المؤتمر الثاني للتمريض الخليجي يبدأ أعماله بالدوحة

أكثر من ٨ سنوات فى قنا

الدوحة في 26 فبراير /قنا/ بدأت اليوم أعمال المؤتمر الثاني للتمريض الخليجي 2017 والندوة الثانية عشرة للجنة الفنية الخليجية للتمريض بمشاركة نخبة من الخبراء وقادة التمريض من مختلف بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

يستعرض المؤتمر الذي يقام تحت شعار "التمريض بين التقدم التقني والبعد الإنساني" ، بفندق شيراتون الدوحة ، ويستمر يومين ، آخر التطورات في الممارسات التمريضية الحديثة وآليات مواجهة التحديات اليومية التي تنتج عن استخدام التقنيات الحديثة في قطاع التمريض إلى جانب مساعدة المشاركين على فهم دور التكنولوجيا في تغيير مفاهيم الرعاية التمريضية وطرق تقديمها .
ويغطي المؤتمر مجموعة واسعة من المواضيع بما فيها الابتكارات التكنولوجية في مجال التمريض وآثار تطبيقاتها على الرعاية التمريضية والجانب الإنساني الذي تنطوي عليه ، كما يوفر فرصة لجميع الكوادر التمريضية على اختلاف مستوياتها المهنية والتعليمية لبناء علاقات مهنية وتشجيع الشراكات العلمية وكذلك المشاركة في جلسات وورش عمل لمناقشة أحدث التقنيات والاكتشافات في مجال تكنولوجيا التمريض .
وبهذه المناسبة أوضحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة في تصريح صحفي أن هذا المؤتمر يناقش التقنيات الحديثة في مجال التمريض وآخر ما توصل إليه التقدم العلمي في هذا المجال وتأثير هذه التكنولوجيا على الرعاية الإنسانية للمرضى .
وأضافت أن هناك استراتيجية موحدة للاستثمار في مهنة التمريض وتشجيع مواطني دول المجلس للدخول في هذا المجال ، مشيرة إلى أهمية دوره في القطاع الطبي حيث أن 80 بالمائة من القوة العاملة في المجال الطبي ممرضون ومن ثم فإن الاستثمار في تعليم التمريض وممارساته أمر في غاية الأهمية لتشجيع الكوادر الخليجية على الالتحاق بهذه المهنة .
ولفتت إلى أن هذا المؤتمر يعد منصة لتبادل الأفكار حول هذا المجال بين دولة قطر ودول مجلس التعاون خاصة وأن لدى دول المجلس خطة لوضع استراتيجيات موحدة للتقنيات والممارسات الطبية والتمريضية الحديثة ، لافتة إلى أن دولة قطر لديها استراتيجية تركز على استخدام  التقنيات وتكنولوجيا المعلومات في هذا القطاع .
من جانبها أوضحت الدكتورة نبيلة المير نائب رئيس مجموعة الرعاية الصحية المستمرة بمؤسسة حمد الطبية ومسؤولة شؤون التمريض بوزارة الصحة العامة ورئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر أن قطاعي الصحة والتعليم يحظيان باهتمام كبير من القيادة الرشيدة وحكومة دولة قطر لأهميتهما في دفع عجلة الإنتاج ورفع مستوى العطاء.
وأشارت إلى أنه تم اختيار شعار هذا المؤتمر "التمريض بين التقدم التقني والبعد الإنساني" لما للتقدم العلمي من أهمية خاصة إضافة إلى أن معظم دول مجلس التعاون تستخدم نظم المعلومات الصحية في البيئة السريرية للمريض كما أصبحت التكنولوجيا حقيقة واقعة في علاقة الممرض بالمريض .
وأضافت أنه أصبح من الضروري للممرض الحصول على المعرفة، والاطلاع على آخر البحوث والتطورات في التكنولوجيا التمريضية، للحصول على أفضل تطبيق لمخرجات العناية التمريضية وتحقيق التوازن بين أقصى استفادة ممكنة من استخدام التكنولوجيا مع عدم التقليل من قيمة العناية التمريضية الإنسانية.
وأكدت أن هذا المؤتمر يساعد في مواجهة التحديات التي تقابلنا عند استخدام التكنولوجيا في التطبيق العملي للعناية التمريضية، واستكشاف تأثير استخدام التكنولوجيا على تقديم الرعاية التمريضية الإنسانية ، منوهة بأنه تم وضع عدة أهداف رئيسية لهذا المؤتمر للخروج باستراتيجيات لتعزيز الرعاية التمريضية الإنسانية عند استخدام التقنيات الحديثة ، لتطبيقها في جميع دول مجلس التعاون .
وأشارت إلى أن برنامج المؤتمر يتضمن محاضرات وورش عمل ستركز على استكشاف تأثير التكنولوجيا على تقديم الرعاية التمريضية الإنسانية وسبل التواصل مع المرضى وعائلاتهم وكذلك الجودة ، وبما يسهم في تقديم رعاية تمريضية ذات جودة عالية كما ستقدم ورش العمل تحليلا ونقدا للفوائد والمخاطر التي تهدد الرعاية الإنسانية .
وأضافت "استعنا بخبراء متخصصين عالميين في هذا الموضوع حيث ستساعد خبراتهم ومعرفتهم في تحقيق أهداف الندوة وخلال المؤتمر أيضا ستقدم كل دولة من دول مجلس التعاون تقريرا عما تم التوصل إليه في مجال معلوماتية التمريض".

