القراءة تتسيد المشهد الثقافي في الإمارات

حوالي ٧ سنوات فى قنا

أبو ظبي في 04 مارس /قنا/ كعادتها، جذبت الإمارات الأنظار إليها مجددا، ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة، فالإنجاز ليس مرتبطا ببرنامجها الفضائي، ولا بجهودها في مجال الطاقة النظيفة، أو حتى مشاريعها العملاقة على مستوى العمران، بل اختارت هذه المرة الكتاب والقراءة عنوانا جديدا لقصص نجاحاتها. 
وتسيد الكتاب المشهد الثقافي في الإمارات وسط تفاعل فريد شكل سلوكا مجتمعيا متجانسا عبر عن أهدافه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة قائلا: "القراءة هي المهارة الأساسية لجيل جديد من العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين.. وجهنا بأن يكون عام 2016 عاما للقراءة". 
بهذا الإعلان أضاءت الإمارات طريق أبنائها نحو مستقبل أفضل عبر بوابة العلم والقراءة.. ومنذ تلك اللحظة وكل جزء في هذه الدولة يحيك خيطا في نسيج متجانس لترتسم اليوم صورة متألقة تستقبل بها الإمارات شهر القراءة الذي حدد بشهر مارس الجاري، وتلاحقت الفعاليات بعد هذا الإعلان لتمضي بتناغم لتشكل مجتمعة احتفائية كرنفالية كفل التوجيه الرسمي والزخم الشعبي لها النجاح والاستمرار. 
وقد تشكلت لجنة عليا للإشراف على عام القراءة ضمت أكثر من مائة من الشخصيات الوطنية البارزة، لوضع قانون وسياسة وطنية للقراءة، وإنشاء صندوق لدعم القراءة بقيمة 100مليون درهم، ولم يتم الاكتفاء بذلك احتفاء بالقراءة والكتاب، فتزاحمت المبادرات لتعتلي المشهد الثقافي في الدولة، وأعلن عن "مكتبة الإمارات الذكية" والتي تخدم أكثر من 90 ألف موظف بالوزارات والهيئات الحكومية الاتحادية كما تتيح ما يزيد على 130 ألف كتاب إلكتروني و112 ألف دورية و400 ألف كتاب. 
وأحدثت الإمارات بكل ذلك الزخم تغييرا تسعى لجعله نمطا دائما ومؤثرا في بناء الشخصية الإماراتية والأجيال الجديدة، وهي تمضي في ترسيخ مكانتها كعاصمة للمعرفة يتجاوز تأثيرها الإمارات لتمتد آثارها عربيا عبر مبادرة "تحدي القراءة العربي" الذي تحول إلى أضخم أولمبياد معرفي لنشر القراءة وآليات تعزيزها في العالم العربي من خلال مشاركة أكثر من 3.5 مليون طالب وطالبة من مختلف مدارس الوطن العربي، قرأوا خلال العام الدراسي أكثر من 150 مليون كتاب. 
وفي سياق متصل أعلن عن إطلاق مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم كأضخم مكتبة من نوعها تضم أكثر من 4.5 مليون كتاب ما بين ورقي وإلكتروني وسمعي، بهدف رفع مستوى الثقافة المعرفية في العالم العربي، وتهدف إلى طباعة وتوزيع 10 ملايين كتاب في العالم العربي خلال الأعوام القادمة، واحتضان جوائز محمد بن راشد للغة العربية التي تبلغ قيمة جوائزها 2,4 مليون درهم، وإطلاق برنامج لدعم المحتوى العربي بترجمة 25 ألف عنوان. 
وبالإضافة لذلك ستكون حاضنا وداعما لتحدي القراءة العربي، كما تضم مركزا خاصا لترميم المخطوطات التاريخية، ومعارض أدبية وفنية، وملتقى للمهتمين بالثقافة والعلوم، ومتحفا للتراث وتاريخ الحضارة الإنسانية. 
وتبدو تلك الخطوات واثقة يطل من كل زواياها الأمل بمستقبل أكثر إشراقا.. وفي هذا السياق عبر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عن ذلك قائلا: "سياسات واستراتيجيات القراءة هي سياسات لبناء أمة وترسيخ شعب مثقف واع متمكن متسامح". 
ولم تغب وزارة التربية والتعليم ذات العلاقة اللصيقة بالنشء عن ذلك المشهد فأعلنت وضع خطة للقراءة تركز على أربعة توجهات رئيسية هي: تعزيز القدرات اللغوية للطلبة، وترسيخ القراءة كجزء أساسي في النظام التعليمي، فضلا عن تأهيل الكوادر التعليمية فيما يتعلق بكيفية غرس حب القراءة في نفوس الطلبة. 
ورصدت الوزارة ميزانية كبيرة لتزويد المكتبات المدرسية بالكتب والمراجع المنوعة، وأطلقت منصة للقراءة التفاعلية "دارفة" تحوي كتبا وقصصا إلكترونية وتفاعلية ومسابقات وألعابا وتحديات يعايشها الطالب بجانب تخصيص حيز من اليوم الدراسي يتيح للطالب القراءة اليومية. 
أما على مستوى وزارة الصحة فتم الإعلان عن مشروع الحقيبة المعرفية للمواليد المواطنين على مستوى الدولة التي تدرب أولياء الأمور على القراءة للأبناء، ومشروع توعوي يركز على إقناع الأسر بقيمة القراءة، إضافة لمشروع القراءة للمرضى عن طريق المتطوعين حيث أثبتت الدراسات أنها تحسن من حالتهم النفسية بشكل كبير وتحمي المقيمين في المستشفيات لفترات طويلة من اضمحلال قدراتهم الذهنية. 
وأطلق المجلس الوطني للإعلام خطة وطنية متكاملة بمشاركة مختلف الجهات والقطاعات الإعلامية المعنية، وأكد المجلس أن الإمارات مقبلة على مرحلة جديدة ستعزز معها مكانتها كمنارة للمحتوى والنشر والفكر والمعرفة وأن الإعلام سيكون شريكا استراتيجيا في ترسيخ ثقافة القراءة كسمة بارزة للمجتمع الإماراتي.

شارك الخبر على