محطات من حياة علي ومصطفى أمين.. سبب ميلاد "أخبار اليوم" والاحتفال بـ "عيد الأم"

over 8 years in أخبار اليوم

"ساعة ظلم واحدة طولها ألف سنة".. كانت هذه أبرز الأقوال المأثورة التي قالها نابغة الصحافة علي أمين، الذي شهدت مصر ولادته هو وتوأمه مصطفى أمين في مثل هذا اليوم عام 1914.

ومهدت حياة التوأمين منذ بدايتها الطريق لأن ينشأ التوأمان نشأة سياسية، حيث كان والدهما أمين أبو يوسف يعمل في سلك المحاماة، فيما كانت أمهما شقيقة الزعيم الراحل سعد زغلول.

بدايتهما مع الصحافة

بدأ الأخوان الصحافة منذ صغرهما، حيث قدما مجلة "الحقوق" في سن الثماني سنوات، وكانت تهتم بنشر أخبار البيت، ثم مجلة "التلميذ" عام 1928، وخلالها هاجما الحكومة وانتقدا سياساتها، وبعد أن تم إيقاف إصدارها، أصدرا مجلة "الأقلام" والتي تم إغلاقها هي الأخرى.

آخر ساعة

انضم مصطفى أمين عام 1930  للعمل بمجلة "روز اليوسف"، وبعدها بعام تم تعينه نائبًا لرئيس تحريرها، وهو ما يزال طالبًا في المرحلة الثانوية، واستطاع أن يحقق طفرة في عالم الصحافة، لينتقل للعمل بمجلة "آخر ساعة" التي أسسها محمد التابعي، واختار لها "مصطفى" هذا الاسم.

اشتهر مصطفى بمهارته الصحفية وقدرته على إيجاد أخبار ذات طابع خاص، حيث روح الإصرار والمثابرة، حتى أنه أصدر عددًا من المجلات والصحف منها "مجلة الربيع " و"صدى الشرق" وغيرها، والتي أوقفتها الحكومة نظرًا للانتقادات التي توجهها هذه المجلات والصحف إليها.

نشأة أخبار اليوم

حلم أصبح حقيقة عام 1944بواسطة كل من مصطفى وعلي أمين، بدأت بذهاب مصطفى أمين إلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتها، أحمد باشا، طالبًا منه ترخيصًا لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم "أخبار اليوم"، وبدأ مصطفى في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد السبت 11 نوفمبر صدور أول عدد من "أخبار اليوم"، محققة نجاحًا كبيرًا وتوزيع عشرات النسخ منها.

أبهرت الجريدة القراء، وكتب المؤرخ والمخرج السينمائي أحمد كامل مرسي في ذكريات عن صاحبة الذكريات، وهو يشير إلى ذكريات فاطمة اليوسف: "لا جدال في أن – أخبار اليوم – عندما ظهرت في الأربعينيات 1944 كانت متأثرة إلى حد بعيد سواء في الشكل أو المحتوىات بالنهج الذي ابتكرته روز اليوسف اليومية وسارت عليه في الثلاثينيات".

وبداية من 25 مارس عام 1935، ظهرت أخبار اليوم بشكل جديد قالت عنه روز اليوسف في ذكرياتها: "لم تكن الصحافة اليومية قد عرفت قبل ذلك جريدة تحمل هذا السخاء في الأبواب، وأبواب جديدة تماما كأبواب الأطفال والتسلية، ولم تكن قد حملت رسما كاريكاتوريا قط، حتى الأزهر كان له باب، وعرفت الصحافة فيها أيضا التعقيبات الصغيرة التي شاعت الآن، كان يكتبها كامل الشناوي ويوسف حلمي".

الحياة السياسية

لم تكن حياة التوأمين على وتيرة واحدة، حيث شهدت العديد من الأحداث بينها الاعتقال عام 1952، إلا أنهما خرجا في اليوم التالي للاعتقال دون أي تهمة ليمارسا عملهما بشكل عادي.

وكانت القضية التي اتهم فيها مصطفى أمين بأنه كان مكلفا من جمال عبد الناصر باستمرار الاتصال بالولايات المتحدة، وكانت القيادة تمده بما ينبغي أن يقوله لمندوبي أمريكا، وأن ينقل إلى "جمال عبد الناصر" ما يقوله الأمريكيون، وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وغيره من القيادات قبضوا عليه وحاكموه بالمعلومات، التي كانوا قد أعطوها له سلفا ليسلمها إلى المندوبين الأمريكيين، وصدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين في السجن وقضاها على أمين خارج مصر.

التوأم وليلة القدر وعيد الأم

وقد كان للتوأمين العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية، فنفذ الشقيقان أمين مشروعًا خيريًا أطلقا عليه "ليلة القدر"، كما كانا صاحبا الفضل في ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب.

وفيما يخص عيد الأم، طرح مصطفى أمين الفكرة، خلال الجريدة، قائلا: "لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو ربنا يخليك، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله عيد الأم".

وبعد نشر المقال بجريدة 'الأخبار' اختار القراء يوم 21 مارس بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير.

جائزة مصطفى وعلي أمين الصحفية

أنشأت جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية والتي تعتبر بمثابة التتويج الحقيقي لمشاعر الأب الذي يحتضن أبنائه ويشجعهم ويحفزهم على مزيد من النجاح في بلاط صاحبة الجلالة ولم يقتصر هذا التكريم على الصحفيين بل امتد للمصورين ورسامي الكاريكاتير وسكرتارية التحرير الفنية وأيضا الفنانون، ومن الفنانين الذين حصلوا على جائزته فاتن حمامة ويحيي الفخراني ونور الشريف وعبلة كامل ويحي العلمي وعمار الشريعي وغيرهم.

وكانت علاقات مصطفى أمين جيدة بالفنانين كان أشهرها مع الفنانة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ونجاة وكامل الشناوي وكمال الطويل وفاتن حمامة وغيرهم ز

طرائف في حياة التوأمين

وعلى مدار حياة التوأمين كان الشبه بينهما مادة للكثير من الطرائف، وروي "مصطفى" إحداها قائلا: كان حسين سري رئيس الوزراء قد أصدر أمرا بأن لا يستخدم صغار الموظفين الأسانسير في مواعيد معينة، وحدث أن شاهد  - سري باشا - على أمين يكسر هذه القاعدة فعنفه سري باشا، فقال "على".. معاليك فاكرني من؟ أنا لست بعلي أنا مصطفى رئيس تحرير آخر ساعة، فقال حسين سري: يا سي مصطفى أنا بهزر.. أنت متصور مش هعرف علي أمين المهندس الصغير بالدرجة السادسة من مصطفى، تعال اشرب فنجان قهوة في مكتبي وندردش شوية.. يا مصطفى.

وفاتهما

توفي علي أمين في 28 مارس 1976، أما مصطفى فكانت وفاته بعد شقيقه في 13 إبريل 1997.

Share it on