وفي تصريح لها على هامش المؤتمر أوضحت الدكتورة نبيلة المير نائب رئيس مجموعة الرعاية الصحية المستمرة بمؤسسة حمد الطبية ومسؤولة شؤون التمريض بوزارة الصحة العامة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أن عدد العاملين بمهنة التمريض في دولة قطر يصل إلى 17 ألفا في القطاعين العام والخاص تمثل الكوادر القطرية منه 2 بالمائة فقط.
وأكدت على وجود خطة شاملة مع وزارة التعليم والتعليم العالي للعمل على زيادة العاملين في هذه المهنة كما أن هناك مقترحا بافتتاح كلية جديدة للتمريض في جامعة قطر وأن تكون هناك تخصصات مختلفة في التمريض مثل الجراحة والباطنة والعناية المركزة للأطفال، إضافة إلى رعاية الدارسين في جامعة كالجاري من خلال المنح الدراسية.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي في إطار الخطط المتواصلة لمواكبة التوسعات الكثيرة التي تحدث حاليا ومستقبلا في المنشآت الصحية والتي تتطلب توفير المزيد من الكوادر التمريضية وطنيا ومن الخارج، موضحة أن هناك عدة شركات يتم التعاون معها لاستقطاب الكوادر التمريضية من الخارج، وفي الوقت نفسه العمل بشكل متواز لزيادة الكوادر الوطنية في مجال التمريض. 
في السياق ذاته بين سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة عضو مجلس الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن اختيار تطور التكنولوجيا وأثرها على الرعاية التمريضية الإنسانية كعنوان للمؤتمر جاء ليواكب ما يشهده العالم حاليا من تقدم في التكنولوجيا الطبية وتطبيقاتها المختلفة.. مشيرا إلى أن المؤتمر يمثل بيئة مناسبة لتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيات الصحية ومناقشة التحديات التي تواجه استخداماتها لتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
ولفت إلى أن التكنولوجيا باتت عاملا مؤثرا وحيويا في عالم اليوم بشكل عام وفي القطاع الصحي بشكل خاص.. وأن التطورات التكنولوجية كانت سببا رئيسيا من أسباب تطور الخدمات الصحية سواء من ناحية تقديم الخدمة أو شكل وبنية النظام الصحي.
ونوه إلى أن النظام الصحي في دولة قطر يتمتع بالعديد من المميزات التكنولوجية التي ساهمت في تفوقه من خلال الاعتماد على تقنيات الهندسة الطبية الحيوية وأساليب أداء الرعاية الصحية ونظم المعلومات الصحية ومنها السجلات الطبية الإلكترونية.
وألمح إلى تشجيع دولة قطر على إدخال ومواكبة أحدث التقنيات في المجال الصحي من خلال مشروع الصحة الإلكترونية في مؤسستي حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية وإدخال الجراحات الروبوتية بالإشعاع في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بحمد الطبية واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مركز التكنولوجيا المساعدة (مدى) لتعزيز إمكانيات ذوي الإعاقة وتوفير التقنيات الحديثة المساعدة.
وأشار إلى تأثيرات التكنولوجيا الحديثة الواضح في الرعاية التمريضية والتي من بينها: علم الوراثة والجينوم، ووسائل التشخيص والعلاج والطباعة الثلاثية الأبعاد للأنسجة والأعضاء البشرية وتقنيات الروبوت الجراحي وغيرها من الخدمات العلاجية وكذلك استخدام التقنيات الحديثة في قياس العلامات الحيوية، إضافة إلى السجلات الطبية الإلكترونية التي تتضمن المعلومات الطبية والتمريضية والإدارية للمريض والنظام المحوسب لأوامر الطبيب ومقدمي الرعاية الصحية.
وأكد على أن الكوادر التمريضية في دول الخليج قادرة على الاستجابة لمتطلبات استخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال تسهيل التنقل والاتصال وبناء العلاقات المهنية مع المريض وحسن تطبيق نظام الرعاية الصحية عن بعد والتعامل مع الانترنت وتكنولوجيا الهواتف الذكية وتطبيقاتها وكذلك عمليات نقل الصوت والصورة عبر الحواسيب المتواصلة والتدريب على أجهزة المحاكاة السريرية عالية الدقة وعلى برامج الحياة الثانية في الواقع الافتراضي من أجل بناء المهارات في مجال الرعاية الصحية.
وشدد على ضرورة وضع خطط واستراتيجيات لمواجهة التحديات التي تواجه الكادر التمريضي في تطبيق مختلف أوجه التكنولوجيا الحديثة في مجال الرعاية الصحية.. ومنها: التدريب على الأجهزة والمعدات والبرامج وضمان الكفاءة وتحقيق التوازن والجودة بين التكاليف والفوائد وضمان أخلاقيات استخدام التكنولوجيا الحديثة وكذلك التوازن بين استخدام التكنولوجيا واللمسة الإنسانية التي تعرف بها مهنة التمريض.
وذكر أن استضافة المؤتمر تأتي ضمن رؤية دولة قطر الرامية إلى الارتقاء بالمهن التمريضية طبقا لأفضل المعايير العالمية.. مشيرا إلى أن استخدام أحدث التكنولوجيات الطبية لا يعني إهمال اللمسة الإنسانية. 

