نادر جلال.. حكاية مخرج «مولود في البلاتوه»

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

"ابن الوز عوام"، مثل ينطبق على مخرج نشأ وتربى في كنف اثنين من كبار صناع السينما المصرية، فوالدته هي ماري كويني رائدة السينما المصرية الملونة التي أمم عبد الناصر شركتها، ووالده هو المخرج أحمد جلال صاحب استديو جلال أول استوديو لإنتاج الأفلام الملونة في مصر.

تربى المخرج نادر جلال تربى على حب السينما، وقضى جُل وقته متنقلًا بين "بلاتوهات" استوديو والده الذي مات وهو في سن السادسة، حتى تشبّع بخبرة مبكرة في مجال السينما أهلّته لخوض تجربة الإخراج منفردًا، ليحقق نجاحات وضعت اسمه في مصاف مخرجي السينما المصرية على مدار تاريخها.

ولد في 29 يناير 1941، ولمست فيه والدته مبكرًا حبه للسينما وميله نحو الإخراج تحديدًا، إلا أنها دفعته إلى الدراسة أولًا، فنال شهادة البكالوريوس في كلية التجارة، وحصل على مؤهل المعهد العالي للسينما عام 1964، فتدعمت موهبته واتجه إلى الإخراج لكنه لم يعتمد على والدته، بل فضل أن يعمل مساعدًا لمدة طويلة لاكتساب خبراة أكبر، ومن ثم أنتجت له والدته أول أفلامه السينمائية في عام 1972 بعنوان "غدا يعود الحب"، وذلك بعد تجربة إخراج فيلم تليفزيوني أقرب للأوبريت عام 1969 بعنوان "هاشم وروحية".

اعتمد في السبيعينيات على إخراج الأفلام المُعدة سيناريوهاتها مسبقًا عن أعمال أجنبية، مثل فيلم "لا وقت للدموع"، عام 1976،  للسيناريست "عبد الحى أديب" عن الفيلم الأمريكي "جسر واترلو"، وكذلك أفلام "فتاة تبحث عن الحب" عن فيلم "هذه الملكية مدانة"، و"امرأة من زجاج" عن مسرحية "القصة المزدوجة للدكتور بالمى"، وفيلم "الندم" عن الفيلم البريطانى "دولسيما، وغيره.

قدم في الثمانينيات 16 فيلمًا، فتعاون لأول مرة مع السيناريست وحيد حامد فى فيلم "أرزاق يا دنيا"، ومع بشير الديك في فيلمي "المحاكمة" والإرهاب"، كما عمل مع كبار الفنانين وعلى رأسهم عادل إمام الذى أخرج له عدة أفلام منها "جزيرة الشيطان"، و"الإرهاب"، ومع نادية الجندي الذي أخرج لها "امرأة هزت تل أبيب"، ومع أحمد زكي في "حسن اللول"، و"بطل من روق"، مع ممدوح عبد العليم وأحمد بدير.

واصل جلال نجاحاته السينمائية فى التسعينيات بإخراج 15 فيلمًا، ليبلغ مجمل عدد أفلام 52 فيلمًا، لكن ظهور جيل جديد من المخرجين السينمائيين أزاحه وأبناء جيله عن ساحة الإخراج السينمائي، فتوجه للدراما التليفزيونية مع مطلع الألفينيات، ومن أعماله "عباس الأبيض" و"الناس في كفر عسكر" و"ظل المحارب" بينما تراجع إنتاجه السينمائي.

توفي نادر جلال في 16 ديسمبر، 2014، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 73 عامًا، لكن النسل الفني للأسرة لم ينقطع، حيث وصل المسيرة ابنه أحمد نادر جلال الذى أخرج عددًا من الأعمال الناجحة مثل أفلام "واحد من الناس"، و"كده رضا"، و"عايز حقي"، ومسلسل "رقم مجهول"، و"اسم مؤقت".

شارك الخبر على