تصعيد روسي أوكراني في القرم.. وسقوط ضحايا

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تدعو الشركاء لممارسة الضغط على كييف وتحذيرها من الخطوات الخطيرة التي قد تؤدي إلى أسوأ العواقب.

وقال بيان الخارجية الروسية "ندعو مجددا الشركاء للتأثير بشكل جدي على سلطات كييف وتحذيرها من الخطوات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى أسوأ العواقب. واللعب بالنار لن يؤدي إلى الخير". وشدد على أن "محاولات "زعزعة الوضع" في القرم الروسية محكوم عليها بالفشل. وسنعمل على توفير الأمن والاستقرار في جمهورية القرم بشكل مضمون". وأكدت الوزارة على أنها تريد "تحذير كييف ورعاتها في الخارج من أن الضرر الذي تم إلحاقه بالجانب الروسي ومقتل عسكريين روس لن يبقى دون عواقب".

وقالت الخارجية في بيانها كذلك: "لقد لفتنا انتباه الشركاء مرارا إلى أن سلطات كييف الحالية في الحقيقة غير مهتمة بالبحث عن حل سلمي للمشاكل القائمة في أوكرانيا، وغير مستعدة لإيجاد حلول وسط ويرغبون هناك بحل القضايا عبر استعمال أساليب القوة والآن أساليب الإرهاب". وأضاف البيان "يقلقنا بجد وقوف سلطات كييف مكتوفي الأيدي أمام نمو الخطاب المتشدد وأعمال العنف التي يقوم بها ويخطط لها ما يسمى بكتائب المتطوعين وغيرهم من المتطرفين".

وأضاف بيان الخارجية الروسية: "ندعو شركاءنا، الذين يستمر النظام الحالي بالحكم في كييف بفضل جهودهم إلى حد كبير، إلى إبداء العقلانية وإرغام أتباعهم الأوكرانيين على وقف الاستفزازات المستمرة، وتنفيذ التزاماتهم بموجب اتفاقيات مينسك بشأن التسوية السياسية في أوكرانيا".

يأتي ذلك على خلفية إعلان جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن منع وقوع عمليات إرهابية في القرم، قال إنها من تدبير عناصر الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. وحسب جهاز الأمن، كانت مجموعة من الأشخاص تخطط لاستهداف المواقع الحيوية في القرم بهدف زعزعة استقرار الأوضاع الاجتماعية والسياسية هناك.

وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه أحبط محاولتي اختراق لشبه جزيرة القرم، من قبل مجوعات إرهابية تخريبية منظمة تابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، وأن محاولة التسلل هذه رافقها قصف ناري مكثف من جانب الدولة المجاورة والعربات المدرعة للقوات المسلحة في أوكرانيا. وقتل خلال عمليات إطلاق النار عسكري تابع لوزارة الدفاع الروسية. غير أن وزارة الدفاع الأوكرانية نفت من جانبها إرسال مجموعات تخريبية إلى القرم.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، التي يستمر فيها نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من طرف واحد، أسفر عن مقتل نحو ٩٥٠٠ شخص منذ أبريل ٢٠١٤، شهدت في الأشهر الأخيرة تصعيدا للتوتر وعمليات القصف المتبادل في ظل تعثر المفاوضات بشأن فصل القوات على خط التماس بين الفريقين المتحاربين.

من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أنه كلف برفع درجة الجهوزية القتالية في كافة تشكيلات الجيش الأوكراني على الحدود مع القرم وفي دونباس. وقال إنه "عقد اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية.. وكلفت برفع مستوى الجهوزية القتالية في كافة التشكيلات الواقعة على الحدود الإدارية مع القرم، وعلى خط التماس في دونباس".

على صعيد آخر بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق من اليوم، مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، التدابير الأمنية الإضافية لحماية سكان القرم وبنيتها التحتية وحدودها على خلفية العملية الإرهابية التي أحبطها رجال الأمن الروس.

كما كلف الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو وزارة خارجية بلاده بتنظيم مكالمات هاتفية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقيادتين الفرنسية والألمانية بصيغة "نورماندي"، وكذلك من نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

كما كلف الرئيس الأوكراني وزارة الخارجية بالدعوة لتعزيز تواجد بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة "الأمن والتعاون في أوروبا" على الحدود مع القرم. وجاء في بيان للرئاسة الأوكرانية أنه "تم الطلب من وزير الخارجية بافل كليمكين، تكليف مبعوث أوكرانيا لدى الأمم المتحدة بإجراء مشاورات في مجلس الأمن الدولي والإبلاغ حول تطور الأوضاع".

وقال بوروشينكو بهذا الصدد: "يجب التوجه إلي بعثة المراقبة الخاصة التابعة لـ "الأمن والتعاون" من أجل تعزيز تواجد مراقبيها في منطقة الحدود الإدارية مع القرم ومطالبة الجانب الروسي وقواته المحتلة بالسماح بوصول ممثلي بعثة المراقبة الخاصة لمنظمة لأمن والتعاون في أوروبا إلى منشآت في القرم".

هذا وأعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن استغرابه من أن أوكرانيا تنوي مناقشة الوضع في القرم في ساحة مجلس الأمن الدولي، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية الروسية إحباط عملية إرهابية. وقال تشوركين: "إنها كانت حملة للتخريب والإرهاب. لذلك فانا مستغرب للغاية بانهم (أوكرانيا) يطرحون هذه المسالة في مجلس الأمن".

وفي سياق متصل أعلن رئيس هيئة الأركان الأوكرانية فكتور موجينكو أن أوكرانيا قامت بتعزيز قواتها على الحدود مع شبه جزيرة القرم، في إطار إعلان رفع درجة الجهوزية القتالية. وقال موجينكو "يتم رفع درجة الجهوزية القتالية لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة الأوكرانية، التي تنفذ المهام في منطقة الحدود الإدارية مع القرم المحتلة، وقد تم تعزيز مجموعة القوات المذكورة".

ومن جانبه أعلن ممثل حلف شمال الأطلسي أن اتهامات روسيا بحق أوكرانيا، بشأن الأحداث في جزيرة القرم، غير مثبتة بأدلة. وتعليقا على الأحداث الأخيرة في القرم، قال "إننا نراقب بتمعن وقلق تزايد التوتر بين روسيا وأوكرانيا"، مشيرا إلى أن أوكرانيا رفضت الاتهامات الموجهة لها من قبل روسيا، وأوضحت أنها تسعى نحو استعادة وحدة أراضيها عبر السبل السياسية والدبلوماسية حصرا.

وشدد ممثل النالتو على أنه "يجب على روسيا بنفسها العمل على تخفيف التوتر نظرا لأنشطتها العسكرية في شبه الجزيرة.. لأن الحلف يرى أن النشاط العسكري الروسي الأخير في شبه جزيرة القرم لا يساعد على تخفيف حدة التوتر". ودغا روسيا إلى العمل على خلق أجواء للسلام ووقف التصعيد.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على