«الناتو» يتقارب مع مصر.. تعرف على أقوى حلف عسكري في العالم

over 8 years in التحرير

أجرى وزير الخارجية سامح شكري، أمس الاثنين، محادثات مع أمين عام حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، ينز ستولتنبرج، بمقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في ضوء التمثيل الدبلوماسي لمصر لدى الحلف للمرة الأولى، والذي أعلن عنه مؤخرا، الأمر الذي يشكل دفعة في العلاقات بين الطرفين.

وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان إن "المحادثات تناولت مختلف التحديات الأمنية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط"، مضيفا أن "ستولتنبرج استمع للرؤية المصرية إزاء أزمات المنطقة، وبالأخص الجهود المصرية لإحلال الاستقرار والسلام في ليبيا المجاورة".

كما تطرقت محادثات شكري مع سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي إلى دور الحلف في عملية صوفيا في البحر المتوسط؛ لمكافحة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط، وجهود مكافحة الإرهاب في مصروالمنطقة.

وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين مصر والناتو، أشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن محادثات وزير الخارجية مع سكرتير عام الناتو، تناولت برامج التعاون القائمة بين مصر والحلف، وعكست رغبة الطرفين في تعزيزها وتطويرها بشكل يدعم الأهداف المصرية والعمل المشترك لمعالجة التحديات الأمنية في المنطقة.

ما هو حلف الناتو؟

حلف عسكري أوروبي، أنشئ في مواجهة حلف وارسو في أوج الحرب الباردة، وبعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي توسع حتى ضم معظم دول حلف وارسو وعقد اتفاقا مع روسيا، و يبلغ عدد أعضائه 28 دولة.

التأسيس

أسس حلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 1949 بناء على معاهدة شمال الأطلسي التي وقِّعت في واشنطن في العام نفسه، ويتخذ الناتو من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا لقيادته.

وكان دور الحلف في فترة التأسيس تولي مهمة الدفاع عن أوروبا الغربية ضد الاتحاد السوفيتي والدول المشكلة لحلف وارسو آنذاك في سياق الحرب الباردة، وتساهم كل الدول الأعضاء في الحلف بنصيب من القوى والمعدات العسكرية.

أسباب تكوين الحلف

دعت الضرورة دول الحلف إلى الاتحاد بسبب توحّد القوات السوفياتية في دول شرق أوروبا، وشعور دول غرب أوروبا بقرب هجوم سوفيتي عليها، فتعاونت دول غرب أوروبا مع الولايات المتحدة وتم تكوين الحلف.

ما هي الدول الأعضاء في الحلف؟

شرط الانضمام لعضوية الحلف تتضمن "أي دولة أوروبية يمكنها تدعيم مبادئ معاهدة الحلف والإسهام في تعزيز أمن منطقة شمال الأطلسي".

يضم الحلف في الوقت الراهن 28 دولة؛ بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وايسلندا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا، النرويج، البرتغال، إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، اليونان، تركيا، ألمانيا، إسبانيا، جمهورية التشيك، المجر، بولندا، بلغاريا، إستونيا، لاتفيا، لتوانيا، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، ألبانيا، كرواتيا،  وقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تمتلك القوة العسكرية الأكبر داخل الحلف بالمقارنة مع باقي الدول الأخرى. 

الأهداف

- حماية دول العالم بشكل عام وحماية الدول الأعضاء فيه بشكل خاص.

- حفظ الأمن والاستقرار.

- محاربة التهديدات الأمنية الجديدة.

ما هو الهيكل التنظيمي للحلف؟

ينقسم الهيكل التنظيمي للحلف بشكل عام إلى قسمين هما الهيكل التنظيمي المدني والهيكل التنظيمي العسكري.

يتكون الهيكل التنظيمي المدني من:

1- مجلس حلف شمال الأطلسي: وهو أعلى سلطة لاتخاذ القرار في الحلف وهو عبارة عن تجمع سياسي يتكون من جميع دول الحلف. هذا المجلس هو المسؤول عن اتخاذ القرارات عبر التشاور في مختلف المسائل الأمنية. يجتمع هذا المجلس بشكل دوري مرة كل عام.

2- لجنة نواب المجلس: ويمثل فيها جميع الدول الأعضاء بالحلف وتكون مهامها وضع السياسة العامة دون انتظار اجتماع المجلس الدوري والقيام بأعمال مكتب الاستعلامات والدعاية.

3- اللجنة الاقتصادية والمالية: مهمتها إبداء التوجيه في النواحي المالية لتجنب الأزمات الاقتصادية التي قد تنشأ نتيجة للبرامج العسكرية الموضوعة.

بينما يتكون الهيكل التنظيمي العسكري من الهيئات العسكرية للحلف وهي عبارة عن 5 لجان لها عدة اختصاصات عسكرية مختلفة.

