الأمين العام .. والرؤي والأحلام

حوالي ٩ سنوات فى أخبار اليوم

مُدعماً ومُدرّعاً بخبرات دبلوماسية وسياسية عديدة جداً ومتنوعة جداً بدأ أحمد أبوالغيط مهامه كأمين عام جديد لجامعة الدول العربية، وليس من قبيل المبالغة أن نقول إننا نشفق علي الرجل وهو يتحمل المسئولية العربية في هذا الوقت الذي تعاني فيه الأمة العربية من أمراض الضعف والارتباك وما ينتج عن أخطر المؤامرات والمخططات الاجنبية التي دفعت دولا شقيقة إلي مستنقع التمزق والانهيار واستنزاف الدماء والإمكانيات.
لذلك كان من الطبيعي أن نشفق علي الرجل،لكنه لم يراوده هذا الشعور اليائس البائس بل انطلق مُعبراً عن افكاره وآرائه وتصوراته بطموع واضح، وكأنه يطمئن نفسه، ويطمئننا بأن الأمل مازال قائما «ومتاحاً» في إمكانية تجاوز الأمة لأزماتها المتلاحقة المعقدة، وقد تكون البداية من خلال جامعة الدول العربية التي يتملك الأمين العام الجديد رؤية شاملة للنهوض بها، رؤية تقوم علي إعادة ترتيب الأمانة العامة، وتنشيط ما يزيد عن عشرين مكتبا للجامعة في الخارج لم يحقق أي منهم انجازا يحسب للجامعة وتمتد رؤية أحمد أبوالغيط إلي المجلس الاقتصادي الذي يتعين أن يتسع نطاق عمله بحيث تقوم بنية اساسية مشتركة تربط الدول العربية جميعها، وتعزز قدرة الأمة علي إنشاء مشروعات انتاجية كبري فلا تمد يدها إلي من يملكون مجالات الانتاج.
ويمتد طموح الأمين العام الجديد إلي إمكانية تحقيق التوازن السياسي والثقافي والتعليمي لأداء الجامعة بما ينعكس بالخير علي الأمة كلها.
> ولعلنا نختلف مع رؤية أحمد أبوالغيط لموقف «ميثاق الجامعة» الذي كثيرا ما طالبنا بتطويره، حتي أن الأمين العام الاسبق الدكتور نبيل العربي قال أكثر من مرة: إن ميثاق الجامعة قديم ومتهالك وكأنك تقود عربة بموتور قديم عفا عليه الزمن لكن الأمين العام الجديد يبدو أنه لا يضع هذا الميثاق المختلف بين أولوياته حيث يري ان ازمة الجامعة العربية تكمنٌ في غياب ثقة الشعوب العربية في جدوي الجامعة وقدرتها علي الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية، ومواجهة التدخلات الخارجية الخفية والعلنية.
إننا نثق في أن الامين العام أحمد أبوالغيط يمتلك رؤية استراتيجية لمشروع نهضوي متكامل للجامعة، لكننا ندرك كما أنه هو نفسه يعلم أنه ليس صاحب الكلمة الاولي والاخيرة في الجامعة، ويدفعنا ذلك إلي أن نتمني أو نناشد القادة والزعماء العرب بأن يوفروا له مساحة كافية للتحرك وفقا لرؤيته وأفكاره وما يراه ضروريا للعمل العربي الحقيقي والمعروف للقاصي والداني أن تجربة الامين العام الأسبق «عمرو موسي» تعرضت للضغوط والاحباط خاصة عندما دعا إلي قيام «رابطة دول الإقليم» التي تشمل إيران وتركيا واثيوبيا حتي يتحقق التفاهم وتتقلص أو تتلاشي الخلافات التي تدفع الامة العربية ثمنها ولو ان الجامعة استجابت لما دعا إليه عمرو موسي لما كانت الازمات الحالية مع الدول الثلاث.
ولعل الأمين العام السابق الدكتور نبيل العربي قد همس في أذن ابوالغيط بما لم يعلن عنه من مواقف بعض الدول العربية التي تعرقل وحدة العمل العربي الموحد، مما يستدعي جهودا خاصة مكثفة، وربما يستثمر الأمين العام الجديد الحالة المتردية للأمة العربية، والمخاطر الرهيبة التي تتعرض لها سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال والتي تهدد فعلا بقية الدول العربية.. وفقا لمخطط الشرق الاوسط الجديد.
بحيث يرتفع كل القادة إلي مستوي المسئولية التاريخية فتراجع الخلافات  والاغراض القطرية والشخصية وقد يتيح ذلك إحياء فكرة رابطة الاقليم كما تحدث عنها عمرو موسي.
من جهة أخري لنا أن نتوقف امام رؤية الامين العام الجديد أحمد أبوالغيط عن أهمية قيام قوة حفظ سلام عربية يكون لها دورها في الازمة السورية، لأن ذلك يعيدنا إلي ماكنا قد رحبنا به وهللنا له وهو قرار القمة العربية التي استضافتها شرم الشيخ وهو قرار إنشاء قوة عربية مشتركة «تعفينا من الحاجة إلي مساندة دول اجنبية نعلم نحن أنها في النهاية لا تضمر لنا سوي كل شر.
وحيث ان أحمد أبوالغيط قد استهل عمله فعلا بتلقي التقارير الخاصة بالقمة العربية السابعة والعشرين في «نواكاشوط» العاصمة الموريتانية ربما تتاج الفرصة في تفعيل قرارات قمة شرم الشيخ  واستيعاب افكاره ورؤاه عن النهوض بالجامعة طريقا للنهوض بالامة العربية.
 

شارك الخبر على