا.
حيث كان وزيرًا للدفاع والطيران معًا، وقد شارك مع والده في بعض المعارك، بينما وضع الخطط الأولى لتكوين وتطوير الجيش السعودي، ما حدا ببعض المحللين للقول بأنَّه كان أحد أقوى المرشحين لخلافة والده عبد العزيز رغمَّ ترتيبه المتأخر عمريًّا عن إخوته، بسبب موقعه كوزير دفاع قوي، وبسبب صلاته القوية جدًا بالبريطانيين، كونه وزيرًا للدفاع والطيران، وهو لم يتجاوز الثلاثين بعد.
تتضارب الروايات حول موت الأمير منصور الغامض، فبعد حفلة استضافها حاكم الرياض الأمير ناصر ـ أحد أكبر إخوته ـ مات الأمير منصور بسبب التسمم بالكحول، ما جعل والده عبد العزيز يقبض على ناصر ويودعه السجن، بينما تقول رواية أخرى إنَّه في رحلته إلى باريس مع أخويه الكبيرين ـ فيصل وخالد ـ بعد وصول طائرتهم إلى باريس وقع مغشيًّا عليه، وتوفي وفاة مفاجئة، لكنّ العديد من المحللين لا يقبلون مثل هذه الروايات التي تجعل وفاته مفاجئة، بل يعتقدون أنَّ إخوته الأكبر قد اغتالوه بسبب نفوذه وصغر سنه وترشيحه بقوة كولي عهد بدلاً عنهم.
محمد بن نايف بن عبد العزيز
نائب وزير الداخلية السعودية تلقى محاولة فاشلة لاغتياله أصابته إصابات طفيفة بطريقة غريبة جدًا.
في بيته بجدَّة وفي استقبال ضيوفه أخبره أحد المطلوبين أنَّه يريد تسليم نفسه، فسمح له بدخول بيته ليلًا مع ضيوفه، وما إن اقترب من الأمير محمد بن نايف حتى تعثر، وهو يتعثر كان قد داس على زر بهاتف جوال يحمله، فتناثرت أشلاؤه في محاولة منه لاغتيال محمد بن نايف.
وكانت هذه المحاولة الرابعة التي حاولت اغتيال محمد بن نايف لكنها كلها باءت بالفشل.