كارثة.. تراث «التابعي» في أمعاء «فئران» ماسبيرو

over 8 years in التحرير

كتب- مصطفى عبد الفتاح:
تقاس قيمة الدول ومكانتها بين الدول المختلفة بقدر ما تتركه من تراث يخلد خلفه تاريخ أجيال سابقة، وضعت الأساس للأجيال اللاحقة لتكمل ما بدأته، لكن ما بالنا بمن لا يقدر قيمة ما بين يديه بل يفرط فيه بكل بساطة، هذا ما حدث مع الكاتب الصحفي الراحل محمد التابعي، الذي لجأت ابنته إلى ماسبيرو لاستعادة التسجيلات الإذاعية النادرة التي سلمها للإذاعة المصرية، والتي بلغ عدها 24 شريط تسجيل لتجد أن المتبقي منها 8 شرائط فقط، وأن الفئران والإهمال قضى على باقي التسجيلات.

وقالت شريفة ابنة الكاتب الراحل محمد التابعي، لـ«التحرير»، إنها لجأت إلى ماسبيرو منذ فترة قريبة من أجل الحصول على تراث والدها التي حاولت جمعه من جديد فوجدت أنه لا يوجد سوى 8 شرائط فقط من الـ 24 التي سلمها والدها إلى الإذاعة، وعندما سألت أين ذهبت باقي التسجيلات لم تجد سوى إجابة "الفئران أكلتها وأن بعضها فقد".

وأضافت أنه لحظة استلامها للتسجيلات المتبقية دفعت ثمنها بالكامل ومضت على ورقة تؤكد أنه لا يحق لها استخدام هذه التسجيلات تجاريا بالرغم من أنها وريثة والدها الوحيدة، موضحة أن والدها عندما قدم هذه التسجيلات لمسؤلي ماسبيرو حصل على ايصال أمانة بها لكنه فقد، مبينة أنها لو تملك الايصال بين يديها الأن لقامت على الفور بمقاضاة المسؤولين عن ضياع هذا التراث.

وخلال ستينيات القرن الماضي أهدى الكاتب الراحل ثروته الفنية إلي إذاعة الشرق الأوسط المصرية والمقدرة بـ 24 شريطًا يحمل تسجيلات نادرة للسهرات الفنية والأدبية التي كان يقيمها الكاتب الراحل في منزله، وكان الضمان الوحيد الذي طلبه محمد التابعي بعد إهداء تسجيلاته الحصول على إيصال أمانة بــ 25 ألف جنيه على مدير التنفيذ في إذاعة الشرق الأوسط وقتها ممدوح سلطان.

شملت قائمة التسجيلات النادرة، أغنية "الأمل" والتي لحنها زكريا أحمد وغنتها أم كلثوم في منزل التابعي، الشاعر كامل الشناوي يقلد أصوات بعض زعماء مصر، وتسجيل للكاتب الصحفي توفيق دياب يتحدث عن الخطابة والخطباء في مصر، وسهرة ضمت أمينة البارودي وزوجها أنا لورو وسليمان نجيب وليلى مراد وأنور وجدي و زينب البارودي و التابعي، إضافة إلى تسجيل نادر للشيخ زكريا أحمد يغني من ألحان سيد درويش الحشاشين.

كما شملت القائمة حفل تكريم أم كلثوم في 12 أكتوبر 1949، وتسجيل نادر للملحن رياض السنباطي يغني "أيها الشادي"، والفنان محمد عبد الوهاب يغني : "ويلاء يا حبيبتي ، أحب أشوفك ، جفنه علم الغزل ، عندما يأتي المساء ، الكرنك"، فضلًا عن أذان الفجر للملحن رياض السنباطي، وتسجيل للفنانة الراحلة ليلى مراد تتحدث عن ساعة طلاقها من أنور وجدي، وأخيرًا "أم كلثوم" تغني نهج البردة دون فرقة موسيقية.

Share it on