النتائج الإستراتيجية للبحث عن الغاز في عهد ميشال عون (بقلم رانيا حتي)

حوالي ٤ سنوات فى تيار

لا شك بأنَ أهم حدث يحصل في تاريخ لبنان هو اكتشاف النفط وحفر الآبار لبدء استخراج 'النفط والغاز الطبيعي'. وخلال هذه الفترة، ستكثر الإشاعات المفبركة التي تمسّ بسمعة لبنان وتُحدث بعض الفوضى لمن يُجهّل الحقيقة ويحاول تحويرها ولا يعلم خلفيات الشائعات الوهمية.
 
الحجة دائماً جاهزة بالنسبة لهم، النفط يؤدي الى أضرار بيئية ويؤثر على الثروات السمكية.
 
ولكن أين كان خوف محبي البيئة حين لوثت إسرائيل البحر في جنوب لبنان ورمت نفاياتها السامة التي تشكل جرماً بيئياً دولياً، وتحمل تداعيات خطيرة جداً على البيئة البحرية اللبنانية في حينها قدم وزير الخارجية السابق جبران باسيل اقتراح بإعداد مشروع قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة اسرائيل عن الضرر البيئي الناتج من جراء رمي نفايات في البحر الممتد بين عدلون وخيزران.
 
بالاضافة الى ذلك، توزع بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعود لما يسمى 'ثوار الرينغ' المنادون بحماية 'البيئة'، بحسب مزاعمهم ان 'استخراج النفط ممكن أن يسبب هزات ارضية' . لكن هناك دراسات عدة منها تُجمع على أن حفر الآبار قد يتسبب بتنشيط الهزات الأرضية ولكن اذا اتبعت الأصول والشروط الدولية لن يحدث شيء بالاضافة الى ان اماكن حفر تلك الآبار بعيدة عن الشاطىء اللبناني.
ولكن ماذا عن الهزات الأخرى؟
 
هزات مدوية:
أولاً: ان استخراج النفط لا يحدث مخاطر بيئية اذا اتبع الشروط الدولية، وإلا لما استخرجته معظم دول الخليج والعالم ولا تزال تسعى لإسكتشاف المزيد من آبار النفط للاستثمار والربح.
 
ثانيا : من يريد للبنان النهوض من عجزه ودينه وقيام اقتصاده وانتعاشه، لا يفتعل بروباغندا عشوائية تحت مسمى 'ثورة الرينغ' وتحريض متواصل تحت شعار بيئي لا جدوى منه سوى التعتيم على إنجاز نفطي وغازي لطالما لبنان حلم به .
 
ثالثا: إن أكثر ما يُحدث زلزالاً بالفعل باستخراج النفط والغاز، هو تسكير مزاريب الكارتيلات والمافيات النفطية الداخلية، ما يقضي على مستقبل الدولة العميقة وكارتيلاتها للأبد .
 
رابعاً: ان استخراج النفط من البحر يسبب هزات بدنية و هستيرية مدوية للعدو الإسرائيلي الذي يتربص بثرواتنا النفطية ويريد الانقضاض عليها، خاصة في البلوك ٩ حيث يريد قضم حوالي ٨٦٠ كلم٢ بحجة التنازع على الحدود البحرية من خلال خلق مشكلة ترسيم حدودية كالتي افتعلها في مزارع شبعا المحتلة ليقطع على لبنان الاستفادة من نفط البلوك التاسع، بعد ان استولى على ثروتنا المائية في مزارع شبعا (أكبر خزان مياه في الشرق الاوسط).
 
خامساً: ان استخراج النفط يقوّي موقع لبنان الإقليمي والدولي، وبدخوله نادي الدول المنتجة للغاز الطبيعي، سيشكل قوة جذب للشركات المتنافسة للحصول على تلك المادة الحيوية.
 
سادسا وأخيراً : إن قوة لبنان المستقبلية ستكون باستخراج النفط والغاز، وربما ايضاً ستكون انطلاقة لإحداث تغييرات في موازين القوى السياسية في المنطقة . حيث يصبح لبنان قوياً بنفطه وشعبه وجيشه ومقاومته فضلاً عن استغنائه او استجدائه مساعدات عربية أو دولية بين الحين والآخر ، ما يجعله أكثر استقلالية وأقل تبعية لتلك الدول.
 
لذلك، إن خطوة لبنان باستخراج النفط والغاز الطبيعي، من شأنه أن يُحدث انقلاباً في المشهد السياسي برمته حيث سيسجل التاريخ بأنه على عهد ميشال عون دخل لبنان نادي الدول المنتجة والمصدرة للذهب الأسود والأصفر على حد سواء.
 
* رانيا حتي باحثة سياسية حائزة دراسات عليا في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على