مجلس الأنبار داعش يعيد تنظيم صفوفه فـي الصحراء من جديد

حوالي ٧ سنوات فى المدى

 حينما وصلت التعزيزات العسكرية الى مفرق طريبيل - الوليد، غرب الانبار، كان مسلحو داعش قد تمكنوا من قتل 16 عنصراً من قوات حرس الحدود.واحتاجت القوة الى نصف  ساعة لتصل من الرطبة، أقرب مدينة تخضع لسيطرة الحكومة العراقية، الى منفذ طريبيل، في وقت كانت قوات حرس المنفذ يصدون الهجوم بأسلحة تقليدية حتى الرمق الأخير. وهاجم التنظيم، الذي يعتقد بانه يعيد ترتيب أوراقه في صحراء الانبار المترامية، الثكنة العسكرية من 3 محاور باستخدام السيارات المخفخة والانتحاريين. ويعد الهجوم الاخير، هو الثاني من نوعه الذي ينفذه داعش ضد قوات حرس الحدود في غضون فترة قليلة.ونشر التنظيم، قبل أيام،  تسجيلا مصورا عرض عملية تنفيذ الإعدام بشخصين، أحدهما برتبة ملازم، من قوات حرس الحدود. وقال التنظيم، بحسب الشريط، انه أسرهما قبل شهر في المنطقة الصحراوية الواقعة بين الانبار وكربلاء، بالاضافة الى عنصر ثالث لم يعرف مصيره في التسجيل.وتكررت في الآونة الاخيرة، الحوادث في الصحراء المترامية الاطراف التي تربط 4 محافظات (نينوى، صلاح الدين، كربلاء، والنجف) مع الانبار وثلاث دولة مجاورة (سوريا، الاردن، السعودية).وقرعت حادثة اختطاف 17 سائق شاحنة في صحراء الانبار، جرس الإنذار من عودة نشاط التنظيم الارهابي الى المنطقة التي تم تحريرها وتحظى بحساسية بالغة نظراً لمتاخمتها لحدود محافظة كربلاء.وكادت عملية الاختطاف ان تفجر صراعاً قبلياً بين عشائر المختطفين، من اهالي مدينة الشعلة، وبين عشيرة البوعيسى التي يشتبه بتورط احد افرادها في الحادث. لكن العشيرة السنية اعلنت استنكارها لعملية الاختطاف وطالبت بالقصاص من الفاعلين.الصحراء وعودة داعشويؤكد راجع بركات العيساوي، رئيس اللجنة الامنية في الانبار، في اتصال مع (المدى) امس، امتلاكه معلومات حول إعادة تنظيم داعش بناء قدراته في الصحراء.وكان التنظيم وقبله القاعدة استثمرا صحراء العراق الغربية لإنشاء معسكرات ومخازن اسلحة، ومضافات للمسلحين العراقيين والاجانب.ويؤكد العيساوي ان المساحة الواسعة للصحراء، تحتاج الى "عملية كبيرة لتمشيط المنطقة".وتنشغل اغلب القوات العسكرية بعملية تحرير الموصل المتواصلة منذ 3 أشهر. ويؤكد نعيم الكعود، عضو مجلس محافظة الانبار، لـ(المدى) ان "الجميع منشغل عن حرس الحدود، ولا أحد يفكر في تسليحهم".ويلوم الكعود، الذي يشرف على مجموعة من المقاتلين المحليين في قضاء هيت، القيادة العسكرية بسبب "إعطاء قوات حرس الحدود اسلحة تقليدية لاتتناسب مع خطورة المنطقة".ويؤكد عضو مجلس محافظة الانبار ان "حرس الحدود الذين قتلوا بالهجوم الاخير، تعرضوا لهجوم من الصحراء من ثلاثة محاور".ويمسك مجموعة من المقاتلين التابعين لحرس الحدود منطقة نائية تربط بين منفذي الوليد وطريبيل الحدوديين.واشار الكعود الى ان "التعزيزات العسكرية التي انطلقت من الرطبة، وصلت بعد نصف ساعة لتجد كل شيء قد انتهى وجميع الجنود لقوا حتفهم".وقررت لجنة الأمن والدفاع النيابية، امس، استدعاء قائد حرس الحدود على خلفية الخرق الأمني في منفذ طريبيل الحدودي.وحملت اللجنة البرلمانية قيادة حرس الحدود مسؤولية "التقصير" في الحادث، وانتقدت الحكومة لعدم تجهيز قوات الحدود بتوفير لوازم المعركة.وشكل وزير الداخلية قاسم الاعرجي لجنة تحقيقية عُليا لغرض التحقيق في الخرق الأمني بلواء مغاوير حرس الحدود غربي الأنبار. وكان بين القتلى ضابطان رفيعان أحدهما برتبة رائد، والآخر برتبة نقيب.واستهدف تنظيم داعش ذات النقطة العسكرية، قبل يومين من الهجوم، بطائرات مسيرة تحمل قنابل يدوية، لكنها لم تسفر عن إصابات.وظهرت الطائرات "المفخخة" لأول مرة قبل شهر في الموصل، بيد ان داعش  بدأ بمهاجمة القوات الامنية بقنابل يدوية الصنع مركبة على طائرات مسيرة بعد هزيمته في الساحل الايسر للمدينة.ويتهم الكعود القوات العسكرية في الانبار بالتراخي مؤخرا ،نظراً لأن قتال داعش انتقل الى مناطق بعيدة عن المحافظة، لكنه يقول ان "استخبارات التنظيم منتشرة في مدن الانبار المحررة، والسكان يخشون التبيلغ عن الدواعش خوفا منالانتقام".وكان داعش قد تمكن من السيطرة على قضاء الرطبة، انطلاقا من المناطق الصحراوية، بعد يوم من بدء عملية الموصل في تشرين الاول الماضي.وأعدم التنظيم بشكل سريع 20 شخصا من المدنيين والشرطة، قبل ان تتمكن القوات من إعادة السيطرة على الاوضاع بعد نحو يومين من الهجوم.افتتاح منفذ طريبيلوتضم ناحية الوليد أهم منفذ حدودي يربط العراق بالاردن. وتزامن الهجوم الاخير على حرس الحدود، مع بدء التحضيرات لإعادة افتتاح المنفذ.ويرى رافع الفهداوي، الزعيم القبيلي في الانبار باتصال مع (المدى) امس، ان "إعادة افتتاح المنفذ لايصب بمصلحة داعش".وكانت تسريبات  قد كشفت، مؤخرا، عن طلب اردني حمله رئيس الوزراء الاردني هاني الملقى، خلال زيارته الاخيرة الى بغداد، لاعادة افتتاح المعبر كإجراء لتمتين العلاقة بين البلدين.ويؤكد الفهداوي ان الاستعدادات لفتح المنفذ كانت قد وصلت الى مراحل متقدمة.وسيطر تنظيم داعش على الطريق الدولي بعد منتصف عام 2014.وأغلقت الحكومة العراقية منفذ طريبيل نهاية عام 2015، لمنع استخدام الطريق الدولي لتمويل التنظيم عبر فرض الاتاوات على الشاحنات الداخلة الى البلاد.
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على