«عمي قُتل طعنًا حتى الموت بسكين».. «لوفرين» يروري معاناته كلاجئ

أكثر من ٨ سنوات فى التحرير

- امنحوا اللاجئين فرصة.. أنا أشعر بمعاناتهم.. إنهم يصارعون لأجل الحفاظ على حياتهم - 

مع تزايد حدة قضية اللاجئين حول العالم ونزوح الكثير من الناس بسبب الحروب القائمة خاصة في سوريا ودول الشرق الأوسط، وأصبحت أوروبا وجهة هؤلاء اللاجئين للبحث عن عيش آمن ومستقر وسط الأزمات المحيطة.

أوروبا أيضا كان لها نصيب من قضية اللاجئين في تسعينيات القرن الماضي، وأثرت الحروب التي دارت بها على الأشخاص، كان من ضمن هؤلاء بعض لاعبي كرة القدم، أمثال البوسني ديان لوفرين، لاعب ليفربول والذي حاوره التلفزيون الرسمي للريدز، في فيلم تسجيلي يروي فيه اللاعب قصته عندما كان لاجئا في الحرب البوسنية بداية التسعينيات.

لوفرين يروي في السطور التالية ما مر به أثناء الحرب وعن معاناته كلاجئ:

قال: «عندما أرى مايحدث اليوم اتذكر عائلتي أثناء الحرب، وكيف أن الناس لا يريدونك في بلادهم، اتفهم أنهم يريدون حماية أنفسهم.. النساء والرجال والأطفال يشردون في سوريا والعراق وأفغانستان، والكثير من النزاعات في البلدان الأخرى».

وتابع: «إنه ليس خطأهم! هم يقاتلون من أجل حياتهم، لإنقاذ أطفالهم، يريدون الذهاب بعيدًا عن القتال في مكان آمن.. أود أن أقول أنني محظوظ أنا وعائلتي!.. جدي كان يعمل في ألمانيا، وهو ما أعطانا تصريح للذهاب إلى هناك.. إذا لم يكن متواجد لا أعرف ماذا كّنا سنفعل، ربما كنت سأرى نفسي وعائلتي تحت الأرض!».

وأضاف: «لقد سمعت الكثير من القصص حينها، صديق لي في الثانوية كان يبكي كل يوم، وأفكر ما الذي يبكيه لكنه أخبرني أن والده كان جنديًا ومات!.. لقد أحزنني كثيرا لانه كان من الممكن أن يكون والدي مثله.. ألمانيا كانت بلدنا الثاني، فتحوا لنا ذراعهم، لا أدري أي بلد أخرى كانت سترحب بلاجئين من البوسنة».

أتمنى أن أفسر كل شئ، الجميع يحكي قصص لكن الحقيقة هي أنها كانت حرب بين ثلاث ثقافات -الحرب التي دارت بين مسلمي البوسنة والصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك- لم تكن لدينا مشاكل، كل شيء سار بشكل جيد مع الجيران (المسلمين، الصرب) وبعد ذلك حدثت الحرب، وكنت أتذكر حينها صافرات الإنذار، كنت خائفا جدا لانني اعتقدت أن قنابل أو شئ ما سيحدث الآن.

وأوضح: «أتذكر أمي حينها! أخذتني وذهبنا للطابق السفلي للبيت حتى تتوقف صافرات الإنذار، لا أدرى كم المدة التي جلسناها هناك، وبعد ذلك وبعدما توقفت الصافرات ذهبنا أنا وأمي وعمي وزوجته إلى ألمانيا، تركنا كل شئ حينها، تركنا ديارنا، كان لديهم متجر للطعام بجانب المنزل تركناه أيضا، فقط حقيبة واحدة وغادرنا إلى ألمانيا، كانت رحلة طويلة، امتدت 17 ساعة حتى وصلنا.

كان وقتا عصيبا لأمي لأنها كانت تبكي دائما، أنا لم أفهم ما الذي يجري! كنت أقول لماذا يا أمي؟ كانت ترد وتقول: توقف عن ذلك، كل شيء انتهى، نحن هنا الآن.

أعتقد أن زينيكا (مدينة لوفرين) أكثر مدينة تعرضت للقصف لأنها كانت الأكبر عن باقي المدن التي كانت صغيرة بالنسبة لها، لقد كان الناس يقتلون بوحشية شديدة، حدثت أشياء فظيعة.

 وذكر: «عمي قُتل طعنا حتى الموت بسكين! أنا لم أتحدث في ذلك الأمر مع عمي حتى لأن شقيقه مات، لقد مات أحد أفراد العائلة، الأمر كان صعبا للغاية.

 وبعد أن أكملت الأسرة 7 سنوات في ميونيخ ، وقعنا في حب كرة القدم وفريق بايرن ميونيخ تحديدًا، عندما كنت في السادسة من عمري ذهبت لملعب التدريب في بايرن، اخذت بعض الصور مع النجوم أمثال ليزارازو ولوثار ماتيوس.

بعد نهاية الحرب، قالوا لنا لديك شهرين لإعداد حقائبك والعودة لكرواتيا.. بالنسبة لي كان الأمر صعبًا لأن كان كل أصدقائي كانوا في ألمانيا، وانتقلنا بعد ذلك إلى مدينة كرواتية تدعى كارلوفاتش، لقد كان من الصعب التكيف مع البيئة الجديدة ! لم أكن حتى أعرف كتابة اللغة جيداً.

قبل هذا (الفيلم الوثائقي) كانت تقول أمي: لا تقول لهم من أنت وما أصلك، قلت لها سأخبرهم، وبكت مرة أخرى لأنها تذكرت تلك الأحداث، كانت تخشى عليّ، أحيانا إذا رغبت ابنتي في لعبة ما أقول لها " لا أملك المال" هي بحاجة لفهم أن لا شيء يأتي بسهوله.

آمل للجيل القادم ابني وابنتي.. أن يكون المستقبل سهلا، ربما سينسون ماحدث لي، ويمضون قدما لأنهم يعيشون في عالمين مختلفين».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على