عقيلة راتب أم "عائلة زيزي" التي ضحت بعينيها من أجل الكوميديا

أكثر من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

"حسرتين تلاتة عليا.. أربعة يا ماما".. مشهد لا يمكن أن ينساه عشاق سينما الأبيض والأسود من فيلم "عائلة زيزي".

كانت الفنانة عقيلة راتب "الأم" في فيلم عائلة زيزي، شغوفة منذ صغرها بالفن وشعرت وأنها تمتلك المقومات التي تساعدها على الوقوف أمام الجمهور، إلا أن والدها لم يقبل بالأمر في بادئ الأمر وعاقبها بـ"علقة ساخنة".

وربما ارتبط ذلك بالبيئة التي عاشت فيها "عقيلة" حيث ولدت كاملة محمد شاكر بحي الجمالية في 22 مارس عام 1916، لأب يعمل بقسم الترجمة في وزارة الخارجية، وتخرجت من مدرسة التوفيقية.

وأصبح شغفها يكبر معها، حتى أصرت على أن تبدأ حلمها في التمثيل وهي في الرابعة عشر من عمرها، بعد التأثر بزملائها وهم يؤدون بعض المشاهد على مسرح المدرسة.

وبعد أن اكتشفها الفنان زكي عكاشة صاحب إحدى الفرق المسرحية، وساعدها في الصعود إلى المسرح اضطرت لترك أسرتها والعيش مع عمتها والتي ساعدتها على الالتحاق بالفرقة والتدريب متخفية على "أوبريت هدى"، إلا أن النتيجة كانت إصابة والدها بالشلل.

وعلى الرغم من حبها للفن، إلا أن حبها لوالدها كان أكبر وأهم، فعادت إليه لتمرضه وتقنعه بالفن شيئًا فشيئًا حتى اقتنع.

اشتهرت "عقيلة" بدور الفتاة الشعبية بنت البلد، وتميزت بطريقتها التي لم تتكرر في تاريخ السينما، حيث نجحت في أن تخلق حالة فريدة من نوعها.، ولم تقتصر موهبتها على التمثيل فقط بل كانت لها صوت عذب استخدمته في بعض الأدوار.

وعلى مدار حياتها الفنية قدمت حوالي 60 فيلمًا سينمائيًا، أبرزها عائلة زيزي، وبواب العمارة، فيما تخطت أعمالها المسرحية الـ 700 عمل، من خلال مشاركتها في فرق علي الكسار، زكي عكاشة، ونجيب الريحاني، وفوزي منيب، وببا عزالدين، والفرقة القومية، وفرقة إسماعيل ياسين، ومسرح التلفزيون، منها "مصير الحي يتلاقى" و"الزوجة آخر من يعلم" ومن أشهرها "هدى" و"ملكة الغابة".

وكان من أصعب ما واجهته جميلة العينين "عقيلة راتب" إصابتها بالعمى أثناء تصوير فيلم "المنحوس"، لتستكمل باقي المشاهد "كفيفة".

ومن ناحية أخرى، ما حققته من إبداع فيما قدمته كان سبيلًا للحصول على جوائز من الملك فاروق، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

وتوفيت الفنانة عقيلة راتب، في مثل هذا اليوم عام 1999، وهي في حالة سيئة كفيفة وليس معها أحدًا من محبيها سوى ابنتها الوحيدة أميمة.

شارك الخبر على