إطلاق رصاص وجلطة دماغية.. الحقيقة الكاملة لاغتيال «بشار الأسد»

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

لا يمر يوم إلا وتكثر الإشاعات حول وفاة الرئيس السوري بشار الأسد، إذ تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا حادثة وفاته بأكثر من طريقة، منها إطلاق الرصاص عليه من قبل حارسه، إصابته بورم دماغي، إصابته بجلطة دماغية، وتسممه، مما يجعل الجميع يتساءل عن طبيعة الوضع الصحي للأسد.

وفي هذا التقرير تستعرض «التحرير» الحقيقة الكاملة لاغتيال بشار حسبما ذكرتها الصحف العربية والغربية.

منذ ثلاثة أيام، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الضغوط الناجمة عن قيادة بلد غارق في خضم حرب "معقدة وفوضوية" مثل سوريا بدأت تلقي بآثارها السلبية على صحة الرئيس بشار الأسد.

ونقلت الصحيفة عن الكاتب الإيراني المعروف أمير طاهري قوله، في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية: إن بشار الأسد يعاني الإنهاك بعد ست سنوات تقريبًا من الحرب بسبب ما يتعرض له من "ضغوط نفسية".

ونوّهت الإندبندنت إلى أن المقال الذي نسب كاتبه ما ورد فيه بخصوص صحة الأسد إلى أقوال مسؤولين من روسيا الحليف الرئيسي لسوريا، ما لبث أن تلقفته مواقع معادية للنظام السوري على شبكة الإنترنت ليحتل عناوينها الرئيسية، لا سيما ما أشار إليه بأن بشار الأسد أُدخل المستشفى لتلقي العلاج جراء تعرضه لإنهاك عصبي.

جلطة دماغية

فيما كشفت صحيفة "عكاظ" السعودية، التفاصيل الكاملة لإصابة الأسد بـ "جلطة دماغية" قائلة في تقريرٍ لها، إن معظم الصحفيين الذين التقوا بشار الأسد، لفتهم سوء صحته وإرهاقه خلال الحديث المطول، فيما أكد الصحفيون الذين يعرفون الأسد والتقوه قبل الثورة السورية أنهم لاحظوا التفاوت في صحته بين المرحلتين، وخلال السنوات الخمس الماضية ظهر الشحوب على وجه الأسد.

ونقلت الصحيفة السعودية، عن مصادر، أن الأسد مصاب بورم دماغي بدأت أعراضه تظهر بشدة، فيما يحاول التغطية على هذه الأعراض بالظهور الصحفي المتكرر لفترة وجيزة، وأنه لا يخوض نقاشات طويلة في دائرة صنع القرار.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الأسد يخضع بشكل أسبوعي لفحوصات طبية في مستشفى الشامي، خصوصًا في الآونة الأخيرة.

بينما قالت مصادر آخرى للصحيفة السعودية، إن الملف الطبي لبشار الأسد يشرف عليه فريق طبي روسي في سوريا، وتوقعت المصادر أن بشار الأسد خضع لفحوصات طبية خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو في أكتوبر الماضي.

وأكد مصدر آخر محايد للصحيفة، أنه حتى الآن تبقى أنباء إصابة الأسد بجلطة «دماغية» غير مؤكدة، نظرًا للظروف السرية التي تحيط بالقصر الجمهوري، خصوصًا في ظل سيطرة الحرس الثوري الإيراني على كل تفاصيل ما يجري في القصر، لا سيما أجهزة الاتصال التي تكفلت إيران منذ بداية الثورة بالإشراف عليها.

حتى صحيفة "الديار" المعروفة بقربها من النظام السوري، أكدت أيضًا إصابة الأسد بجلطة شملت أضرارها عينه وجزءاً من جسمه، لكن خبرها تغيّر بعد ذلك، معتبرة فيه أنّ الأنباء «من خيال مطلقيها» إلا أنها لم تأت في خبرها الجديد على الأنباء الأخرى التي انتشرت بشكل خاص في كل لبنان، بأن الأسد نزيل في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت.

إطلاق الرصاص

وكانت صحيفة «المستقبل» اللبنانية، تناولت خبرًا عن تعرُّض الأسد لجلطة دماغية «نقل على أثرها الأسبوع الماضي لمشفى «الشامي» في دمشق»، مضيفة أن مصادر موثوقة من سوريا، هي من أكدت لها أنه يتلقى العلاج فيه تحت حراسة أمنية مشددة، معززة بما نشرت خبراً ورد أيضاً في مجلة Le Point الفرنسية الأسبوعية، عن «احتمالات جدية بأن يكون الأسد قد اغتيل على يد حارسه الشخصي يوم السبت الماضي» والحارس هو إيراني اسمه مهدي اليعقوبي، وأطلق النار على الأسد، وربما أرداه قتيلاً.

