14 قرنًا على مولد «الحسين».. والرأس حائرة بين كربلاء وعسقلان
over 8 years in أخبار اليوم
1391يمر اليوم عام على مولد «الحسين».. أي ما يعادل 14 قرنًا.. ومازال موضع الرأس حائر بين كربلاء والشام وعسقلان.
فهناك روايات وخلافات كثيرة لدى أهل السنة والجماعة حول المكان الذي دفن فيه رأس الحسين، ومنها، أن الرأس دفن مع الجسد في كربلاء وهو ما أجمع عليه جمهور الشيعة حيث انهم يعتقدون أن الرأس عاد مع السيدة زينب إلى كربلاء بعد أربعين يوماً من مقتله.
ورواية أخرى تقول أن موضع الرأس بالشام بعد أن ظل الأمويين محتفظين به ليفاخرون به أمام الزائرين، حتى أتى عمر بن عبد العزيز وقرر دفن الرأس وإكرامه، وما زال هذا المقام يزار حتى اليوم.
وروايات أخرى ومن أهمها المقريزي تروي أنه بعد دخول الصليبيين إلى دمشق واشتداد الحملات الصليبية قرر الفاطميون أن يبعدوا رأس الحسين ويدفونها في مأمن من الصليبيين وخصوصا بعد تهديد بعض القادة الصليبيين بنبش القبر، فحملوها إلى عسقلان ودفنت هناك.
ويعد الرأي الثابت عند أهل السنة لرأي شيخ الإسلام بن تيمية حين سئل عن موضع رأس الحسين فأكد أن جميع المشاهد بالقاهرة وعسقلان والشام مكذوبة مستشهداً بروايات بعض رواة الحديث والمؤرخين مثل القرطبي والمناوي، وأن موضع الرأس بالبقيع بالمدينة المنورة.
«الحسين» .. شهيد كربلاء .. سيد شباب أهل الجنة .. ولد الحسين في المدينة المنورة في 3 شعبان عام 4 هجريا والموافق 8 يناير عام 626 ميلاديا، ونشأ في بيت النبوة في حضرة جده النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يشبهه خلقاً وخُلقا، فتربى على الحب والحنان من جده الذي كان يداعبه ويقبله كثيرا، وعاش معه 6 سنوات و8 أشهر، فأصبح الحسين مثال للتدين في التقي والورع، فكان كثير الصوم والصلاة والصدقة ويحرص على مجالسة المساكين، وحج 25 حجة ماشياً.
وكان رسول الله يكرر هذا القول كثيرا: «الحسن والحسين إبناي، من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار».
أراد أبوه على بن أب طالب أن يسميه حرباً، فسماه جده محمد بن عبد الله، الحسين، وأذن له في أذنه، ودعا له، وذبح عنه يوم سابعه شاة، وتصدق بوزن شعره فضة.
وقال النبي محمد صلي الله عليه وسلم: «إنّي اُمرتُ أن اسمَي ابنَيَّ هذين حسناً وحسيناً»، وأكّدت الروايات أن الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة، لم يكونا في الجاهلية، وكنّاه رسول الله باسم «أبي عبد الله» وهي الكنية التي كان المشهور بها بين المؤرخين والرجاليين.
اشترك الحسين مع أخيه في مجموعة من الألقاب، وانفرد بألقاب أخرى منها: الزكي، الطيّب، الوفي، السيد والمبارك، النافع، الدليل على ذات الله، الرشيد والتابع لمرضاة الله، وسيد شباب أهل الجنة، العبد الصالح، الوتر الموتور، قتيل العبرات، المظلوم، الذبيح، أبو الأحرار.
كان للحسين ستة أبناء 4 من الذكور و2 من الآناث وهم: علي بن الحسين السجاد وعلي بن الحسين الأکبر، وعبد الله بن الحسين، وسكينة بنت الحسين، وفاطمة بنت الحسين، وجعفر بن الحسين.
عاصر «الحسين» الحقبة المدينة الأولى، وكان صغير السن عندما توفى جده النبي محمد، فلم يكن له أي دور فيما آلت إليه الأمور، وانتقلت الخلافة إلى أبي بكر وعمر، وبهذا لم يشارك في حروب الردة وفتوحات العراق والشام وبلاد فارس، وفتح مصر والشمال الإفريقي.
شارك «الحسين» في الفتوحات التي كانت في عصر عثمان ومنها فتوحات أفريقيا في الفسطاط و طرابلس، وكلفه والده بمهمة حراسة الخليفة عثمان، في الفتنة التي أدت إلى مقتله، وأدى تلك المهمة قدر جهده، ولم يغادر منزل عثمان إلا بعد أن تمكّن المتمردون من قتله.
دخل «الحسين» ميدان الحياة السياسية بعد مبايعة والده «على بن أبي طالب» خليفةً للمسلمين، وشارك في معركة الجمل وصفين والنهروان مه شقيقه «الحسن»، إلا أن والده لم يأذن لهما بمباشرة القتال، وقام الحسين بتغسيل والده وكَفّنه بعد مقتله على يد عبد الرحمن بن ملجم، وصلّى عليه، ثم قَتَلَ الجاني.
عاش «الحسين» سبعاً وخمسين سنة وخمسة أشهر، واستشهد في اليوم العاشر من شهر محرم عام 61 هجريا، وامتاز الحسين طوال حياته بعدة مميزات: فقد عاش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 6 سنوات و8 أشهر، وفي عهد الإمام علي أمير المؤمنين 30 سنة، وفي زمن أخيه الإمام الحسن عشر سنين، وكانت مدة إمامته قُرابة 10 سنوات.
استشهد مع الإمام الحسين في يوم عاشوراء في كربلاء 17 أخرون من عائلته وكان مجمل من استشهد معه ما يقارب من 72 من أتقى الناس في عصرهم.
قُتل الإمام الحسين عليه السلام من شمر ابن ذي الجوشن بعد صراع مرير مع العطش و الجراحات الكثيرة التي أثخنت جسمه المبارك في قتاله الباسل دفاعاً عن نفسه وعقيدته، فأصيب بسهم مثلث ذو ثلاث شعب فاستقر السهم في قلبه، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الحسين، وقام شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين عن جسده باثنتي عشرة ضربة بالسيف.