لا للتشفي والتلفيق.. فالأساليب القذرة تخذل الأهداف النبيلة

أكثر من ٣ سنوات فى أخبار الوطن

جميل أن تكون موريتانيا قد دخلت مرحلة فصل السلطات من خلال تعزيز دور المؤسسات واستقلالية بعضها عن بعض، لتتمكن كل منها من العمل دون تدخل أو تغول من الأخرى. لقد أكد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، في أكثر من مناسبة، على التزامه بعدم تدخل السلطة التنفيذية في عمل السلطتين التشريعية والقضائية، فكان ذلك بداية لميلاد دولة جديدة غير التي عهدناها منذ الاستقلال. وجميل أن يصطف الطيف السياسي بموالاته ومعارضته، والنخب الفكرية على اختلاف مشاربها، والرأي العام بتناقضاته وتشعب رؤاه، حول نتائج عمل لجنة التحقيق البرلمانية، وحول التحقيقات التي تجريها شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية تحت مظلة القضاء ممثلا في النيابة العامة. ورائع جدا أن تتجذر ثقافة المساءلة عن مصير أموال الشعب التي بددها الفساد، وترك اختفاؤها تحديات اقتصادية واجتماعية تهدد أمن واستقرار البلد. لكن، وفي ظل تلك المؤشرات الإيجابية، يجب ألا نستخدم أساليب التشفي ونشر الصور المفبركة والأخبار الكاذبة في تعاطينا مع المستجدات التي أثلجت صدورنا جميعا، ولا نريد أن يكدرها البعض بانتهاج أساليب قذرة لا تخدم الأهداف النبيلة المتمثلة في اعتماد مبدإ فصل السلطات، ومكافحة كافة أساليب الفساد. إن علينا أن نختار الأساليب الراقية للتعبير عن تجاوبنا الإيجابي، وشعورنا المغمور بالفرح، مع نظام اختار بناء دولة المؤسسات التي تسير على خطوط متوازية ومتكاملة. ويجب علينا أن ندرك أن أي طريق خطأ للتعاطي مع المستجدات هو نوع من محاولات التأثير على القضاء في ظرف حساس يحتاج فيه القضاة إلى جو هادئ يسمح لهم بإحقاق الحق دونما تفريط في حق الشعب ولا تجاوز في حقوق المتهمين. ومع ذلك فنحن بحاجة لوقوف قادة الرأي والصحافة والكتاب والمدونين إلى جانب القضاء حتى يؤدي أمانته بكل استقلالية وتجرد، بعيدا عن التأثيرات الجانبية التي لا تخدم مُدَّعٍ ولا مُدَّعًا عليه.   وكالة الوئام الوطني للأنبا

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على