في ذكرى وفاة «شكوكو».. تمسك بمهنة النجارة .. وتزوج ٤ مرات صور وفيديو

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

محمود شكوكو ممثل ومطرب مونولوجات مصري اشترك في كثير من أفلام الأبيض والأسود، وارتبط بالفنان اسماعيل ياسين واشترك معه كثنائي مونولوجست.
لا زالت الكثير من مونولوجاته باقية لدرجة أن شركة مصر للطيران تخصص إحدى قنوات الإذاعية على متن رحلاتها لمونولوجات "محمود شكوكو".
وتحل اليوم الذكرى الـ32 على وفاته، وتحييها «بوابة أخبار اليوم» برصد أهم المحطات التي مر بها طوال حياته.
بدايته
 اسمه الحقيقي محمود إبراهيم إسماعيل موسى، ولد في 1 مايو 1912 في إحدى حواري حي الجمالية بالقاهرة.
 في بداية حياته الفنية نال كثير من الضرب من والده، لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي، وكان يقلد الفنانين ويغني لمحمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب ولم يجد استجابة فأدرك بفطرته أنه ليس مطربا، واتجه إلى فن المونولوج.
سبب تسميته شكوكو
 كلمة "شكوكو" أطلقها عليه جده وأدرجت في شهادة ميلاده كاسم مركب "محمود شكوكو" وترجع حكايتها إلى هواية جده في تربية الديوك الرومي، وعندما كانت الديوك تتعارك فيما بينها كان أكبرهم يطلق صحية مميزة وكأنه يقول «ش ش كوكو» فأعجب الجد باسم شكوكو وتمسك بتسميته.
تمثال شكوكو
اشتهر "محمود شكوكو" بالجلباب البلدي والطاقية الطويلة التي يضعها على رأسه، ومن شدة إعجاب أحد النحاتين به صنع له تمثالا من طين الصلصال وعرضه للبيع.

تعلمه القراءة والكتابة 
 كان «شكوكو» يخجل من نفسه لأنه لا يقرأ ولا يكتب بعد أن اقتحم مجال الفن، لذلك قرر أن يعلم نفسه بنفسه، فكان يسير في الشارع وعيناه تقع على كل ما هو مكتوب على واجهات المتاجر واللافتات، وكان يدعو المارة ليقرؤوا له ما هو مكتوب وكأنه يصورها في ذاكرته، وبالتالي بدأ يحفظ شكل الكلمات، وكان يشتري مجلة «البعكوكة» ذائعة الصيت في ذلك الوقت، ويطلب من أي شخص أن يقرأها له ويحاول تقليد ما هو مكتوب حتى تعلم القراءة والكتابة وبدأ يحفظ بعض الكلمات الانجليزية والفرنسية التي كانت تتردد في تلك الأيام .
دخوله الإذاعة
 كانت الإذاعة تنقل حفلا على الهواء من نادي الزمالك بمناسبة شم النسيم فاختاره الإذاعي محمد فتحي ليشارك في الحفل وتسمعه الجماهير في مصر من خلال الراديو، وكذلك الموجودون داخل حديقة النادي، وبعد أن انتهى من إلقاء مونولوجاته الفكاهية، هتف الحاضرون جميعا «عايزين شكوكو... عايزين شكوكو» فخرج اليهم محمد فتحي ووعدهم بأن يعيد إليهم شكوكو مرة أخرى بعد المطرب الذي صعد إلى خشبة المسرح، وما أن انتهى من وصلته الغنائية حتى هتفت الجماهير مرة أخرى «عايزين شكوكو... عايزين شكوكو»، واضطر محمد فتحي أن يعيده ثانية إلى المسرح ليغني ويلقي المونولوجات، وكانت أول وآخر مرة يظهر فيها مطرب أو مونولوجست مرتين على المسرح ويغني في الإذاعة في اليوم نفسه.
مهنة النجارة
النجارة هي مهنه أجداده الأصلية، فقرر شكوكو أن لا يتخلى عنها، فانفصل عن والده وافتتح لنفسه ورشة مستقلة في منطقة الرويعي، واشتهرت منتجاته التي كانت تباع في أكبر المتاجر في القاهرة مثل شيكوريل وأوريكو وسمعان وصيدناوي، حتى أنه قام بنفسه بتصنيع موبيليا شقته عند زواجه من أم أولاده.
كان كل ما يجمعه من مال سواء من الموبيليا أو الاشتغال بالفن يسلمه لوالده لينفق عليه وعلى أخوته، وفوجئ ذات يوم بوالده يبلغه خبرا سارا.. قال له يا بني كل الأموال التي أعطيتها لي ادخرتها لك واشتريت لك بها هذه العمارة وأطلقت عليها اسمك وأصبحت عمارة شكوكو.
فن العرائس
كان شكوكو شغوفا بفن العرائس وخصوصا بعد انتشار تماثيله التي تباع في كل مكان، فقرر أن يحول نشاطه من الفن الاستعراضي إلى فن العرائس، خاصة وأنه نجار ماهر وصانع ماهر فكان يقوم بتصنيع العرائس الخشبية وقدم بعض مسرحيات العرائس مثل «السندباد البلدي» «الكونت دي مونت شكوكو» وكلاهما من تلحين محمود الشريف وسيد مكاوي ومن إخراج صلاح السقا، وكان يقوم بالتمثيل فيها السيد راضي ويوسف شعبان وحمدي أحمد والمخرج صلاح السقا. وبالرغم من أن مسرح محمود شكوكو للعرائس توقف نشاطه أواخر عام 1963 لضيق الأحوال المادية، إلا أنه كان البداية الحقيقية لإنشاء مسرح القاهرة للعرائس، ومن حين ذلك التصق اسم شكوكو بشخصية الأراجوز التي أكسبته شهرة واسعة.
فن الأراجوز
أحيا شكوكو فن الأراجوز الذي كان قد اندثر لدرجة أنه غنى للأراجوز أغنية «ع الأراجوز يا سلام سلم»، وكان يعاونه أحد أشهر فناني الأراجوز في مصر واسمه علي محمود، وطاف سويا الكثير من بلدان أوروبا وأميركا اللاتينية بعرائس الأراجوز الخشبية، واشتهر شكوكو بالطاقية والجلابية البلدي وأطلق عليه البعض «شارلي شابلن العرب».

