ما يحصل اليوم في لبنان غريب عجيب.

حوالي ٤ سنوات فى تيار

فالبلاد في خضم مواجهة عالمية مع فيروس قاتل، وهي في قلب أزمة اقتصادية ومالية عمرها من العمر السياسي لبعض من يهاجم الحكومة... لكن في الموازاة، وبدل التضامن الوطني تصدياً للطارئ الصحي، وعوض التكافل السياسي لدرء الخطر المعيشي، تسجل المشاهدات الآتية:
أولاً: سفراء يخرقون الحجر الصحي، ويلوذون بالكمامات، ويعقدون لقاءات سياسية داخلية، يطلقون إثرها أو تزامناً معها، تصريحات فيها شيء من التدخل بشؤون دولة أخرى، يفترض أنها حرة سيدة مستقلة.
ثانياً: رئيس حكومة سابق، ورئيس تيار سياسي، يقرر فجأة التخلي عن حجر سياسي وضع نفسه فيه منذ فترة، ليعود الى ارض الوطن، تحت وابل من المواقف، التي أولها تغريدات، وآخرها هجوم لاذع على الحكومة أمس، بلسان بيان صادر عن كتلة.
ثالثاً: رئيس حزب وصف رئيس الحكومة قبل أيام بالحقود، يستكمل الحملة اليوم بالحديث عن تحضير لانقلاب مالي وسياسي للاستيلاء على البلد على طريقة البعث... ولكن، "اذا بدو حسان دياب ياخذ مصاري الناس، وحياتك تاني يوم راح نسقطو بالشارع... فضي بالك، دياب عم يضغط تترجع المصاري، وبلشت ترجع، وهلق بالنسبة للناس يللي معن فوق الـ100 مليون دولار، وإنت مش منهن أكيد، هودي وضعن صعب لأن بدنا نعرف المصدر، فليش خايف طالما إنك مالك شرعي"... والكلام لوئام وهاب.
أما اكتمال الصورة، فعلى عاتق ركن ثالث من معادلة فشل ذهبية، ذاع صيته في سياق الحديث عن لوائح ملغومة كشف أمرها قبل ايام، لتكشف معها كم المسافة شاسعة بين ما يُرفَع من شعارات، وما يطبق منها في الواقع... حاله كحال طبقة سياسية تحمل حكومة لم يمض على توليها المسؤولية عملياً ثلاثة أشهر، مسؤولية ثلاثين... لا بل خمس وأربعين عاماً من فشل، لا تقتصر سنواته على ما بعد الطائف، بل تمتد جذورها إلى الحرب، بميليشياتها القديرة، ومموليها المقتدرين، الأحياء منهم، والذين باتوا في ذمة التاريخ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على