فاينانشال تايمز روسيا تطالب القوى الدولية بإعادة إعمار سوريا

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بأن روسيا تضغط على القوى الدولية من أجل إعادة إعمار سوريا بمليارات الدولارات ولدعم جهودها في حل النزاع الدائر هناك منذ ستة أعوام.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أنه بحسب دبلوماسيين غربيين فإن الدول الأوروبية والخليجية، التي انتابها الغضب من التدخل العسكري الروسي الذي قلب الحرب في صالح الرئيس السوري بشار الأسد، ستساهم فقط إذا ما ضمنت موسكو اتفاق سلام يحدد البنود من أجل انتقال سياسي نهائي.

وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تُثار القضية في محادثات تدعمها الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة التي ستبدأ في جنيف، كما أضافت الصحيفة أن روسيا تعد اللاعب الأجنبي المهيمن المشترك في الحرب، لكن عقب توسطها لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتناحرة وحاولت جاهدة تقريب عدوين من اتفاق سياسي.

وبحسب دبلوماسيين أوروبيين فإن نائب وزير الخارجية الروسي لشئون الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف أبلغ اجتماعا لسفراء الاتحاد الأوروبي في موسكو الأسبوع الماضي أن إعادة إعمار سوريا ستتصدر جدول الأعمال قريبا جدا، مشيرا إلى أنه ستكون هناك حاجة لعشرات المليارات من الدولارات، ومحذرا في نفس الوقت من أنه لا ينبغي توقع شيء من روسيا.

ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين في الشرق الأوسط قوله إن “الروس لا يريدون بالفعل أن يتركوا سوريا مدمرة بهذا الشكل وتلك مشكلة ستظل تلازمهم مثلما تلازم مشكلة العراق الأمريكيين”.

تكاليف إعادة الإعمار

في حوار لدكتور فادي عياش -كبير المستشارين الاقتصاديين في المجلس الاقتصادي السوري الأوروبي- لوكالة سبونتيك بالعربية؛ فإنه طبقا للبنك الدولي، تصل كلفة إعادة إعمار سوريا إلى 200 مليار دولار حتى عام 2014، وهى بالتأكيد تفوق هذا المبلغ الآن، ومن الجدير بالذكر أن هذا المبلغ هو فقط لعملية إعادة البناء من دون الدخول في عملية تطوير وتوسيع البنية التحتية في وقت تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الرقم قد يصل إلى ما بين 700 و800 مليار دولار عند الكشف على المناطق التي لا يمكن الدخول إليها حاليا نتيجة استمرار المعارك الدائرة فيها.

كما صرح دكتور فادي أنه استنادا إلى إحصاءات لجنة إعادة الإعمار في سوريا، وبالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالطرق والشبكات والبنى التحتية هناك 1.2 مليون منزل متضرر بشكل كامل أم جزئي أكثر من 5500 مدرسة متهدمة، و60% من المرافق الصحية متضررة أو معطلة بما فيها 194 مستشفى، في وقت تُقدر قيمة الأضرار العامة المباشرة التي لحقت بالوزارات والجهات العامة فقط وحتى نهاية العام الماضي بحوالى 6 مليارات دولار. الأطراف المشاركة في إعادة الأعمار: كما صرح أنه هناك أربعة محاولات أو أربعة مشاريع جدية يمكن يمكن أن توصف بالمانحة، أولها الأمم المتحدة من خلال مشروع خطة لمستقبل سوريا قدم إلى الحكومة السورية في أواخر عام 2012، ومشروع آخر سمي مارشال سوريا، ومشروع آخر ثالث هو مجموعة دبي يإشراف مجموعة من الاقتصاديين السوريين أو المغتربين خارج البلاد، ومشروع أخير مرتبط باجتماع سول الأخير في كوريا الجنوبية.

وعلى أي حال فإن كل هذه المشاريع كانت عبر مراحل زمنية، والطرف الآخر هو الذي بدأ يفكر ويقدر وإلى آخره، والحكومة تنشر بيانات دائمة عن التكاليف والخسائر التي تتعرض لها البنى التحتية في سوريا بكل أشكاله وأنواعها.

ما الدور الذي ستلعبانه ايران ورسيا؟

صرح دكتور فادي عياش للوكالة الروسية أنه "على مستوى المصلحة السورية، لا مصلحة لسوريا رغم قدرتها على الاقتراض، لا مصلحة لها بتمويل إعادة الإعمار من خلال الهيئات والمنظمات الدولية، فهناك أثمان سياسية وهناك شكل جديد من أعمال تزكية الأزمة ولكن بطرق وبأساليب أخرى، ولكن الأولوية هي بحشد وتوظيف كامل الطاقات الداخلية والذاتية في عملية إعادة الإعمار، وسوريا تمتلك القدرات الكثيرة رغم كل ما أصابها لتستطيع أن تعيد إعمار ما دمر، الاعتماد على القوى الصديقة والقوى الحليفة، لأن هذه القوى مثل روسيا والصين وايران تقدم خدمات عبر شركاتها وليس عبر التمويل المباشر وتستطيع أن تحقق ذلك على الأرض وتدفعها دوافع سياسية وتحالفية مهمة تدفع بها لأن تكون جدية بشكل كبير ولا سيما أن هؤلاء الحلفاء يمتلكون القدرات التقنية والإمكانيات المالية اللازمة سواء على مستوى الطاقة وسواء على مستوى البنى التحتية وعلى مستوى المنشآت وعلى مستوى كامل مشروع إعادة الإعمار.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على