ماهي الذنوب التي تكفرها الأعمال الصالحة

أكثر من ٣ سنوات فى الوفد

العمل الصالح من اسباب مغفرة الذنوب واتّفق فقهاء المذاهب على أنّ الأعمال الصالحة من الطاعات، والعبادات سببٌ في تكفير صغائر الذنوب والمعاصي التي يرتكبها المسلم، واتّفقوا كذلك على أنّ كبائر الذنوب إذا تاب منها المسلم قبل موته، وتوفّرت في توبته شروط التوبة النصوح، فالله -تعالى- يقبل توبته، ويعفو عنه إن شاء -سبحانه وتعالى-، إلّا أنّهم اختلفوا في تكفير الأعمال الصالحة لذنوب الكبائر إذا مات صاحبها دون توبة منها، وبيان اختلافهم فيما يأتي:

الأعمال الصالحة سببٌ في تكفير صغائر الذنوب، أمّا الكبائر فلا بُدّ من توبة نصوح تتوفّر فيها شروط قبول التوبة؛ حتى يمحوَ الله -تعالى- هذه الكبائر؛ وذلك لقول النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم: (ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ).

وهذا هو ما ذهب إليه أكثر أهل العلم، ومنهم: الكاساني الحنفيّ، و ابن عبدالبرّ المالكيّ، وعبدالملك الشافعيّ. الأعمال الصالحة باب لتكفير صغائر الذنوب، وكبائرها على حَدٍّ سواء، دون فرق بينها؛ وهو قول ابن المنذر، وابن حزم؛ وذلك لعموم قوله -تعالى-: (إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ).

كبائر الذنوب قد تُكفرّها الحَسَنات الكبيرة التي قَوِي فيها إخلاص العبد المسلم لله -تعالى-، وهو ليس بالأمر اللازم المُطَّرد؛ وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القَيِّم، وابن حجر العسقلانيّ؛ وذلك لقوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).

شارك الخبر على