النخيل بواحات الوادي الجديد عاش مع الإنسان وزين المعابد والكنائس

أكثر من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

للنخلة أهمية كبيرة في الحياة عند أهل مصر، أما عند أبناء الواحات فإنها ترتبط تاريخيا بحضارة قديمة تروى لنا قصصا عديدة وحكايات عبر الأزمنة البعيدة.

فقد وجدت بقايا لجريد وعراجين النخيل بالعديد من المقابر الرومانية، كما رسم الفراعنة النخلة في مقابرهم ونحتوها على جدران وبوابات المعابد.

وفي العصور الوسطى استغل العرب محصول البلح بأنواعه في التبادل التجاري عبر القوافل المارة بالواحات عبر شمال إفريقيا وجنوب مصر، وبعد مد خطوط السكة الحديد للواحات زادت معدلات تصدير البلح خارج الواحات.
 
ويقول محمود عبد ربه المؤرخ لتاريخ الواحات بالوادي الجديد انه في عام 1918 م _  زار ( بروفيسير ميسون )  الواحات الخارجة، وهو عالم أمريكي تخصص في زراعة اشجار النخيل وزار جميع مناطق النخيل في العالم ، وهو ثاني من ادخل أشجار النخيل لزراعتها في الولايات المتحدة وقال ميسون في مذكراته.

( البلح الصعيدي من افخر أنواع البلح عالميا، وإذا ما وجد عناية تامة في تصنيعه، سيكون له مستقبل عظيم في أنحاء العالم كله)

وقد أوصى ميسون السودانيين بإدخال زراعة نخيل الصعيدي إلى بلادهم، كما قام بتصدير عددا من نخيل البلح الصعيدي إلى كاليفورنيا حيث نجحت زراعتها نجاحا ملحوظا.

وفي نفس العام 1918م قام ( بروفيسير ميسون )  بزيارة قرية  ( الشركة  ) وهي احد القرى التي اتخذها الانجليز مقرا الإدارة الواحات قبل تحويلها لمحافظة إدارية، حيث نصح ميسون الفلاحين بإنشاء وحدة لتصنيع البلح وتصديره.

وقد تم إنشاء مصنع صغير لأول مرة في تاريخ الواحات وتاريخ مصر، وكان يتم فيه غسيل البلح وتجفيفه في الشمس ثم تبخيره بالكبريت، ثم يتم تعبئته في عبوات كتب عليها (بلح النيل) وصدرت منه كميات قليلة إلى أوروبا ولاقت حينها رواجا كبيرا.

 وبعد جولته في أنحاء العالم، عاد ميسون للواحات سنة 1929 م، ليكمل مسيرته في دعم وإنتاج البلح والتمور في مصر، وانتقل إلى الواحات الداخلة والبحرية وسيوه ليمارس أعمالة بتوسع في إنشاء مصانع تستوعب كميات البلح التي ينتجها أبناء الصحراء المصرية لتصديرها إلى الدول المختلفة شاهدة بان بلح الواحات  الأفضل عالميا.

ويقول د محسن عبد الوهاب من أهالي مدينة الخارجة بان زراعات النخيل عاشت مع الإنسان منذ القدم وزينت المعابد والكنائس والأديرة وأن زراعات النخيل  تطورت علي مدار السنوات السابقة بواحات الوادي الجديد ووصل عدد أشجار النخيل حاليا إلي مليون و100 ألف نخله تعطي إنتاج يقدر سنويا بحوالي 60 ألف طن يتم تصدير منتجها من البلح إلي الدول الأسيوية خاصة دول جنوب شرق آسيا التي تستهلك كميات كبيره من البلح سنويا والتي بدأت التعاقد مع مصانع البلح للتصدير بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم.

وأوضح بأن محصول البلح أصبح عماد الأسر بالواحات وينتظره أولياء الأمور سنويا لزواج أبنائهم من حصيلة المبيعات للمحصول.

 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على