صفر على عشرين (سمير مسره)

أكثر من ٣ سنوات فى تيار

اذا كانت الانتفاضة صادقة وعفوية، واستطاعت منظومة الفساد ان تصادرها، فهذه مصيبة. اما اذا كانت الانتفاضة مدبرة، وهي عبارة عن فيلم له منتجين ومخرجيين محليين وخارجيين، واصبح دورها ان تسكت عن تغلل هذه المنظومة فيها، وتشتم ليل نهار الاوادم، فالمصيبة اكبر.
 
نقول هذا الكلام لاننا نرى كل يوم على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام، كيف تحولت الثورة الى مجرد مطية هدفها الانقضاض على فئة واحدة من الشعب، لتشويه صورته وحجب تاريخه النضالي المبني على تحرير لبنان من الاحتلالات، وهو الآن يسعى الى ان يحرر اللبنانيين من عقلية الخضوع الى الأمر الواقع الرديء.
كنا نأمل ان تجمع الانتفاضة حولها المسؤولين والمواطنين الذين يعملون جاهدين لتحقيق التغيير والاصلاح من ضمن المؤوسسات الدستورية، ولكنها اصرت منذ اليوم الاول ان تعادي الجميع وتضع الصالح والطالح في سلة واحدة من خلال شعار مدمر ينافي المنطق، والقيم الاخلاقية، وسنة الطبيعة. لقد ظنت هذه الانتفاضة انها تملك الحقيقة الكاملة، وتصرفت على هذا الاساس بوقاحة، وغرور، وعنجهية. لقد غاب عن بالها ان الحقيقة الكاملة ليست حكرا" عليها، بل هي خلاصة كل الحقائق المنبثقة عن النسيج المجتمعي اللبناني. لقد تناست ان الشعب كله يعاني من السياسات الكاريثية التي اعتمدها البعض خلال اربعين سنة، والتي جعلت منا جميعا"مجموعة من المتسولين يعيشون في اقتصاد ريعي فاقد للانتاجية. لو فكرت الانتفاضة بذكاء وحنكة، لكانت غيرت طريقة تعاطيها مع محيطها، وحققت في ميلادها الاول انجازات كبيرة بدل ان تكون علامتها الى الآن صفر على عشرين.
 
لهذه الاسباب يحق للكثيرين الشعور بالشك والريبة تجاهها، خاصة" ان الثورة لا تريد ان تحاور احدا"، حتى الذين امضوا عمرهم في خدمة الوطن بكل شرف ونزاهة. لقد حان الوقت ان نقول لها بالفم الملآن:
 
من اين لك حق الاتهام من دون دليل؟ من انت كي تسمحي لنفسك الدوس على الكرامات الناس؟
ماذا تعرفين عن شعب استطاع ان يكتب تاريخا" مضيئا" لتحرير لبنان، لو لم يحصل لما وجدت في الساحات؟ ألا تعرفين ان من يتمتع بصفات المناضل هو عصي على الفساد لان تربيته قائمة على الحق والخير؟
 
الا تشعرين بالحياء عندما تطلقين العنان لحملاتك المغرضة لشيطنة شركاء لك في الوطن معروفين بسيرتهم الحسنة ونواياهم الصادقة، وكفهم النظيف؟اخيرا" هل لا تزالين مقتنعة" ان اسلوب السلبية، والفوضى، والشعارات الفضفاضة الفارغة، والفوضى، وغياب التنظيم، قادر على تحقيق الاهداف التي يشاطرها الكثيرون معك؟
كلها اسئلة نضعها برسم العدد الكبير من المواطنين الذين نزلوا الى الشوارع، علهم يستنيروا، ويستفيقوا من سباتهم...

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على