دواء لكل داء فى «حارة الأطباء»!

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

 تحقيق : سارة أحمد و رضوى حسنى

بين فيزيتة طبيب لا يرحم وأسعار أدوية ليست فى متناول اليد أو غير موجودة، لم يجد البعض مفرا من العودة إلى تذكرة داوود ووصفات الأجداد للتداوى بالأعشاب برغم التحذيرات منها والتى وجدت صداها فى الفترة الماضية، وهكذا يمكن تلخيص ما تشهده "حارة العطارين" بالأزهر، حيث تشهد تجارة الأعشاب الطبية ازدهارا كبيرا، وزاد الاقبال على استشارة "الحكيم العطار" فى " العقار" المناسب لعلاج كل مرض، واستبدل البعض الأعشاب الطبيعية بالأدوية الكيميائية، حيث ينصحهم العطار بالعشب المناسب لعلاج أمراض الكلى والكبد والقولون العصبى وآلام المعدة ومرضى السكرى والضغط والقلب ومرضى الالتهاب الكبدى الوبائى وغيرها من الامراض المزمنة التى يعانى منها أغلب الشعب المصرى.

ومع أولى نسمات الصباح المبكر يبدأ الازدحام فى حارة العطارين المتفرعة من شارع الازهر بمنطقة الموسكى، وتضيق خطوات المارة فى تلك الحارة الضيقة التى تفوح منها روائح الفلفل الاسود والحبهان والمستكة والروز مارى والكمون، حيث تتلاصق محلات العطارة، ويبحث العديد من زوارها عن "حكيم" فى كل واحد منها، وخاصة العطارين كبار السن لشراء وصفات العلاج بالاعشاب الطبيعية التى تشفى آلامهم، وكما يفعل الأطباء فى إعلاناتهم التى تملأ شاشات الفضائيات، وضع كل محل على بابه قائمة بأسماء بضاعته والأمراض التى يعالجها كل صنف، فدبس البلح لعلاج حالات الربو وفقر الدم وآلام المفاصل وتقوية العضلات فى مرحلة نمو الاطفال، وزيتونة بنى إسرائيل لعلاج حصوات الكلى، والحلف بر للتخسيس، وبلح اللولب لمرضى السكرى وزهرة البابونج لعلاج القولون العصبى والانتفاخ، ومشروب المرمرية للتخسيس، والبردقوش لعلاج مرضى القلب، والشمر لعلاج آلام القولون، وبذر الكتان وزيت حبة البركة لعلاج آلام الصدر والمعدة، أما مرضى القلب فقدموا لهم وصفة "لوز القلب".

وحكايات زوار "حارة أطباء العطارة " لا تنتهى، فقد لجأ أحمد الشحات 45 سنة، إلى شراء العطارة كطب بديل بسبب ارتفاع أسعار الادوية، وكما يقول لنا فهو يعمل فى إحدى المحلات التجارية ومرتبه الشهرى 750 جنيها لا يكفى لتوفير متطلبات أسرته، ويقول لنا : كان الحل هو استشارة احد العطارين المشهورين بالحكمة لشراء عشب الميرمية التى تستخدم لعلاج مرض الزهايمر الذى تعانى منه والدتى بعدما سمعت عنه من أحد اصدقائى ووصفه لى كعلاج رخيص الثمن وليس له أى أضرار جسدية سواء على المدى القصير أو البعيد"، أما نادية صابر 30 سنة ربة منزل، فقد ذهبت إلى من وصفته بأنه من أشهر العطارين بالحارة لسؤاله عن دبس البلح وعشب الأفيدرين الذى يستخدم لعلاج أمراض الجهاز التنفسى، فيما يؤكد لنا الحاج اسماعيل محمد 42 سنة موظف، بأنه تعود على العلاج بالاعشاب منذ صغره، ويقول: «لم يصبنى أى ضرر وصحتى زى الفل والحمد لله» ويشير إلى أن زوجته تفرض عليه علاج أطفاله لدى الأطباء لخوفها من تناولهم الاعشاب الطبيعية ويقول: «ووصف لنا الاطباء أدوية باهظة الثمن ولم اتمكن من شرائها فاضطررت إلى اللجوء إلى الاعشاب الطبيعية مرة اخرى»!.

ويبدو أن زمن العطار قد عاد، ويعرف أهل هذه المهنة أن ارتفاع اسعار الادوية و"فيزيتة" الكشف لدى الاطباء فى العيادات الخاصة كان أحد أسباب ازدهار تجارتهم من جديد، وعادوا بقوة للترويج لها، وكما يؤكد الحاج محمد سالم، فالأعشاب علاج ليس له أى أضرار جانبية بعكس آثار الادوية الكيماوية على المدى البعيد وكذلك مضاعفات الجرعات الزائدة، فيما يؤكد أحمد عبد الباسط أن المرضى لجأوا إلى العلاج بالاعشاب الطبيعية كما كان يحدث فى الزمن القديم لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولي، وأصبح الحال كما يصفه لنا الحاج عبد السلام عطية، حيث يأتى المرضى إلى العطارين ويشرحون لهم أوجاعهم، ليقوموا باعداد الوصفات الطبية المناسبة لحالتهم، مشيرا إلى أن العلاج المرتفع ثمنه يمكن تحضير بديل له من مزيج الأعشاب بسعر لا يتجاوز 20 جنيها.

شارك الخبر على