العبادي من ميونخ حربنا مع داعش نظيفة ونسعى لإنقاذ الإنسان قبل تحرير الأرض

over 8 years in المدى

أكد رئيس الوزراء، أمس، أن العراق يقترب من استعادة كامل أراضيه من داعش، داعياً المجتمع الدولي لمواصلة دعمه في المجالات كافة.وفيما أشاد بالتزام وانضباط قوى الحشد الشعبي في معارك التحرير، وصف المعارك التي يخوضها العراق بأنها "حرب نظيفة" تهدف إلى إنقاذ الإنسان قبل تحرير الأرض.وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، في كلمة له امام مؤتمر ميونخ للأمن وتابعتها (المدى) مساء امس، "في هذه اللحظات التي أقف فيها بينكم، يقترب العراق كثيرا من استعادة كامل أراضيه وطرد عصابة داعش من آخر شبر كان تحت سيطرتها، ونحن نقاتل الآن لتطهير ما تبقى من مدينة الموصل وهي مساحة أقل من نصف المدينة".وأضاف العبادي "حررنا معظم مدننا وأراضينا ونحن نحقق انتصارات باهرةً على الإرهاب وهو عدونا وعدوكم الذي يهدد شعبنا وشعوبكم ويقتل المدنيين والنساء والأطفال بلا رحمة، ونتطلع إلى أن يتواصل دعم قواتنا في مجالات التسليح والتدريب والمشورة والدعم اللوجستي والجوي من إجل إكمال مهمة القضاء على داعش".واعتبر رئيس الحكومة أن "الانتصار الذي نتحدث عنه هو ثمرة تضحيات شعبنا وشجاعة قواته المسلحة التي تحمّلت لوحدها مسؤولية القتال على الأرض"، مبينا أن "الإرهاب وتنظيم داعش هم أعداء للمسلمين قبل غيرهم وقد قتلوا من المسلمين أضعافا مضاعفة لضحاياهم من بقية الأديان، ولذلك كان على جميع أبناء الأديان والمذاهب أن يتوحدوا ضد الإرهاب، وهذا ما حصل في العراق حين توحدنا جميعا مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وصابئة وسنّة وشيعة وعربا وكردا وتركمانا ،لأن الإرهاب استهدف الجميع". وفي سياق آخر، قال العبادي ان "المتطوعين في القوات المحلية والحشد الشعبي تم ضمهم إلى القوات المسلحة ضمن خطتنا لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطة القانون، وقد اظهروا بسالة في الدفاع عن الأرض والتزاما عاليا بالمسؤولية تجاه المدنيين في المناطق المحررة وقدموا تضحيات غالية".وشدد القائد العام للقوات المسلحة على أن "عملية تحرير الموصل التي نخوضها الآن هي حرب نظيفة سعينا من خلالها إلى إنقاذ الإنسان قبل تحرير الأرض، ورغم أن المعارك كانت صعبة ومن بيت إلى بيت، إلا أن قواتنا حرصت على سلامة الدور السكنية للمواطنين والبنى التحتية والمنشآت الحكومية".ونوه العبادي الى أن "داعش اتخذت من المدنيين دروعا بشرية لتأخير زحف قواتنا، وفجرت المباني الحكومية والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات ومنازل المواطنين، واتخذت من الأحياء المدنية قواعد لإطلاق الصواريخ، ومارست عملية تهريب وتدمير ممنهج للآثار والمتاحف وكنوز حضارة وادي الرافدين العريقة".وأشار العبادي إلى أن "توجيهاتنا كانت مشددةً وصارمةً في ضرورة حماية المدنيين، ولم نتهاون في أن نقدم للقضاء كلّ من يعتدي على المدنيين وممتلكاتهم، ووفرنا في الوقت ذاته ممرات آمنة لخروجهم سالمين، وهيأنا مخيمات عديدة لإيواء النازحين".والتقى العبادي بمايك بينس، نائب الرئيس الاميركي، ووفد من الكونغرس الاميركي برئاسة السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة التسليح في الكونغرس، برفقة ١٢ عضواً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.