ليلة عودة ملك الجراند سلام

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

لم يكن أكثرعشاق فيدرير يتوقع قبل أسبوعين وصول اللاعب السويسري لأبعد من ربع النهائي في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، وكيف لا و"كوكب التنس" غاب عن الملاعب منذ مشاركته في بطولة ويمبلدون في يوليو من العام الماضي؛ بسبب إصابته في الركبة.

وتراجع فيدرير إلى التصنيف السابع عشر عالميا في عامه الـ36، وأصبح من الصعب للغاية عليه استعادة مستواه من جديد الذي طالما أبهر عشاقه، وجعله واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ التنس.

وتعقدت الأمور أكثر بعدما لم ترحم القرعة فيدرير، وأوقعت في طريقه يورجين ميلزر في الدور الأول، وتوماس بيرديتش في الدور الثالث، وكي نيشكوري المصنف الخامس عالميا في الدور الرابع، وأندي موراي في ربع النهائي.

واستعاد اللاعب السويسري بريقه، واجتاز عقبتي بيرديتش ونيشكيروي، لتبتسم له البطولة بخروج المصنف الأول عالميا البريطاني أندي موراي من الدور الرابع، ويواجه خصما سهلا في ربع النهائي وهو ميتشا زفيريف ليتخطاه دون عناء، ليضرب موعدًا مع ستانيسلاس فافرينكا في نصف النهائي.

ودخل فافرينكا اللقاء وهو بطل آخر بطولة في "جراند سلام" - وهي أمريكا المفتوحة للتنس - وعانى فيدرير الآمرين أمام المصنف الرابع عالميا، ليحسم المباراة الماراثونية في 5 مجموعات، ليصل إلى المباراة النهائية في أستراليا للمرة الأولى منذ 7 سنوات، منذ أحرز اللقب في عام 2010 على حساب أندي موراي.

واصطدم فيدرير في المباراة النهائية بغريمه التقليدي، وعقدته في ملاعب الكرة الصفراء رافائيل نادال، حيث تفوق الإسباني في المواجهات المباشرة على السويسري 23- 11 قبل المباراة النهائية.

كما يتفوق الإسباني في نهائيات الجراند سلام 6-2، وتسبب في بكاء فيدرير في نهائي أستراليا المفتوحة، لكن دخل فيدرير اللقاء بروح انتصارية، وتناسى لحظات الألم السابقة أمام نادال، ليفوز بالمجموعتين الأولى والثالثة، ويخسر الثانية والرابعة، وبعد وصول المباراة إلى المجموعة الخامسة، حصل نادال على كسر مبكر للإرسال، ليحصل على أفضلية.

دائما ما تولد البطولة من رحم المعاناة، ويبقى فيدرير هو رجل اللحظات الصعبة بامتياز، وكيف لا وهو صاحب الرقم القياسي في بطولات "جراند سلام" ليخرج عن صمته ويحرز اللقب الثامن عشر على أصعب من واجه في ملاعب الكرة الصفراء وهو في عمر الـ36.

ورغم جميع الإنكسارات التي مر بها فيدرير خلال الأونة الأخيرة من خسارة النهائي تلو الآخر في "جراند سلام" أمام دجوكوفيتش، وتعرضه لإصابة مؤلمة قبل انطلاقة الأولمبياد التي حلم فيدرير بالمشاركة بها لإحراز الميدالية الذهبية، إلا أن البطل يسقط ولا يموت ليبقى فيدرير أسطورة حية في ملاعب الكرة الصفراء، ورمزا حيا للرياضة ومثال يحتذى به لكل رياضي، مؤكدا أن الموهبة تبقى مهما كان عمر اللاعب.

شارك الخبر على