«فاروق» بعد المنفى.. اغتيال بالسم وجثة دُفنت مرتين

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

على متن يخت "المحروسة" غادر جلالته إلى "روما" مصطحبًا معه بناته الثلاثة من الملكة فريدة وزوجته الملكة ناريمان إضافة إلى الأمير الصغير أحمد فؤاد، بعد صدور قرار من مجلس قيادة الثورة بنفيه خارج البلاد تمهيدًا لترسيخ أقدام الجمهورية الجديدة، لكن كيف قضى الملك فاروق الأول 13 عامًا في منفاه بعيدًا عن أرض الوطن؟
 

سكن فاروق في إحدى شقق روما، لكن سرعان ما دب الخلاف بينه وبين زوجته الملكة السابقة ناريمان بعد ثلاثة أشهر تقريبًا، والذى ظل تتصاعد حدته، إلى أن عادت برفقة والدتها "أصيلة هانم" إلى مصر، تاركة له الأمير الصغير "أحمد فؤاد، ثم ما لبثت أن طلبت الطلاق وحصلت عليه في عام 1954.

 

وبأمر من رجال ثورة يوليو، لم تكن أخبار الملك في روما محل اهتمام الصحافة، إلا حينما وافته المنية في ليلة 18 مارس 1965، وقد كان عمره آنذاك 45 عامًا، فشُيع جثمانه في جنازة ملكية بإيطاليا، كان على رأسها زوجته السابقة الملكة فريدة وبناته وابنه أحمد، وبعض الشخصيات، وقد تم وضع جثمانه داخل عربة زجاجية تحيطها قوات أمنية من كل الجهات.

وخلال 10 أيام من الوفاة حصلت أسرته على موافقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لدفنه في مصر شرط ألا يدفن بجوار أسرته العلوية في مسجد الرفاعي التى كانت وصية الملك فاروق قبل وفاته، فتم دفته فى جامع إبراهيم باشا ليلًا بتكتم شديد.

 

بعد رحيل عبد الناصر وتولي أنور السادات رئاسة مصر، طلبت بنات الملك منه تنفيذ وصية والدهن بأن يدفن بمدافن الأسرة بمسجد الرفاعى بجوار والده وأجداده، ووافق الرئيس السادات على ذلك بالفعل، وتم نقل رفاته ليلًا وسط حراسة مشددة إلى  مدفنه الحالى بمسجد الرفاعى.  

ظروف الوفاة

 

في تلك الليلة تناول الملك وجبة دسمة في مطعم "ايل دي فرانس " الشهير بروما، والذي اعتاد على الأكل به لسنوات، وكانت الوجبة عبارة عن "دستة من المحار، وجراد البحر، وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفواكه"، وما هي إلا دقائق حتى شعر الملك بضيق في التنفس واحمر وجهه فوضع يده على حلقه، وتم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى وهناك توفي بأزمة قلبية حادة، ورجح الأطباء أن سبب الأزمة تلك الوجبة الدسمة، خاصة وأن أسرته رفضت تشريح جثمانه.

 

أما السبب الخفي للوفاة، كشفه الإعلامي الراحل محمود فوزي في كتابه "إبراهيم البغدادى.. كيف قتلت الملك فاروق ؟"، حيث أقر بأن إبراهيم البغداداي وهو أحد الضباط الأحرار قام بدس سم "الاكوانتين" للملك في عصير البرتقال بعد أن تنكر في زي "جرسون"، وذلك بتكليف من القيادة السياسية التي كانت تخشى تحقق شائعة عودته لمصر، وهي المعلومات التي أكدتها الأميرة فريال ابنة فاروق في حوار تليفزيوني سابق، قالت فيه إن أباها مات مسمومًا من الأكل، مشيرة بأصابع الاتهام إلى رجال ثورة يوليو.

 

وأوضحت فريال في حوارها أن السم الذي وضع في الطعام عبارة عن عقار خاص بالمخابرات الأمريكية من شأنه أن يوقف القلب تمامًا، ليبدو الأمر وكأنه أصيب بسكتة قلبية.

أضف إلى ذلك أن البوليس الإيطالي حينما فتش شقة "فاروق" لم يجد فيها تلك اليوميات التي أعلن عن كتابتها من قبل، ليتبين أن شخصًا آخر سبقهم في الدخول إلى الشقة.

شارك الخبر على