من الأشهر اليوم؟

في الوقت الذي يعلن فيه مسؤولي محافظة المنيا، بداية من ديوان عام المحافظة، برئاسة محافظ الأقليم، اللواء طارق نصر، إلى روساء الوحدات المحلية للمركز والقرى، بين الحين والآخر، بإزالة التعديات على الأراضي الزراعية، إلا أن الواقع يأتي معاكسًا لتلك التصريحات، بسبب التعديات التي تشهدها المحافظة، على كافة الأراضي الزراعية ومنها التابع للإصلاح الزراعي.

ترصد "التحرير"، في تقريرها، العديد من حالات التعدي على الأراضي الزراعية، خاصة داخل المناطق التي أعلنت المحافظة إزالتها لتلك التعديات، ففي قرى مركز المنيا، ومنها البرجاية، أبو سويلم، زهرة، صفط اللبن، الإسماعيلية، تلة، تندة، صفط الخمارة وبني أحمد الغربية، فحدث ولا حرج، حيث تحولت مساحات شاسعة داخل الحيز الزراعي من تلك القرى إلى مباني مشيدة على مرآى ومسمع من الجميع دون تدخل.

يقول بهاء محمود، أحد أهالي قرية أبو سويلم، الواقعة على الطريق الزراعي "مصر- أسوان"، إن عدد المنازل التي تم إنشاؤها على الأراضي الزراعية خلال الثلاث سنوات الماضية، تخطى عدد منازل القرية الرئيسية، فقريته كانت من أصغر القرى التي تضم منازل، إلا أنها أصبحت من أكبر قرى المركز بسبب بناء المئات من المنازل على الأراضي الزراعية.

"الحكومة بتيجي تضرب ضربتبن في البيت وتمشي من غير إزالة".. هكذا يوضح محمد شاكر، أحد أهالي قرية البرجاية، كيفية تعامل المسؤولين بالوحدات المحلية مع التعديات على الأراضي الزراعية.

يذكر شاكر أن الحملات التي تزيل التعديات لا تقوم بالدور المنوط بها، وتهدم مساحة لا تتعدى المتر واحد من المنزل، وتتركه دون إزالة، وبعدها تصدر بيانًا بإزالة هذا المبنى.

"البراءة بتواريخ قديمة مدخل جديد للتعديات على الأراضي الزراعية"، يقول ياسر عبد الحكيم، من أهالي قرية زهرة، متابعًا أن كثير من الأهالي أنشاؤا منازلهم على الأراضي الزراعية، وعندما حضرت لهم قوة الإزالة أخرجوا أحكامًا بالبراءة بتواريخ قديمة.

ويضيف عبد الحكيم أن من يستخرج تلك الأحكام، محامي مشهور بالمحافظة يدعى "م. ط"، ويحصل مبلغ 25 ألف جنيه على كل قيراط زراعي، لتحويله إلى أرض مباني، بأحكام صادرة بتواريخ قديمة، وسبق وألقت أجهزة الأمن القبض على المحامي بتلك التهم، إلا أنه تم إخلاء سبيله ليعود لمزاولة نشاطه من جديد.

كانت مديرية الزراعة بالمحافظة، أصدرت بيانًا، توضح في إزالات شهر يوليو، قالت فيه إنه تم إزالة 539 حالة تعد على الأرض الزراعية بمساحة 22 فدانًا، و13 قيراطًا و6 أسهم، في حملة بمراكز المنيا.

أوضح أحمد يوسف عثمان، مدير مديرية الزراعة، أن الحملة أسفرت عن إزالة 69 حالة بالعدوة بمساحة فدانين و13 قيراطًا و20 سهمًا، و92 حالة بمركز مغاغة بمساحة 7 أفدنة و15 قيراطًت و18 سهمًا، و142حالة بمركز بني مزار بمساحة 4 أفدنة و18 قيراطًا و3 أسهم، و24 حالة بمركز مطاي بمساحة فدان وقيراطين و12 سهمًا.

بجانب 56 حالة بسمالوط بمساحة فدان و20 قيراطًا و23 سهمًا، و63 حالة بمركز المنيا بمساحة فدان و20 قيراطًا و4 أسهم، و22 حالة في أبو قرقاص بمساحة 15 قيراطًا و16 سهمًا، وحالتين بملوي بمساحة 19 قيراطًا، و56 حالة بمركز دير مواس بمساحة فدان و15 قيراطًا و11 سهمًا، و13 حالة إصلاح زراعي بمساحة 10 قراريط.

وأكد محافظ المنيا، في تصريحات صحفية، سابقة، على إزالة كافة التعديات على الأراضي الزراعية، وأملاك الدولة، موضحًا أن المحافظة تشن العديد من الحملات للتصدي لمحاولات تبوير الأراضي الزراعية وإزالة أي حالة تعد في مهدها، مشددًا على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لإزالة كل التعديات وعرض تقارير دورية عن حملات الإزالة داخل المحافظة.