ما معني الرياء وعقوبته

ما يقرب من ٤ سنوات فى الوفد

إنّ الإخلاص في حقيقته هو جوهر الدين الذي بعث الله تعالى النبيين لنشره، قال تعالى في سورة البيّنة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.

وقال أهل العلم من علماء الإسلام في تعريف الإخلاص أقوال كثيرة، ولكنّها في جوهرها تدور حول أمر واحد وهو أن يعملَ العبدُ العمَلَ لوجه الله تعالى، لا يُريد من النّاس أجرًا عليه، ولا ينتظر منهم كلامًا، ولا يفعله ليلفِتَ أنظار المخلوقين إليه، فلا ينشغل إلّا بمرضاة الخالق، وقد سُئل التستري عن أيّ شيء أشدُّ على نفس الإنسان، فقال هو الإخلاص؛ لأنّ النّفس ليس لها فيه نصيب، وضدّ الإخلاص هو الرياء، .

والرياء يقول أبو سعيد الخُدري رضي الله عنه: خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدَّجَّالَ فقالَ: ألا أخبرُكُم بما هوَ أخوفُ علَيكم عندي منَ المسيحِ الدَّجَّالِ؟ فقُلنا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: الشِّركُ الخفيُّ: أن يقومَ الرَّجلُ فيصلِّي صلاتَهُ لما يرَى من نظرِ رجلٍ.

وفي حديث آخر يُصرّح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّ الشّرك الأصغر هو الرياء، فقال صلى الله عليه وسلم: إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ، قالوا: وما الشركُ الأصغرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرياءُ[٤] والرياء مُشتقّ من الرؤية، وهو أن يُظهِرَ الرجل أعماله لكي يراه الناس، وقد عرّفه العلماء بأنّه إطلاع المسلم الناس على ما يصدر منه من الأعمال الصالحة طلبًا للمنزلة والمكانة العالية بين الناس، وهذا من علامات الطمع في الدنيا، وقد فرَّقَ العلماء بين الرياء والسمعة، فالرياء هو أن يُظهر المرء عمله للنّاس، وأمّا إذا لم يرَه الناس وحدّثَهُم به فذاك يُسمّى السّمعة، وفي الفقرة القادمة وقفة مع علامات الرياء وطرائق علاجه.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على