1- اللجنة العسكرية.

2- اللجنة الدائمة.

3- القيادة العليا للقوات المتحالفة في أوروبا.

4- لجنة كندا والولايات المتحدة.

5- لجنة الإنتاج العسكري.

التقارب بين إسرائيل والحلف

أسفرت مباحثات المصالحة التركية الإسرائيلية في وقت سابق عن إلغاء الفيتو التركي أمام مشاركة إسرائيل في تدريبات حلف الناتو، بل ستفتح إسرائيل للمرة الأولى مكتبا لها في بروكسل حيث مقر الحلف، تمهيدا لعضويتها في الحلف مستقبلا.

وتعتبر إسرائيل من بين الدول المتوسطية التي عمل حلف الناتو على تعزيز التعاون معها، في ضوء جملة من الأسباب والعوامل الأساسية، أهمها الرؤية الاستراتيجية الجديدة التي يتبناها الحلف، تمشيا مع التطورات العالمية في أعقاب نهاية الحرب الباردة، وسقوط الاتحاد السوفيتي، والاستجابة لأنماط جديدة من التهديدات المختلفة بصورة جذرية عن التهديدات التقليدية التي واجهها الحلف من قبل، وتنويع الوظائف التي يقوم بها الحلف، وعدم اقتصارها على الجانب العسكري فقط، وتعزيز وجوده في مناطق جغرافية خارج نطاق عمله التقليدي أيام الحرب الباردة.

ونتيجة لحجم الفوائد الدبلوماسية والسياسية التي قد تحصدها نتيجة مشاركتها وانخراطها في فعاليات الحلف المختلفة والمتعددة، أصبحت إسرائيل تنظر للعلاقة مع الحلف، وصولا للحصول على العضوية الكاملة، ليس باعتباره غاية بحد ذاته، بل باعتباره نافذة لتحقيق مكاسب أخرى؛ فالحلف لا يمثل تحالفا عسكريا فحسب، بل مؤسسة سياسية دولية ذات تأثير عميق.

وينطوي تعميق التعاون الأمني بين إسرائيل والناتو، على ميزات في أربعة مجالات رئيسة، هي:

1- السياسي الدبلوماسي: تعتقد إسرائيل أن اقترابها من حلف الناتو، وصولا لأخذ العضوية الكاملة فيه، سيؤدي بشكل تلقائي لتعزيز مكانتها السياسية في المنطقة والعالم، وسيتضح للفلسطينيين والدول العربية الأخرى، أن المجتمع الدولي بلور علاقات ضرورية معها، وباتت تحظى باتفاق واسع مع عدد كبير من الدول، رغم أن معظم دول الحلف لا تتفق مع إسرائيل في سياساتها تجاه الفلسطينيين، لكن ذلك لم يمنعها من التعاون معها في المجالات الأمنية، الاقتصادية، والسياسية.

2- الاستراتيجي الأمني: انخراط إسرائيل في حلف الناتو سيزيد من قوة ردعها في مواجهة أعداء محتملين يتربصون بها، ويدفعهم للأخذ بعين الاعتبار أنها لن تكون وحيدة في حالة حدوث مواجهة عسكرية معهم، كما ستتحسب الأطراف المعادية لإسرائيل من تبعات تعميق التعاون الأمني لإسرائيل مع الحلف، إذ قد يؤدي لزيادة لتوسيع العمل الأمني ضدهم عند الحاجة.

3- العسكري التكنولوجي: انضمام إسرائيل لحلف الناتو سيتيح لها الاطلاع على منظومات تكنولوجية متقدمة ووسائل قتالية أخرى، بما يمكنها من مواجهة التهديدات المستقبلية التي تتعرض لها، على مستوى الحروب العسكرية، أو التحديات الأمنية الآنية، كما أن التدريبات المشتركة مع الحلف ستحسن خبرة الجيش الإسرائيلي، وقدرته على تفعيل قوته بشكل واسع، لأنه سيطلع على مصادر معلوماتية ووسائل عمل غير متاحة أمامه الآن.

4- الاقتصادي التجاري: تطمح إسرائيل من اقترابها من حلف الناتو لتحقيق مكانة خاصة تتعلق بصفقات السلاح، واستيراد وتصدير المعدات الأمنية والقتالية مع دوله، بما يعزز من مكانتها الخاصة مع الولايات المتحدة، كونها توصف بـ"أهم حليفة لها خارج نطاق الناتو".

وبالتالي، يمكن القول إن اقتراب إسرائيل من حلف الناتو، وصولا لمرحلة الانخراط الكامل فيه، والحصول على عضويته، يخدم مصالحها الإستراتيجية والسياسية والأمنية، وينطوي على الكثير من المزايا والإيجابيات.

 

Mentioned in this news
Share it on