«هآرتس» تنشر تفاصيل جديدة عن «اللقاء السري» بين السيسي ونتنياهو

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

بعنوان "نتنياهو يقترح تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية مقابل الاعتراف بها"، واصلت صحيفة "هآرتس" العبرية لليوم الثاني على التوالي كشف ما سمتها "تفاصيل القمة السرية"، التي قالت إنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي حضرها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأردن.

وقالت الصحيفة، في تقريرٍ لها، اليوم الإثنين: "عرض نتنياهو خطة من خمس نقاط أمام كل من مصر والأردن والولايات المتحدة، من بينها مؤتمر مع السعودية والالتزام بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن".

ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين -لم تسمهم لكنها وصفتهم بـ"البارزين"- قولهم إنَّهم اطلعوا على تفاصيل "القمة السرية"، وشهدوا على تقدُّم نتنياهو بمطلب "التجميد" مقابل اعتراف واشنطن بالكتل الاستيطانية، وأكَّدوا أنَّ القمة شارك بها كل من الرئيس السيسي ووزير الخارجية الأمريكي "آنذاك" جون كيري والملك الأردني عبد الله الثاني.

ولفتت الصحيفة إلى أنَّ نتنياهو عرض على المشاركين في القمة "إجراءات" تنفذها تل أبيب من أجل التوصُّل إلى مبادرة سلام إقليمية تؤدي لاستئناف المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، علاوة على فوائد ومزايا طلبتها تل أبيب.

وتتضمَّن النقاط الخمس -والكلام للصحيفة- السماح للفلسطينيين بالبناء وتشجيع المشروعات الاقتصادية في مناطق "ج" بالضفة الغربية، والتي تسيطر عليها تل أبيب أمنيًّا ومدنيًّا، وتشجيع مشروعات البنية التحتية في قطاع غزة وتعزيز التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، بما فيها السماح بإدخال وسائل قتالية إضافية تحتاج إليها الأجهزة الأمنية برام الله.

واشتملت الخطة كذلك -كما تقول "هآرتس"- على نشر رد إيجابي علني من قبل حكومة تل أبيب على مبادرة السلام العربية التي تعود لعام 2002، والإعراب عن الاستعداد لإدارة مفاوضات مع دول عربية بناءً على عناصر وبنود هذه المبادرة، والدعم والمشاركة الفعالة لدول عربية في مبادرة سلام إقليمية تتضمن وصول مبعوثين بارزين من السعودية والإمارات ودول سنية أخرى لقمة علنية بمشاركة نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أنَّ الخطة تحتوي كذلك على اعتراف أمريكي فعلي بالبناء في الكتل الاستيطانية الكبرى التي لم يحدد نتنياهو حدودها بشكل واضح مقابل تجميد البناء في المستوطنات الموجودة في الجانب الشرقي لجدار الفصل.

رد الرئاسة على «اللقاء السري» للسيسي ونتنياهو في الأردن

ولفتت "هآرتس" إلى أنَّ نتنياهو تحدَّث عن التوصُّل إلى تفاهمات هادئة غير رسمية فيما يتعلق بالاعتراف بالبناء في الكتل وتجميد الاستيطان خارجها.

وجاء في البند الخامس -كما أوردته الصحيفة- حصول تل أبيب على ضمانات من إدارة باراك أوباما، تتعلق بوقف الخطوات المعادية لإسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، وفرض "الفيتو" على قرارات تتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بمجلس الأمن التابع للمنظمة.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوج تمَّ إبلاغه بشأن القمة بعد أيامٍ قليلة من عقدها، وتحدَّث مع كل من كيري والرئيس السيسي والملك عبد الله.

ونقلت الصحيفة عن هرتسوج قوله: "وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هو الذي بادر بعقد هذه القمة، وليس بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي".

وتحدَّثت مصادر إلى الصحيفة: "رغم أنَّ كيري هو الذي بادر بشأن هذا الحدث، فإنَّ نتنياهو كان عاملًا فعالًا جدا في عقدها، وأحد الأسباب التي من أجلها أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد القمة، هي أن يعرض وبشكل شخصي على ملك الأردن ورئيس مصر، مبادرة منافسة لتلك الخاصة بكيري".

وأضافت المصادر: "كيري كان يعمل على مبادرة مقابلة ومنافسة، تضمَّنت ستة مبادئ لاستئناف المباحثات، نتنياهو لم يكن راغبًا في هذه المبادئ، وأراد مبادرة إقليمية يقودها هو وقادة الأردن ومصر، وفي مرحلة متأخرة جدا يشرك الإدارة الأمريكية بشكل شخصي في المسار كلاعب مساعد.. العرب أيضًا لم يتحمسوا إزاء مبادرة كيري، رغمَّ أنَّه زعم مرارًا وتكرارًا أنَّ كل الدول العربية وافقت على هذه المبادرة الخاصة به".

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنَّ ما كشفته حول القمة السرية بمدينة العقبة تسبَّب في عواصف في المنظومة السياسية الإسرائيلية، وبخاصة على خلفية أنَّ الملفات التي تمَّت مناقشتها بالقمة كانت بنية المفاوضات لإقامة حكومة وحدة بتل أبيب، الأمر الذي جرى بعد أسبوعين من القمة بين نتنياهو وزعيم المعارضة.

ونقلت عن هرتسوج قوله: "لقد دخلت المباحثات من أجل الائتلاف مع نتنياهو في مارس 2016، وذلك بعد أن تمَّ إخطاري بشأن القمة السرية وإدراكي أنَّ هناك فرصة تحققت من أجل إحداث تغيير تاريخي في الشرق الأوسط".

شارك الخبر على