وداعاً «جميلة أخبار اليوم» مها عبد الفتاح صور

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

فقدت الصحافة المصرية ومؤسسة أخبار اليوم، الجمعة 10 فبراير 2017 واحده من أبرع كُتاب أخبار اليوم، بعد صراع قصير مع المرض، "مها عبد الفتاح".

بدايتها
عملت مها في بدايتها محررة دبلوماسية بأخبار اليوم ثم تدرجت في المناصب حتى وصلت لمنصب نائب رئيس تحرير الأخبار ثم مديرا لمكتب أخبار اليوم في أمريكا لمدة 9 سنوات حتى عادت مرة أخرى لبيتها الأول «أخبار اليوم» لتبدع في كتابة المقالات التحليلية للأوضاع السياسية .
عاصرت مها عبد الفتاح زمن عمالقة الصحافة المصرية مصطفى أمين وعلى أمين، وشهد لها الكاتبان بموهبتها الصحفية التي جعلتها من الأعمدة الأولى في الجريدة، فكانت كتابتها تتسم بالإصرار والقيم والمبادئ، لذلك كانت هي الأهم بين أبناء جيلها.
«معارك سياسية»

كانت الراحلة تعشق السياسة لذلك قررت أن تسلط الضوء على كل ما يتعلق بالسياسة العالمية بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة، فكانت تتجه للإطلاع على كل التفاصيل في تعامل أمريكا مع الشرق الأوسط، وكانت تحليلاتها وتنبؤاتها السياسية لها أثر كبير على القارئ حتى شكلت وعي كبير لجيل كامل.
«خطوة على طريق السلام».. أول كتاب سياسي لها قررت طباعته عام 1982، بعد رحلتها الخارجية مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واشتمل الكتاب على رؤية تحليلية لمواقف إسرائيل في عملية السلام مع الفلسطينيين، وبعد النجاح الذي حققه قررت طباعة كتاب أخر بعنوان «أمريكا نعم أمريكا لا» وكان يرصد الحياة السياسية والاجتماعية للشعب الأمريكي.
قررت مها عبد الفتاح معرفة حقيقة جزيرتي تيران وصنافير فاتجهت لأكبر موسوعة للخرائط القديمة في مكتبة الكونجرس في واشنطن، وأطلعت على خرائط المنطقة من عام 1900 حتى 1955 حتى تكون مرجع قاطع جغرافيا لمعرفة أصول الجزيرتين، كما قرأت رسالة لشخص كان يعمل في جزيرة تيران لمدة 4 شهور.
وقدم صاحب الرسالة خريطة رسمية عام 1900 توضح حدود مصر باللون الأحمر وحدود الدولة العثمانية باللون الأصفر وتظهر جزر تيران وصنافير باللون الأصفر.
وخريطة أخرى عام 1955 بها خط يفصل بين حدود مصر والسعودية ويظهر بشكل قاطع أن الجزر تابعة للحدود السعودية.
مرض السرطان
كتبت في عام 2016 عن شجرة تشفي من مرض السرطان، توجد في أعماق‮ ‬غابات الأمطار بالأمازون، فهي شجرة لا يزيد طولها على خمسة أو ستة أمتار تمثل حاليا ثورة في مفاهيم‮ ‬الطب البديل والعلاج الطبيعي وتعرف باسم شجرة‮ «‬جرافيولا‮» .. ‬وما تم التثبت منه علميا أن مفعولها عجيب بتأثيرها البائن في شفاء الداء اللعين الذي يهاجم خلايا في الجسم ويعرف بالسرطان‮، والأبحاث المعملية التي‮ ‬أجريت على الشجرة وخواصها وثمرتها تدل على أن مفعولها يستهدف الخلايا الخبيثة في‮ ‬12‮ ‬نوعا من السرطانات بما فيها سرطان القولون والصدر والبروستاتا والرئة والبنكرياس، حيث أنه ‬يضرب الخلايا المصابة بالسرطان ويحمي جهاز المناعة الطبيعي، فيشعر المريض خلال مرحلة العلاج بتقدم صحته واستعادة قدراته وطاقته السابقة كليا فمكوناتها اشد فعالية من العلاج الكيمائي المعروف‮ "‬الادريامايسين‮" ‬غير أنها علاج لا يدمر سوي الخلايا السرطانية فقط دون المساس بالخلايا السليمة على عكس العلاج الكيمائي‮.

كانت مها عبد الفتاح وستظل بمثابة الدليل والمرجع الذي يلجأ إليه الكثير في مختلف القضايا السياسية التي كانت توضحها بمصداقية كاملة وبالأدلة والبراهين بدون أي خداع مما يجعلها الخيار الأول للقراء.
رحم الله الفقيدة وتغمدها بالرحمة والمغفرة وألهمنا الصبر والسلوان.

 

شارك الخبر على