مساجد قنا.. أبواب مغلقة وفرش متهالك بـ«أوامر الأوقاف»
about 9 years in أخبار اليوم
في كل بقعة من أرض قنا، تتزين مدن المحافظة بالمساجد المنتشرة بها، وبدلا من أن تسعى وزارة الأوقاف لنيل إلى عمارة المساجد تركتها مديرية أوقاف قنا غارقة في الإهمال.
وتضم محافظ قنا 4 آلاف مسجد، إلا أن معظمها يعاني إهمالا شديدا ما بين عجز في الأئمة وعمال النظافة وتهالك الفرش، فضلا عن المساجد التي أصبحت آيلة للسقوط خاصة وأنها أنشئت منذ عشرات السنين بالطوب اللبن وتشققت جدرانها وباتت خطرا يهدد حياة المصلين.
أمام ذلك، لم يكن أمام وزارة الأوقاف إلا أن أصدرت قرارًا بإخلاء هذه المساجد البالغ عددها 108 مساجد بمختلف مراكز المحافظة وتم إغلاقها بشكل نهائي ولم تسمح للمصلين بأداء الصلوات بها.
ورغم أن بعض هذه المساجد مضى على إغلاقها أكثر من 8 سنوات إلا أن نصيب قنا في خطة الإحلال والتجديد التي اعتمدتها الوزارة كان مسجدين فقط من بين 108 مساجد تنتظر رحمة الوزير.
«أحمد مصطفى الدربي» أحد أبناء قرية سمهود بأبو تشت فقال إن مسجد الجنيدي صدر له قرار إغلاق في 2013 رغم أنه من أكبر المساجد بالقرية وأشهرها، وحتى الآن لم يتطور.
وأضاف محمود نصر الله أن مسجد خالد بن الوليد بقرية عباسة بمركز قوص تعرض للإغلاق في 2010، وصدر له قرار إزالة في 2013.
أما الحاج عبد الموجود أبو الحمد زكير فأشار إلى أن المسجد العتيق بقرية صوص بمركز نقادة، والذي تم إغلاقه في 2009 لم يجد المصلين مكانا آخر لأداء الصلاة سوى استغلال دار مناسبات مجاورة للمسجد، وعلى غرار هذه الأمثلة مساجد كثيرة سقطت من حسابات وزارة الأوقاف.
ولم يتوقف الإهمال بحق مساجد قنا عند حد الإغلاق فقط، بل هناك الذي يعاني عجزا صارخا في الأئمة وعمال النظافة، وهنا أكد عبد الرحيم الحاوي أن مسجد الشيخ منصور بقصير بخانس في أبو تشت لا يقام به صلاة الجمعة لعدم وجود إمام بالمسجد، وأيضا مسجد الرحمة بمركز نقادة يعاني عدم وجود إمام دائم بالمسجد مما أتاح الفرصة لكل من «هب ودب» لإمامة المصلين داخل المسجد، على حد قوله.
ورصدت «أخبار اليوم» إهمالا واضحة داخل مساجد قنا، وتهالك الفرش بداخلها، وفي سياق ذلك، قال عبد الرحمن النحاس إن مسجد التحرير بمدينة رغم أنه من أكبر المساجد إلا أن فرشه مهلهل، فضلا عن وجود مساحة ملاصقة للمسجد تحولت إلى «خرابة» لعدم استغلالها، بحسب وصفه.
من جانبه، اعتبر اللواء خالد خلف الله عضو مجلس النواب أن «الطامة الكبرى فتتمثل فيما حدث بالمسجد العمري بقرية هو بمركز نجع حمادي، والذي يعتبر واحدًا من ثلاثة مساجد عمرية بالمحافظة، وكان المسجد قد تعرض لحريق مدمر قبل عامين وأتت النيران على كافة محتويات المسجد بالإضافة إلى انهيار بعض الأعمدة والجدران وقامت الدنيا وقتها ولم تقعد وهرع وزير الآثار لزيارة المسجد باعتباره مسجد أثرى وأطلق تصريحاته وقتها بأنه أعمال التطوير ستبدأ فورا ومع ذلك مضى عامين على الحريق ولا تزال آثاره في مكانها».
وشدد اللواء خلف الله على أن وزير الآثار تحدث عن تفقد المسجد ولم يفكر وزير الأوقاف حتى الآن في زيارة المسجد ولم يتخذ أي إجراء لحمايته من الاندثار بما يؤكد أن مساجد قنا خارج حسابات وزارة الأوقاف.