الإيطاليون يواصلون العبث بـ«توت عنخ آمون»

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

يخطط علماء آثار لاستئناف البحث عن غرف الدفن المفقودة في مقبرة الملك توت عنخ آمون، وذلك بعد أكثر من عام علي تكهنات عالم المصريات البريطاني في جامعة أريزونا، نيكولاس ريفز، بوجود دلائل علي مدخل خفي في مقبرة الملك الفرعوني.

التخطيط مستمر، والعبث بوادي الملوك لم ولن يتوقف، ونحن في مصر آخر من نعلم عن مشروعات الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، العالم كله يتحدث الآن عما يحدث في الأقصر، وبالتحديد في مقابر وادي الملوك، من نسخ كامل لمقابر وادي الملوك، مرورًا بالعبث مرة ثانية بمقبرة توت عنخ آمون، للبحث عن مقبرة نفرتيتي.
 ماذا يحدث في البر الغربي بمدينة الأقصر؟.. ولماذا التستر من  قبل المسئولين عن هذا المشروع؟.. وماذا وراء استنساخ وادي الملوك؟..
ما يجري في وادي الملوك بمدينة الأقصر تنشره صحف عالمية واسعة الانتشار في إيطاليا وأمريكا وليس وزارة الآثار التي تلتزم الصمت، رغم أن تحركات الدكتور خالد العناني وزير الآثار وافتتاحاته الأثرية بجانب الاكتشافات الحديثة تصلنا يوميا مرفقة بصور جولاته، فلا  نعلم هل هناك فرض حالة من السرية لعدم النشر فيما يحدث في البر الغربي وماذا قالت الصحف الأجنبية الأسبوع الماضي عما يحدث  في مقبرة توت عنخ  آمون؟..
بدأ فريق من علماء الآثار الإيطاليين رحلة جديدة للبحث عن مقبرة الملكة الفرعونية الجميلة نفرتيتي، وقال أعضاء في الفريق بحسب ما نشرته »دايلي بيست»‬ الأسبوع الماضي إنهم قد بدأوا العمل علي توثيق وادي الملوك الغامض، ويجهز الفريق لدخول مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون في الشهر القادم، ومسحها بحثا عن غرف سرية بهدف العثور علي المستقر الأخير للملكة نفرتيتي، الملكة المصرية التي ساعدت في قيادة إحدي الثورات الدينية قبل 3300 عام.
وقال فرانكو بورشيللي، مدير مشروع جامعة العلوم التطبيقية (البوليتكنيك) في تورينو، »‬سيكون ذلك جهدا علميا صارما، وسيستمر لعدة أيام، أو أسابيع. ومن يعلم ما الذي قد نجده ونحن نجري المسح لأرض المقبرة».
الفريق الإيطالي يدرس استخدام »‬رادار» من نوع يمكنه من اختراق نحو 32 قدما من الصخور الصلبة للبحث عن المقبرة.
والفريق البحثي الذي سيتولي هذه المهمة، وفقا لما نشرته صحيفة »‬ديلي ميل» البريطانية، يخطط الآن لاستخدام أنظمة رادار لمسح المقبرة، التي يبلغ عمرها 3300 عام، واكتشفت عام 1922 من قبل الباحث البريطاني هوارد كارتر، ويقود البحث أعرق الجامعات الأوروبية في مجال الهندسة المعمارية، وهي جامعة تورينو الإيطالية، لتمثل بذلك الفريق الثالث من الباحثين الذين ينقبون عن غرفة نفرتيتي المفقودة، في العامين الماضيين.
وقال فرانكو بورتشيللي، مدير المشروع، أستاذ الفيزياء في قسم العلوم التطبيقية والتكنولوجيا بجامعة تورينو، إن »‬العمل في مقبرة توت عنخ آمون سيكون علميا دقيقا، وسيستمر أياما عدة، إن لم يكن أسابيع»، وأضاف »‬ثلاثة أنظمة رادارية سوف تستخدم، وسيتم تغطية الترددات من 200 ميجاهيرتز إلي 2 جيجاهيرتز»، ويعتزم الباحثون إجراء أول مسح علي المقبرة قبل نهاية هذا الشهر.
صحيفة »‬واشنطن بوست» الأمريكية قالت إن أي اكتشاف أثري بارز قد يحمل القدرة علي إنعاش السياحة المصرية الضعيفة، وذلك إضافة إلي قيمته الأكاديمية. حيث أثرت الهجمات الإرهابية التي شهدها عام 2015 علي عدد السياح القادمين إلي مصر، ويمكن لهذا الاكتشاف، مصحوبا بتخفيف إرشادات السفر، الإسهام في إعادة السائحين إلي مصر مرة أخري.. وفي حديثه لصحيفة الـ»‬دايلي بيست»، قال إريك كلاين، عالم الآثار في جامعة جورج واشنطن ومؤلف كتاب ثلاثة أحجار تصنع جدارا: قصة علم الآثار (Three Stones Make a Wall: The Story of Archeology)، إن هذا الاكتشاف »‬سيلقي مزيدا من الضوء علي هذه المرحلة التاريخية، لأنها كانت جزءًا لا يتجزأ من عهد زوجها إخناتون، أو الفرعون الزنديق كما يدعي».
ومن المرجح كذلك أن تعطي المقبرة الإجابة علي بعض التساؤلات المهمة حول مدي نفوذ نفرتيتي وعملية نقل السلطة في الأسرة الـ18.