وأعلن بينس أن بلاده تعتزم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع إيران من تهديد العراق وشركاء الولايات المتحدة الآخرين في الشرق الأوسط. وقال نائب الرئيس الاميركي للعبادي ان "الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتهديد استقرار شركائنا في المنطقة بما في ذلك العراق".واتفق الجانبان على أن المهمة الأولوية العاجلة تكمن في "إعادة بناء العراق اقتصاديا". وثمن بينس عاليا التعاون الجاري في مجال بناء قوات الأمن العراقية والبشمركة، مؤكداً التمسك بالشراكة الطويلة الأمد بين واشنطن وبغداد التي تستند إلى الاتفاقية الخاصة بالإطار الستراتيجي للعلاقات الثنائية. كما هاتف وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الذي قال للعبادي "إننا ندعم جهود الحكومة العراقية لتحرير المدن وتحقيق الأمن و الاستقرار ولدينا رغبة واستعداد في ان نكون شركاء في ذلك والعمل معاً لتحقيق الازدهار الاقتصادي".وأبدى وزير الخارجية الامريكي "إعجابه بشجاعة القوات العراقية وماحققته من انتصارات مهمة ضد داعش، كما قدم تعازيه لرئيس الوزراء والشعب العراقي ولضحايا الجريمة الارهابية التي استهدفت المدنيين في منطقة البياع" جنوب غربي العاصمة بغداد وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح.بدورها أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لرئيس الوزراء حيدر العبادي التزام بلادها بوحدة العراق، مشيدة بنظافة المعركة مع الارهاب واحترام مبادئ حقوق الانسان.وقال مكتب رئيس الوزراء أنه والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، عقداأمس، في ميونخ، لقاءً ثنائياً وجلسة مباحثات مشتركة. واكدت ميركل، بحسب البيان الحكومي، التزام بلادها بـ"وحدة العراق وان دعم ألمانيا مستمر بشكل مباشر ومن خلال حلف الناتو وسيتوسع في مجال الدعم العسكري"، مشيدة بـ"نظافة المعركة واحترام حقوق الانسان وحماية المدنيين من قبل القوات العراقية".واوعزت ميركل بـ"إرسال مبعوث خاص إلى العراق خلال الأيام المقبلة لدعم خطط الإصلاح الاقتصادي الحكومي".كما التقى رئيس الوزراء بأمين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس وبحث معه تفعيل التعاون مع المنظمة الدولية في مجالات رعاية النازحين وتسريع جهود مكافحة الفساد ودعم الاصلاح الاقتصادي. وفي وقت سابق التقى رئيس الوزراء بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون،  حيث طرح الطرفان مشروع تجريم داعش وجلب قادتها للعدالة الدولية.وبحث العبادي مع جونسون "تطوير العلاقات بين البلدين وزيادة التعاون في المجالات كافة وفي مقدمتها دعم القوات القوات العراقية والاجهزة الامنية في مواجهة الارهاب".وأكد الوزير البريطاني "استمرار وقوف بلاده الى جانب العراق وقواته التي تقاتل داعش ومساندة بريطانيا لمشاريع الاصلاح وتطوير الاقتصاد العراقي وبناء مؤسسات الدولة ودعم قطاعي التعليم والسياحة".كما التقى العبادي كلاً من محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الايراني، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن رشيد الزياني.وعلى هامش مؤتمر ميونخ، التقى رئيس الوزراء برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وبحسب بيان لمكتب العبادي، فقد اكد الطرفان، خلال اللقاء، على استمرار التعاون والتنسيق لتحرير الموصل وجهود اعادة الاستقرار وطرد داعش من الاراضي العراقية ورعاية النازحين والتخطيط لمرحلة مابعد داعش. وأكد العبادي اهمية العمل وتوجيه الجهد الدولي لصالح وحدة العراق.

Share it on