ابتلاءات الدنيا تزول عند أول غمسة في الجنة
almost 5 years in الوفد
نعيم الدنيا وبؤسها لا يدومان، وعند أول غمسة في الجنة ينسى المؤمن ما كان في الدنيا من فقر أو هم أو غم أو شقاء , وكذا العاصي عند أول غمسة في النار والعياذ بالله ينسى ما كان فيه في الدنيا من نعيم وغنى ورفعة وحظوة وجاه , عن أنس مرفوعاً: ((يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا والله ما رأيت نعيماً قط، ويؤتي بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا والله ما رأيت بؤساً قط)) [رواه مسلم].
وإذا ما أحب الله تعالى عبدا من عباده حماه من الدنيا وفتنتها , عنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا ، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ. أخرجه التِّرْمِذِي (2036) - قال أبو عِيسَى التِّرْمِذيُّ : وهذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ ، وقد رُوِيَ هذا الحديثُ ، عن محمود بن لَبِيد ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، مُرْسَلاً.أخرجه أحمد 5/427(24021) .
قال ابن القيم في \ الفوائد\ ص (42) : \ الطريق طريقٌ تعِب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورُمي في النار الخليل ، وأُضْجع للذبح إسماعيل ، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ، ونُشر بالمنشار زكريا ، وذُبح السيد الحصور يحيى ، وقاسى الضرَّ أيوب ... وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم \ انتهى .
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال في تفسير قوله تعالى \ أولئك يجزون الغرفة بما صبروا \ قال الغرفة الجنة بما صبروا على الفقر في دار الدنيا. حلية الأولياء: أبو نعيم الأصبهاني 1/347.