الحب الأول في حياة شكوكو
شكوكو هو أول فنان مصري يركب في أواخر الأربعينات السيارة الانجليزية ماركة «بانتيللي» التي لا يركبها غير السفراء والأمراء ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية وأجبروه على بيعها.
اقترنت ملكية شكوكو لهذه السيارة بقصة حب ربطت بينه وبين سيدة المجتمع عائشة هانم فهمي صاحبة القصر المعروف باسمها في الزمالك، ويقال أن هذا الحب انتهى بالزواج بعد طلاق عائشة فهمي من زوجها الفنان يوسف وهبي الذي اشتاط غيظا وحقدا على محمود شكوكو وحرض عليه رجال القصر وأبناء العائلات الأرستقراطية في مصر ليحولوا بينه وبين الاستمرار زوجا لإحدى سيدات هوانم المجتمع، لأن يوسف وهبي يرى أن زواج شكوكو من عائشة فهمي طعنة لبنات الأسر الأرستقراطية والأسر الكريمة والعائلة المالكة في مصر، وبالفعل تحولت نقمة القصر وغضب يوسف وهبي على محمود شكوكو إلى حملة مسعورة ضده لم يستطع هو ولا عائشة الصمود أمامها... فابتعدا لكنه أبدا لم يتأثر حبها له وحبه لها حتى بعد زواجه من أم أولاده.
 طلقها محمود شكوكو بعد أن دعاه مجموعة من أصدقائه، وحيد فريد ومحمود فريد وأبو السعود الابياري وأحمد عزت مدير الشهر العقاري زوج زوزو شكيب وسعيد مجاهد ونجيب خوري، وحضر إليهم محمود شكوكو على قهوة الأوبرا ومعه كلبه الضخم وأقنعوه بأن يطلقها وبالفعل حدث تلك الانفصال ولم يتعامل يوسف وهبي في اى فيلم مصري مع شخصية محمود شكوكو.
زواجه
تزوج "محمود شكوكو" ثلاث مرات أخرى بعد طلاق زوجته... الأولى كانت من أم ولديه سلطان وحمادة، والثانية من فتاة صغيرة تزوجها بالرغم من معارضة أسرتها لكنها مرضت بمرض خطير وطاف بها على أطباء مصر وأولياء الله وأنفق عليها آلاف الجنيهات على علاجها لكنها ماتت واقتنع أهلها بأنه إنسان طيب وعطوف ووافقوا على أن يزوجوه أختها الصغرى.

المونولوجات
قدم الكثير من المونولوجات الفكاهيه والنقديه ومن أشهرهم جرحونى وقفلوالاجزاخانات، وحموده فايت يا بنت الجيران وفستان الحلوه،  لعل وعسى، يا واد يا حدقه،  يا جارحه قلبي بقزازه وغيرهم من الأعمال الموسيقية.

وفاته
اشتد المرض على "محمود شكوكو" وتم نقله إلى مستشفى «المقاولون العرب» بالجبل الأخضر بالقاهرة، وظل بها أكثر من 3 أشهر فقد خلالها ما تبقى له مما امتلكه بعد أن ترك عمله لفترة وساءت أحوال متجره وما أنفقه على علاج زوجته الثانية فما تبقى له سوى القليل الذي صرف أيضا على علاجه، وبعد أن اشتد المرض عليه استكمل علاجه على نفقة الدولة من دون علمه خوفا من أن يشتد المرض عليه ممن حوله ومعايرته بذلك.
 وبالرغم من ذلك كان يتصل بالصحف ويناشد أصدقاءه الفنانين وجمهوره العريض أن يقوموا بزيارته في المستشفى ليخففوا عنه آلامه وكان يقول في الجرائد والمجلات:«انه ثري وعنده مئات الألوف من الجنيهات ولا يطلب مساعدة أو علاجا على نفقة الدولة... كل ما يريده فقط أن يزوره الناس في المستشفى، وبالفعل توافد عليه المئات ورحل عن عالمنا في 21 فبراير 1985 عن عمر يناهز 73 عام.

 

شارك الخبر على