لماذا تحافظ تل أبيب على حكم حماس بغزة؟

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

كتب: سيد مصطفى
ناقش الكاتب الإسرائيلي "إسف جبور" الأسباب التي تجعل إسرائيل تحافظ على حكم حماس لقطاع غزة، لافتًا إلى أن تقرير مراقب الدولة حول عملية الجرف الصامد - التي قامت بها تل أبيب قبل سنوات- أظهر مدى خطورة الأنفاق، وفشل إسرائيل في القضاء عليها أثناء الحرب، وبقاء ما يقرب من 15 نفقًا تهدد الأخيرة.

وقال "جبور": إن "إبقاء إسرائيل على حماس في القطاع على حساب سكان المستوطنات المحاذية للقطاع، له أسبابه، وعلى رأسها سياسة (فرق تسد)، التي تتبعها حكومات تل أبيب المتعاقبة مع الفلسطينيين، لا سيما الانقسام بين قطاع غزة ومناطق الضفة الغربية، وهو أمر تباركه إسرائيل، خاصة أن سيادة حماس على غزة ترفع الضغوط عن تل أبيب في تعاملها مع السلطة الفلسطينية، وتشكك في تمثيل الأخيرة لكل مكونات الشعب الفلسطيني".

ودلل الكاتب الإسرائيلي على تلك السياسة الإسرائيلية، بصفقة جلعاد شاليط، التي افترضت أن حماس هي الشريك الوحيد لإسرائيل بها، في غزة، وهو نفس السيناريو المرتقب حدوثه في عملية الإفراج عن جثث الجنديين الإسرائيليين (أورون شاؤول وهدار جولدن)، والأسرى الإسرائيليين بالقطاع، وهي الصفقة المنتظرة خلال الفترة القادمة.

وبين "جبور" أن تلك السياسة نفسها كانت أحد دوافع شن معركة (الجرف الصامد) على القطاع، والهدنة التي عقدت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لوقف القتال في القاهرة، والتي أطاحت بآمال وجود حكومة وحدة، والتي كانت ستحل قضية رواتب موظفي حماس بالقطاع، وتمهد أيضًا لعودة عباس إلى القطاع، ولكن لم تتحقق شروط حكومة الوحدة، ولا تزال حماس تسيطر على القطاع.

وأورد الكاتب سببا آخر للحفاظ على حماس ألا وهو (ضمان أمان إسرائيل من جهة قطاع غزة، أو بالأحرى تحميل حماس مسئولية أي اعتداء ينطلق من القطاع باتجاه إسرائيل)، فأي انتهاك لوقف إطلاق النار ترد عليه إسرائيل بعنف، ومنذ تبوأ أفيجدور ليبرمان منصب وزير الدفاع وبات هذا المنهج أكثر حدة، وهو ما اتضح جليا في أن كل هجمات إسرائيل على القطاع تستهدف أهدافا لحركة حماس، وإسرائيل لا تخفي ذلك، بل تحرص على تحميل حماس مسئولية الأحداث بالقطاع، عقب كل حادث.

وأضاف أن تلك المعادلة باتت تستخدم لمواجهة السلفيين في غزة، الذين بايع بعضهم تنظيم "داعش"، مما يضر بحماس، وبدأت الآلة العسكرية الإسرائيلية في تنفيذ طريقة بسيطة جدًا عبر (تحرك المجموعات النشطة في غزة ضدها)، وتقوم بضرب منشآت حماس، مما يضطر التنظيم للقبض على عناصر تلك الجماعات المتطرفة في غزة، مستشهدًا بما جاء على لسان فوزي برهوم المتحدث باسم حماس بأن منظمته لن تدفع ثمن تحركات تلك التنظيمات.

وتطرق الكاتب الإسرائيلي إلى الحديث عن الوضع الإنساني بالقطاع، حيث حذَّر اللواء إيتان دانجوت منسق الحكومة الإسرائيلية بالقطاع في عام 2013، ويعمل حاليا يؤاف مردخاي المنسق الحالي للحيلولة دون تفاقم الأوضاع، وذلك عن طريق إيصال الأموال والمساعدات القطرية خاصة للقطاع، والسماح بتشغيل محطة جديدة لتوليد الكهرباء، منوهًا بخطورة إيصال شحنات الأسمنت من معبر رفح إلى القطاع لإعادة بناء المنازل المهدمة، وذلك لأن حماس بدأت تستخدمها في إعادة بناء شبكة الأنفاق من داخل القطاع إلى إسرائيل.

واختتم "جبور" مقاله قائلًا: إن "إبقاء حماس في غزة هو مصلحة إسرائيلية، ولكن مع إضعافها، على الرغم من الثمن الباهظ الذي تدفعه إسرائيل من أرواح جنودها الذين يرسلون للحرب على غزة".

شارك الخبر على