من جانبه أكد السيد سليمان بن صالح الدخيل المدير العام لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن مهنة التمريض لها مكانة سامية في جوهر الخدمات الصحية، لما تقدمه من دور فاعل وحيوي ومحوري لرعاية المريض.
وقال الدخيل: "إن أفضل الممارسات الطبية تؤكد أن التمريض عامل حيوي في تقديم الرعاية الصحية وجودتها للمريض، وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن خدمات التمريض تمثل أكثر من 80 بالمائة من الخدمات الصحية المقدمة للمريض بالمستشفى.. ويشير التقرير الصادر عن المنظمة إلى أن القوة العاملة الصحية في العالم لعام 2013 تجاوزت 43 مليون نسمة ويمثل التمريض 48 بالمائة من هذه النسبة وكانت النسبة العالمية للممرضين إلى الأطباء 1ر2 فكلما زادت نسبة الكوادر التمريضية المؤهلة بالنسبة للأطباء ارتقت الخدمة الصحية المقدمة وزادت سلامة المرضى".
وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر يعزز النهوض بهذه المهنة الإنسانية، مشيرا إلى أن شعاره يأتي منسجما مع ما يشهده العالم من ثورة في تقنية المعلومات ما يتطلب الاستفادة منها مع الاهتمام بالكادر التمريضي وتعزيز أولوية الرعاية الإنسانية للمريض عند استخدام التقنيات الحديثة وذلك لتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية.
واشاد بجائزة "نسيبة بنت كعب" التي تم تخصيصها لأفضل ممرض وممرضة على مستوى الدول مجلس التعاون ، لافتا إلى أن ذلك يمثل حافزا وتكريما للكفاءات التمريضية المتميزة نتيجة ما يبذلونه من جهود وعطاءات تعظم دور هذه المهنة الإنسانية.
وعبر عن تهانيه للفائزين بهذه الجائزة وتمنياته بنجاح هذا المؤتمر والخروج بتوصيات هادفة تصب في صالح الرعاية الصحية الخليجية.
من جانبها قالت الدكتورة بدرية عبدالله اللنجاوي المدير التنفيذي لقسم التمريض بمؤسسة حمد الطبية، إن عدد المشاركين في المؤتمر يزيد عن 350 ممرضا وممرضة من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن.
وبينت أن مسألة العزوف عن العمل في مهنة التمريض ليست ظاهرة قطرية فقط بل هي ظاهرة خليجية وعربية ورغم ذلك فإن عدد الممرضين والممرضات القطريين في تزايد.

شارك الخبر على