لا.. لانحياز التعاون الإسلامى لجرائم ورغبات «أردوغان»!
حوالي ٩ سنوات فى أخبار اليوم
كان لابد أن تصيبنى الدهشة لهذا الموقف المتناقض الغريب من جانب منظمة التعاون الإسلامى والمتمثل فى اعتبار مؤسسة المعارض التركى «جولن» تنظيماً إرهابياً.. ليس من تفسير لهذا التوجه سوى أنه استجابة لديكتاتور تركيا المتأسلم رجب طيب أردوغان الذى اتهم هذا التنظيم بأنه وراء محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة ضد نظامه الاستبدادى الحاكم.
ما أثارنى فى هذا التناقض تمثل فى انحراف هذه المنظمة عن أهدافها بامتناعها عن توجيه نفس الاتهام إلى جماعة الإرهاب الإخوانى. وأنها تغاضت وتجاهلت ما قامت وتقوم به فى مصر من أعمال قتل وتخريب وتدمير وتآمر. ليس هذا فحسب ما اتسم به الموقف المشين للمنظمة وإنما تعمدت الصمت تجاه توفير حاكم تركيا الحالم بعودة الإمبراطورية العثمانية الغابرة.. الدعم والمساندة لأعضاء جماعة الإخوان الهاربين من مصر وجميعهم من الإرهابيين.
من ناحية أخرى فإن من حقنا كمصريين أن نقول بأعلى الصوت وباعتبارنا بلد الأزهر الشريف قلعة ومنارة الإسلام وأصحاب ريادة انتشار الدعوة فى كل أنحاء العالم.. لا لهذا الانحياز من جانب هذه المنظمة لجرائم أردوغان ورعايته للإرهاب. إنها بهذا الموقف أكدت تنكرها لحق الشعب المصرى فى التخلص من الحكم الإخوانى الذى أدانه بشدة المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأعلن اعتبارها منظمة إرهابية.
ما أقدمت عليه منظمة التعاون الإسلامى فى تناقضها هو بكل المقاييس انحراف عن القيم والمبادئ التى قامت على أساسها وكلها تدعو إلى التصدى بكل قوة وحزم لكل ما يؤدى لتشويه الإسلام والذى تعكسه جرائم جماعة الإرهاب الإخوانى. طبعا كان تحفظ مصر على هذا القرار متوقعا وطبيعيا انتصارا لضرورية أن تتمسك المنظمة بحياديتها ودون تفرقة من اتخاذ المواقف فى القضايا التى تمس الإسلام.
ليس من وصف لقرار المنظمة ضد المعارض «جولن» سوى بأنه مشين ومتسرع وعدم استناده إلى معلومات موثقة بالإدانة. انها اعتمدت على ما روجته أبواق أردوغان والذى يثير الشبهات حول وقوفه وراء هذا الانقلاب لتصفية حساباته مع كل خصومه ومعارضيه.