ويعتقد الباحثون حاليا أن نفرتيتي لم تكن والدة توت عنخ آمون، بل زوجة أبيه. كما يظن البعض أنها حكمت مصر لفترة قصيرة وحدها عقب وفاة إخناتون.
وقالت د. كارولين شرويدر، أستاذة الدراسات الدينية في جامعة الباسيفيك، إن الاكتشاف »‬ربما يخبرنا المزيد عما إذا كانت الملكة قد حكمت مصر، وهي امرأة، بقدراتها الشخصية. وإن فعلت، فسيجعلها ذلك واحدة من أقوي حكام عصرها، إن لم تكن واحدة من أقوي النساء علي الإطلاق».
وحتي لو لم تخبرنا الغرف الإضافية في مقبرة الملك الشاب، المزيد عن نفرتيتي ونقل السلطة، إلا أنها ستشكل محورا مهما في فهمنا لمصر القديمة. كما قال كلاين إننا لم نكن نملك التكنولوجيا اللازمة لتحليل المواد العضوية أو الحمض النووي الذي تم اكتشافه داخل مقبرة توت عنخ آمون، عندما تمكن هوارد كارتر من فتحها عام 1922.
وقال رئيس قطاع الآثار المصرية الدكتور محمود عفيفي، حسب مانشرته الصحيفة تقدمت بعثة إيطالية، تضم فريقا من جامعة البوليتكنيك في تورينو، بطلب لمسح موقع الدفن والمنطقة المحيطة به، ضمن عملية مسح لوادي الملوك بالكامل، ويشاركها فريق عمل مصري.
وعن النتائج المتوقعة للبحث، قال عفيفي «‬لا يصح أن أقول بتوقعات، فهذا ما سيقوله العمل الذي ستؤديه البعثة، فالعلم مبني علي التجربة، ولا نستطيع تحديد شيء بدون أن تكون هناك نتائج، فلا أستطيع التحدث عن تفاصيل لم يتم اكتشافها بعد».
وأكد، أن ما يتم حاليا هي عمليات مسح عادية، فالفريق المصري الإيطالي لم يتحدد عمله بعد، ولن يتم ذلك قبل الحصول علي الموافقات الأمنية.
ولا تعد هذه هي المرة الأولي التي يحاول فيها العلماء استخدام وسائل تكنولوجية حديثة للعثور علي ملكة مصر المفقودة نفرتيتي. ففي عام 2015? أعلن عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز عن نظرية «غرفة الدفن السرية بمقبرة توت عنخ آمون»، تحتوي علي رفات الملكة نفرتيتي، وأكد أن الخدوش والعلامات الموجودة علي الجدران الشمالية والغربية مماثلة لتلك التي عثر عليها »‬هوارد كارتر» علي مدخل مقبرة الملك توت، ما يوحي بأن ثمة غرفا مغلقة داخل المقبرة الفرعونية ربما لم تكتشف بعد».
وقد صرح وزير الآثار المصري السابق ممدوح الدماطي، أن هناك احتمالًا بنسبة 90٪ بأن تكون هناك غرفتان مخفيتان في قبر توت عنخ آمون، ثم صرح في العام 2016 أن هذا الاكتشاف »‬قد يكون اكتشاف القرن».
وكان وزير الآثار السابق، ممدوح الدماطي، قال إن تكهنات بنسبة «90 ٪» تؤكد أن المقبرة بها غرف خفية، مضيفا، أن العثور عليها سيكون بمثابة «اكتشاف القرن».
يذكر أن البحث عن غرف دفن أخري داخل مقبرة توت عنخ آمون بدأ عام 2015، عقب مطالبة عالم المصريات ريفز بذلك، كما قال ريفز إن واحدة من الغرف السرية الخفية يمكن أن تكون مقبرة الملكة نفرتيتي المفقودة.
وبالفعل قال حينها خبير الرادار الياباني، هيروكاتسو واتانابي، إن لديه أدلة علي غرفتين خفيتين في مقبرة الملك. وأضاف »‬أظهر الرادار، بدقة شديدة لا تحتمل الشك، مساحة فارغة خلف جدار المقبرة»، ومع ذلك، أثار خبراء شكوكا بشأن هذا الزعم، خاصة بعد قيام الجمعية الجغرافية الوطنية بسلسلة ثانية من المسح الراداري علي أمل العثور علي أدلة أكثر وضوحا للمقبرة، وفحص علماء الجمعية جدران مقبرة توت عنخ آمون بخمسة ارتفاعات مختلفة، واستخدموا اثنين من الهوائيات الرادارية بترددات 400 و900 ميجاهرتز، علي التوالي ولكن النتائج أظهرت فراغا وراء الجدران، وفي مؤتمر لمناقشة المطالبات باكتشاف ما وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون، العام الماضي، اختلف علماء الآثار بشأن خطط حفر في الجدران.
كما اختلف الخبراء بشأن كيفية إقناع وزير الآثار السابق، عالم المصريات زاهي حواس، بذلك، وهو الذي يقول إن ادعاء وجود غرف سرية داخل مقبرة توت عنخ آمون يفتقر إلي أي علم حقيقي، ريفز استخدم التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لتحديد مكان الغرف الخفية خلف الجدران، ورغم أن المسح الذي أجرته جمعية ناشيونال جيوجرافيك عقب هذه الدراسة فشل في الكشف عن أي غرف خفية، إلا أنه لا بد أن نفرتيتي مدفونة في مكان ما، والآن يسعي بورتشيلي وفريقه لرسم خريطة وادي الملوك الكاملة، وحل المسألة مرة واحدة وإلي الأبد.

شارك الخبر على