حضارة الرافدين بين مطرقة عصابات سرقة الآثار وسندان تدمير عناصر داعش

حوالي ٧ سنوات فى قنا

بغداد في 06 فبراير /قنا/ تناثرت آثار وحضارة وادي الرافدين في مختلف أنحاء العالم منذ عام 2003 وإلى الآن، بفعل أعمال السرقة والتهريب من جهة من خلال أشخاص يقومون بعملية النبش العشوائي للآثار لبيعها في مزادات دولية، ومن جهة أخرى عن طريق تخريب عناصر تنظيم داعش الذي دمر كثيرا من الآثار العراقية. 
ووفق تصريحات لمسؤولين عراقيين فإن الفترة الماضية استعاد العراق 148 ألف قطعة تمت سرقتها بطريقة النبش، ولا تحمل أرقام المتحف العراقي، وجاءت عن طريق المواطنين وبعض الدول التي ساعدت العراق سواء من دول الجوار أو دول عربية أخرى، ومن الآثار المسجلة تم استعادة 4600 قطعة أثرية تحمل رقم المتحف العراقي. 
وقد أعدت هيئة الآثار والتراث خطة لاستعادة جميع المقتنيات والممتلكات التراثية المهربة من العراق حتى قبل أحداث العام 2003 وبعدها، حيث تعمل على استعادة جميع المقتنيات التي ثبت وجودها في عدد من الدول العربية والإقليمية، وقد تم تشكيل لجان لجرد هذه المقتنيات وما زالت تتطلب إمكانيات كبيرة ومتابعة دقيقة كونها تنتشر في مختلف بلدان العالم، إلى جانب سعيها لإعادة جميع الاثار والتحف التي تمت سرقتها من المتاحف والمواقع الاثرية العراقية. 
وقال الدكتور مثنى أمين عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي لـ وكالة الأنباء القطرية "قنا" إن استرداد الآثار المسروقة من اختصاص الجهة التنفيذية وهيئة الآثار ووزارة الخارجية العراقية، وقد قطعت الوزارات ذات الصلة بهذا الملف أشواطا من أجل استعادة الآثار المهربة، ومازالت الجهود المبذولة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، وهناك اتفاقيات موقعة مع منظمة اليونسكو لاستعادة جميع الآثار العراقية والمقتنيات التراثية المهربة إلى الخارج، مطالبا بضرورة تفعيل العلاقات الدولية لإعادة الاثار المهربة، خاصة وأن آثار العراق وصلت إلى أنحاء العالم , حيث وجدنا الآثار في المتحف البريطاني ومتحف باريس. 
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال على أهمية حفظ التراث لِمَا فيه من قيمة حضارية تعزز حاضر الإنسان بالخبرة وتحفظ مستقبله.. مشيرا إلى أن اعداد السرقات التي امتدت إلى الآثار التاريخيّة في كل مناطق العالم والمتاجرة بها ضمن القرارات الدولية عمليّات إجرامية يدينها القانون .. داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة التعاون في إعادة العينات الأثرية العراقيّة المسروقة، مناشداً بتكثيف الجهود لإعادة هذه العينات إلى أرضها وحضارتها الأم. 
ويرى الباحث الأكاديمي في الآثار والتراث علي الحسيني في حديثه لـ وكالة الانباء القطرية أن المتاحف العراقية تعرضت محتوياتها للعبث من قبل أناس لم يقدروا قيمتها الوطنية، فبعد أن اقتحمت المتاحف خلال عام 2003 سرقت آلاف القطع الأثرية من قبل بعض العصابات المنظمة وآخرين لهم اهتمامات ومعرفة بقيمة أنواع محددة من القطع الاثرية التي يمكن أن تباع في الخارج، وتم تهريبها تباعا إلى دول ومزادات عالمية تشرف عليها عصابات دولية، الأمر الذي صعب على الدولة العراقية استرجاع آثارها التي بيعت بملايين الدولارات.. مشيرا إلى أن أغلب الآثار التي تطاردها حاليا وزارة الآثار قد سرقت من المتاحف وأخرى تم تهريبها من خلال تنظيم "داعش" لاحقا بعد سيطرته على بعض المناطق في العراق. 
وإذا كانت الآثار العراقية لم تسلم من التخريب من قبل العصابات المنظمة فإنها أيضا لم تسلم من عصابات تنظيم داعش الذي تاجر بها، وهو ما كشفه السيد حاكم الشمري مدير المركز العراقي الإيطالي في الهيئة العامة لآثار التراث في حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا" عن أن عمليات التخريب وصلت نسبتها إلى 100% فذكر أن تنظيم "داعش" لم يكتف بتدمير متحف الموصل بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث قام بتدمير 4 ممالك أثرية في محافظة نينوى وهي: نينوى وخرسباد والحظر ونمرود, إضافة إلى تدمير أسوار نينوى وبوابة نركال، كما دمر المدينة الأثرية المهمة لنمرود والتي يعود تاريخها إلى مؤسسها آشور ناصر بال الثاني (883- 859) ق.م، وإلى عهد ابنه وخليفته شيلم نصر الثالث (858- 824) ق.م. 
وأضاف الشمري أن يد التدمير الداعشية ذهبت أيضا إلى إزالة الأضرحة والمقابر وفجروا ضريح النبي يونس عليه السلام، وأزالوا تماثيل الشعراء الكبار مثل ابو تمام والطائي وعثمان الموصلي وآثار وتماثيل أخرى تعبر عن تاريخ حضارة الرافدين. 
وتابع إن "تنظيم داعش فجر عددا من المساجد والكنائس والأديرة، وكل ما له علاقة بالطوائف، كما فجر البيوت التراثية وكل ما يتعلق بتراث نينوى كتفجيره منارة سنجار ومعالم ثقافية أخرى، كما تم حرق كل ماله علاقة بذاكرة المدينة، إضافة إلى تدمير عدد من المخطوطات". 
وهناك جهود دولية بالتعاون مع منظمة اليونسكو للمحافظة على التراث العراقي، وكذلك دعم إبقاء المواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي والمعرضة للهدم لترميمها نظرا لأهميتها التاريخية، كما تبذل جهود أخرى لتسجيل مواقع جديدة على قائمة التراث العالمي كان آخرها إدراج أهوار العراق ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو؛ لتصبح نافذة العراق للسياحة الدولية وسبقتها تنقيب علماء آثار أمريكيين وبريطانيين بجنوب العراق بحثا عن كنوز غائرة في القدم في مدينة أور الأثرية القديمة. 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على