أوبرا وينفري.. قصة نجاح تولد من مأساة صور
over 8 years in أخبار اليوم
أسرة فقيرة تتكون من أب يعمل في منجم فحم، وزوجة تعمل في خدمة منازل الأثرياء، وطفلة صغيرة لم تر أباها طوال حياتها بعد انفصاله عن أمها، لتتربى في بيت جدتها حتى بلغت السادسة.
ولدت أوبرا جايل وينفري عام 1954 في كوسيوسكو، بالمسيسبي، وبسبب ضيق الحال تركتها والدتها لدى جدتها لتعيش معها 6 أعوام، كانت جدة "وينفري" فقيرة جدا حتى إنها كانت تُلبس وينفري شوال البطاطس، وقامت الجدة بتعليم وينفري القراءة قبل إتمامها 3 سنوات وأخذتها للكنيسة المحلية حتى لقبت "بالواعظ"، وكانت تضربها بشدة بعصا إذا لم تقم بالأعمال المنزلية أو أساءت التصرف.
في عمر السادسة، انتقلت "وينفري" مع والدتها إلى ميلووكي، ويسكونسن، حيث كانت تعمل والدتها كخادمة داخل المنازل لساعات كثيرة ولم تقضي الوقت الكافي مع "وينفري" لتشجعها أو دعمها كما كانت تفعل الجدة.
وأنجبت الأم فتاة أخرى، والتي توفت عام 2003 نتيجة إدمان الكوكايين، غير شقيقة لأوبرا، وجدت الأم صعوبة في تربية الفتاتين لذا انتقلت وينفري مؤقتا لتعيش مع والدها في ناش فيل، تينيسي، وفي هذه الأثناء، أنجبت والدة وينفري فتاة ثالثة ، والتي عرضتها للتبني لتخفيف ضيق الأمور المالية، ولم تعرف وينفري بهذه الأخت حتى عام 2010.
عادت وينفري للانتقال مع والدتها مرة أخرى، وأنجبت والدتها للمرة الرابعة صبي والذي توفي عام 1989 نتيجة إصابته بمرض الإيدز.
وفي عامها الـ 14، حملت الفتاة بطفلها الأول، إلا أن مولودها توفى مباشرة بعد ولادته بساعات قليلة، ولم يكد يمر عام حتى بدأت تتناول الحبوب المخدرة وتطور الأمر إلى حد تعاطي الهيروين، وفى خلال هذه الفترة تتعرض لحادث اغتصاب من قبل أحد أقاربها.
عادت وينفري مرة أخرى لمنزل والدتها وبدأت بالذهاب لمدرسة لينكولن الثانوية ثم انتقلت لمدرسة نيكولت الثانوية، ثم بدأت وينفري بسرقة المال من والدتها لتحسن من مظهرها.
انتقلت وينفري مرة أخرى لتعيش مع والدها ولكنها لم تعد مرة أخرى لوالدتها، كان والد وينفري صارم وجعل التعليم أولوية ، فحصلت وينفري على مرتبة الشرف في مدرستها وانتخبت كأكثر فتاة شعبية واشتركت في الفريق المدرسي للخطاب.
"كنت أملك حلمًا بأن أكون مشهورة وغنية، إلا أنني كنت أعي الظروف التي ولدت في ظلها".. رغم تلك الظروف والحوادث التي مرت بها، إلا أن تلك الفتاة لم تنس حلمها، الذي طالما روادها منذ طفولتها؛ فعندما بلغت السابعة عشر بدأت العمل كمراسلة لإحدى قنوات الراديو لمده 8 سنوات، وبعد عامين انتقلت للعمل بتلفزيون nashville، أثناء دراستها بجامعة تينسى، لتكون أصغر مذيعة في تاريخ المحطة.
وفي عام 1981 أرسلت أشرطة مسجلة من برامجها إلى برنامج يدعى a.m chicago، للعمل ضمن فريق عمل البرنامج، لكنها لم تتوقع أنه بعد 4 سنوات سوف يعرض عليها أن تكون مقدمة البرنامج نفسه، الذي غيرت اسمه إلى "The opera winfrey show".
هكذا نجحت أوبرا وينفري، المذيعة الأشهر والأكثر نفوذًا في العالم، في غزو قلوب وعقول مشاهديها بأسلوبها المميز وابتسامتها التي لم تفارق وجهها، ليس من خلال الشاشة الصغيرة فقط، ولكن من الإذاعة أيَضًا، التي جددت لقاءها معها عام 2006، عندما وقعت عقدا يمتد لـ 3 سنوات لإنشاء إذاعة "أوبرا والأصدقاء" الأمريكية لعرض برامجها على مدار الـ 24 ساعة.
أصدرت أوبرا في إبريل عام 2000 مجلة حملت اسمها، أصبحت فيما بعد أحد أهم المجلات المتصدرة والمتخصصة في حياة النساء. وفى نوفمبر الماضي تسببت إشاعة إصابتها بالسرطان في جدل كبير وصدمة للجميع قبل أن تخرج لتنفي الخبر.
أكثر من 25 عامًا استطاعت خلالها السيدة السمراء، التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الـ62، أن تتحول إلى رمز من رموز الإعلام، بأعمالها الخيرية وما قدمته من موضوعات متنوعة وقضايا هامة منذ بدء برنامجها في سبتمبر 1986 وحتى آخر حلقاته في 25 مايو 2011، التي أنهت بها ملكة البرامج الحوارية مشوارها باكية وفخورة بما قدمته.