إضافة قيمة للمكتبة البحرينية

حوالي ٤ سنوات فى البلاد

يواصل الباحث والفنان جاسم محمد بن حربان في رفد المكتبة البحرينية بالكتب والإصدارات المهمة والمتعلقة بالموروث الشعبي، ومن بين كتبه الجديدة كتاب " مرادة أهل المحرق" الصادر عن هيئة البحرين للثقافة والاثار ويقع في 254 صفحة من الحجم المتوسط.

الحربان قسم الكتاب الى عدة أبواب، وكل باب عن نوع المرادة، كمرادة الفخر والحماسة، والمديح، والشكوى، والهجاء،الغزل، الرثاء، الحماس، إضافة الى صور فن المرادة واشهر البيوت التي تقام فيها المرادة، كبيت صاحب العظمة المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وبيت علي بن عبدالله العبيدلي، وبيت يوسف بن عبدالرحمن فخرو، وبيت يوسف سليس، وبيت طوق، وبيت علي بن موسى، وبيت المسيح مقابل بيت الشيخ علي بن عبدالله آل خليفة ، وبيت المغفور له الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى آل خليفة. وكذلك باب لأسماء الرواة والحفظة.

اما عن تعريف فن المرادة فيقول الحربان:

أن المراداة بدوية المنشأ ، وصلت إلينا عن طريق القبائل العربية التي نزحت من وسط شبه الجزيرة العربية خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي تقريبا ، وظلت تمارس بشكل كبير حتى أواخر الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي ، ولكنها بقيت متداولة حتى وقتنا الحاضر بشكل بسيط في الاحتفالات المدرسية أو المناسبات التي تقيمها الجمعيات النسائية ، ويبدو أن اسم هذه الرقصة مشتق إما من (رأد) ويقال ترأد الشيء التوى فذهب وجاء ، وقد ترأد إذا تفيأ وتثني ، وترد وتمايح إذا تميل يمينا وشمالا .

 أو أن أصل التسمية مشتق من "راد" ، وهو الأقرب ، ورادت الإبل ترود ریادا ، اختلفت في المرعی مقبلة ومدبرة وذلك ريادها ، والموضع مراد ، وكذلك مراد الريح وهو المكان الذي يذهب فيه ويجاء. ..

والراده من النساء هي التي ترود وتطوف ، ويقال بالعامية للتعبير عن نفس الدلالة (فلان يراود المكان ) بمعنى يكرر الذهاب إليه والعودة منه.

 تؤدي المراداه في المناسبات الاحتفالية الكبرى مثلا (حين عودة الغواويص من الغوص أو العيدين الأضحى وعيد الفطر المباركين) وأيضا هناك مناسبات كثيرة كالنذور وغيرها ، ولا يمنع أداء هذا الفن في أي من أوقات السنة حيث أن ذلك يتم بحسب الرغبة مع توافر العدد المناسب والمناسبة . أما مكان إقامتها فيكون محاذاة الشاطئ (السيف) في انتظار رجوع الغواصين أو في أحد المنازل الكبيرة ، ويبدأ التجمع فيها بعد صلاة العصر مباشرة وتنتهي قبل موعد أذان المغرب . إن هذه الرقصة تعتمد على الجماعة دون انفراد أي من النسوة او الفتيات بالغناء أو الرقص فلذلك تعتبر هذه الرقصة من الرقصات الجماعية.

ويضيف الحربان:

أن أغلب نصوص المراداة عبارة عن أبيات شعرية ترتجلها النساء في میدان الرقص معتمدة على الأسجاع والأراجيز والأوزان الشعرية العربية والخفيفة والبعض الآخر تتم كتابته بتمعن من أحد المختصين بالشعر.  وتقول الكثير من النسوة اللاتي اجريت معهن عدة لقاءات ، أن إقامة رقصة المراداة في البيوت تتيح للأمهات انتقاء زوجات المستقبل لأبنائهن. كما ان نصوص الأغاني تنقسم الى نوعين، النوع الأول يغنى اثناء حركة الصفوف ويسمى المراداة، وانوع الثاني فيسمى الردحة او الرديح

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على