اتصال وهمي

 كما أن المُعارِضة السورية، ميسون بيرقدار، أجرت الأسبوع الماضي اتصالاً وهمياً منها بمستشفى «الشامي»، ونشرته في مقطع فيديو، وفيه نجدها تزعم لمن رد عليها عبر هاتف المستشفى، أنها تتحدث «من مكتب الرئيس الأسد في القصر الرئاسي» لتطلب منه عدم مد وسائل الإعلام بأي معلومات عن وجوده في «الشامي» إلا أن من رد على اتصالها لم ينف وجود الأسد في المستشفى، بل وأخبرها أنه سيفعل ما طلبت، لذلك تأكدت من كلامه أنه موجود فعلاً في «الشامي» الواقع بحي «المهاجرين» في دمشق.

الرئاسة تنفي

نفت رئاسة الجمهورية العربية السورية الإشاعات التي تحدثت عن صحة الرئيس بشار الأسد، وأصدرت بيانًا نفت فيه تلك الإشاعات.

وأكدت الرئاسة، في بيانها، أنّ الرئيس الأسد بصحّة ممتازة ويمارس مهامه بشكل طبيعي تمامًا، وأشارت إلى أن الشعب السوري بات محصنًا ضدّ مثل تلك الأكاذيب، "وما أكثرها منذ بداية الحرب على سوريا وحتى الآن، وتشير إلى أنها لا تقع إلا في خانة الأحلام ومحاولة رفع معنويات منهارة، ولن تثير إلا السخرية والاستهزاء".

وقال بيان الرئاسة السورية، إنه "انتشر منذ أيام على بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية، إشاعات تتحدّث عن صحّة الرئيس الأسد، لا يزال بعضها مستمراً حتى الآن، مصدرها جهات وصحف معروفة الانتماء والتمويل والتوجّه، وذلك على شكل تحليلات أقرب لأمنيات تجول في مخيّلة من أطلقها فقط، وتتزامن مع تغيّر المعطيات الميدانية والسياسيّة بعكس ما أرادوه لسوريا طيلة السنوات الماضية".

 الأسد ينام بشكل جيد

وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية أواخر العام المنصرم، إنه لا يعاني أرقًا يمنعه من النوم ليلا بسبب دوره في الحرب التي حصدت أرواح أربعمئة ألف شخص وأدت إلى نزوح نصف سكان سوريا من منازلهم حسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وفي معرض رده عن سؤال حول ما إذا كان قتل الأطفال في حلب وأماكن أخرى يؤرق مضجعه، ضحك الأسد وقال "أعرف مغزى هذا السؤال"، وأضاف "أنا أنام بانتظام، وأنام وأعمل وأتناول الطعام بشكل طبيعي وأمارس الرياضة".

مستشفى الشامي مقبرة السوريين

وللسوريين ذكريات خاصة مع مستشفى «الشامي» العريق، الذي يُعتقد أنّ الرئيس السوري بشار الأسد تم إدخاله إليه، ففيه يوم 10 يونيو عام 2000 لفظ حافظ الأسد أنفاسه الأخيرة، كما لفظها صهره آصف شوكت، زوج ابنته بشرى، وأيضاً لفظ الأنفاس الأخيرة فيه محمد سعيد بخيتان، الأمين القطري لحزب البعث، وحسن تركماني، معاون الأسد للشؤون العسكرية ورئيس خلية الأزمة التي أنشأها النظام لقمع الثورة بالبلاد.

في «الشامي» مات أيضًا وزير الدفاع السوري داود راجحة، كما شهدت جدرانه موت هشام بختيار، رئيس مكتب الأمن القومي ورجل إيران الأول بسوريا، أما آخر لافظ لآخر أنفاسه فيه، فهو رستم غزالة، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية سابقًا في لبنان، والرئيس بعدها للأمن السياسي بسوريا، لذلك فالمستشفى، و«الجناح 405» بشكل خاص، هو طبق رئيسي وشهي على مائدة الأخبار، صحيحة أو «شائعية» الطراز.

حيث يصف المعارضون السوريون مستشفى «الشامي» بأنه «الصندوق الأسود» للنظام، حيث يحتضن مسؤولية «المرضى أو الذين قام النظام بتصفيتهم» وفق تعبير موقع «السورية.نت»، في خبر مفصل نشره في مايو 2015 عن «الجناح 405» بشكل خاص، وذكر أن «مصادر خاصة من المستشفى» هي من زودته بالمعلومات بأن الجناح في تشديد أمني دائماً، وبأن «أطباء وممرضين معينين يدخلون إليه فقط» ثم وصف الموقع المستشفى بأنه «أشبه بثكنة عسكرية، ويقع في منطقة حساسة، هي المنطقة الأمنية الأولى بدمشق، إن لم تكن في سوريا كلها» على حد تعبيره.

شارك الخبر على